أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th July,2001 العدد:10510الطبعةالاولـي الأحد 17 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

)مراسلات ومطالعات( ... و.. )مداخلات( .. ؟؟؟
حمّاد بن حامد السالمي
.. هذه محطة لفحص دوري من نوع آخر؛ فحص يختص بالكلمات لا السيارات. ويتناول بعضاً من المطالعات والمراسلات والمداخلات؛ لا )الكفرات والليات والسلندرات(؛ محطة فيها؛ من تلك الأدبيات التي تربط بين الكاتب وما يكتب؛ القارئ وما يقرأ. إنها محطة اختيارية. أتوقف عندها بين وقت وآخر؛ لأجدد اللقاء والحوار مع الآخر.
في الصيف .. )ضيعت الماء( ..!
.. مع بداية )موسم( الصيف؛ أو حتى الحج ورمضان؛ يرتفع الطلب على الماء في مدن منطقة مكة المكرمة؛ ويظهر النقص في تلبية الحاجة بشكل كبير؛ ثم ترتفع الشكوى بين الناس كافة. أما متى تشعر مكة وجدة والطائف بالري؛ ويبعد عنها شبح الظمأ؛ فعلم ذلك عند الله وعند المسئولين في هذه المنطقة الكبيرة.
.. ومن إسقاطات شح مياه الشرب في الطائف المصيف والمتربع؛ تلك التي )تتساقط( عادة مع بداية موسم الاصطياف؛ وتمس السكان والمصطافين على حد سواء؛ ما يعانيه )بعض( الناس؛ وهو يلهث طيلة يوم كامل أو أكثر للظفر ب )وايت( ماء. وقد تناول بعض الصحف هذه القضية في أيام خلت؛ ثم راح كثير من الناس - وخاصة أولئك المتضررين من نقص مياه الشرب - يتحدث عن معاناته؛ كل حسب ما يجد. ومن هؤلاء؛ نساء لا قيم لهن ولا حيلة. ومنهم من يسكن شققاً في دور كبيرة؛ تكتظ بالساكنين والقاطنين، ثم يقل الماء عن حاجتهم. ومثلهم أيضاً؛ من يسكن في دور شعبية متواضعة؛ ليس فيها خزانات أرضية.
.. ومن صور المشكلة التي تقلق الناس؛ أن الماء لايصل إلى كثير من الأحياء إلاّ بعد عشرين يوماً أو أقل أو أكثر؛ فيضطر الناس؛ إلى الوقوف في )طابور( طويل أمام شباك تذاكر )الوايتات( في )أشياب( المثناة، وقد يطول الانتظار ببعضهم إلى ثلاثة أيام. وأحدهم قال قبل عدة أيام؛ بأنه )أقعد( غلامه أو خادمه؛ من بعد صلاة الفجر؛ أمام )الأشياب( في انتظار دوره المحدد، لكن لم يعد إليه إلاّ بعد الغروب ..! وهذه الوضعية المحرجة؛ دفعت ببعض ضعاف النفوس؛ من أصحاب )الوايتات(؛ لأن يغالوا في الأسعار؛ ويبيعوا مياهاً ملوثة كانت مصلحة المياه قد حذرت منها قبلاً عن طريق الصحف. .. وسوف أكتفي بما قلت أعلاه .. ونحن جميعاً في انتظار ما سوف يفعله المعنيون.
توأمة )فِنْطاسية( ؛ بين الطائف والباحة ...!
.. ويبدو أن مدناً مثل الطائف ومكة وجدة؛ ليست وحدها التي تعاني من نقص في مياه الشرب؛ فالدكتور سعيد بن فالح الغامدي؛ الكاتب المجدد في صحيفة الوطن؛ كشف في أكثر من مقال له؛ عن )كل الحقيقة( في زاويته )نصف الحقيقة( ..! وتحدث عن شح في مياه الشرب بالباحة وصل بسعر )الوايت( .. أو )الفنطاس( مثلما قال؛ الصحيح هو ما قال ..! إلى )500( ريال ..! وراحت مصادره الخاصة؛ )توسوس( له بين وقت وآخر؛ بأن البعض )يُهَرِّب( الماء من الطائف إلى الباحة بهذا السعر المغري..! ونتيجة لذلك؛ فإن بعض الناس في نواحي الباحة؛ ليس بمقدوره تخصيص )2000( ريال شهرياً؛ لتوفير مياه الشرب في منزله..! ولهذا؛ تحدث الصديق )سعيد فالح(؛ عن هجرة من الجنوب إلى الشمال والغرب .. أي؛ من الباحة إلى الطائف وما بعدها من مدن كبيرة، وهذا صحيح.
.. ولأن الحال من بعضه يا )أخونا( سعيد فالح؛ فإني أقترح عقد توأمة بين الطائف والباحة؛ تقوم على نظرية )الفنطسة(..!
من أجل توحيد الجهود المبعثرة في المدينتين؛ لإيجاد حلول عاجلة؛ توفر مياه الشرب؛ قبل أن تخلى القرى والأودية والشعاب من سكانها. وعليك وحدك مثل هذه المهمة، لأنك الأجدر والأقدر بالترويج والتسويق لها.
حزموهن ب )الوَدَع والجَدِيل( ..!
.. كتبت جريدة المدينة يوم الإثنين 4 / 4 /1422ه؛ عن قضية طالبة في مدرسة بالطائف خرجت إلى الشارع )سافرة(؛ بعد أن أقدمت مديرة المدرسة على مصادرة عباءتها؛ بحجة أنها - أي العباءة - مفتوحة من جنب وضيقة..! ومدير التعليم - كعادته - أقر بخروج الطالبة..!
وذكَّر )الصحافيين والكتاب والقراء( أيضاً؛ بتعاميم توزع على الطالبات؛ فحواها عدم ارتداء العباءة غير اللائقة..!
.. وقبل هذه الحادثة بسنوات؛ كانت العباءة موضع نزاع في كلية البنات؛ فكان من )المربيات( الفاضلات؛ من يرى أن بعض عباءات الطالبات التي تجلب من السوق؛ فيها ما يشبه لبس )النصارى( وما هو مثل لبس )اليهود( أو لبس )البوذيين من اليابانيين(..! وجرى في وقته؛ تحذير وتنذير؛ وإسماع بعض الطالبات هذا الرأي فيهن جَهَارة؛ ودار نزاع طويل؛ استبدلت من جرائه؛ عباءات جديدة؛ محل مئات العباءات المشتبه فيها..!
.. وحلاً لهذه المعضلة التي تعتور تعليم البنات في الطائف في أيامنا هذه؛ فإني أقترح على أولياء الأمور في هذه المحافظة؛ العودة إلى تراث الأجداد؛ خزائن )العمات والخالات والجدات(، للاستفادة بما فيه من قديم مفيد؛ ومنه ما كانت البنات يلبسنه من حزام يسمى )الجديل(، وحزام أكبر منه مشغول؛ هو حزام )الودع(.
ففي هذه الحالة؛ لن يكون بمقدور مديرة مدرسة؛ أو مساعدة لها؛ سحب عباءة من فتاة )راشدة عاقلة( ومصادرتها؛ لأن حزامي )الجديل والودع( يحميان حق الاحتفاظ بلبس خاص؛ لا تملك إدارة تعليم البنات ولا مدارسها؛ حق انتزاعه بالقوة..!
)متعاقدون( في تعليم الخرج..؟!
.. تلقيت رسالة بالفاكس من قارئ عزيز من محافظة الخرج؛ قال: إن اسمه )علي الدوسري(. ولعله من منسوبي تعليم الخرج. ونبه إلى أن أكثر من علامة استفهام تدور؛ حول إقدام إدارة تعليم الخرج؛ على تجديد عقود المعلمين المتعاقدين من غير السعوديين، مع الإبقاء عليهم في مدارسهم على حساب المعلمين السعوديين الذين يوجهون إلى قرى وهجر بعيدة.. يقول: إن وجه الغرابة يكمن في أن بعض هؤلاء المتعاقدين؛ كانوا في مدارسهم )الابتدائية( منذ أكثر من ست سنين وما زالوا فيها.
.. وإذا كان ما ذكر الأخ )علي الدوسري( صحيحاً؛ فإن وجه الغرابة )الأغرب( عندي؛ أن قيادة وزارة المعارف؛ تقول إذن شيئاً؛ وإدارات التعليم تفعل شيئاً آخر. فحتى اللحظة هذه؛ كنت أظن أن ما صرح به معالي وزير المعارف مرات عدة؛ من أننا قد أكملنا - والحمد لله - سعودة وتوطين التوظيف في التعليم العام؛ إلا قلة في المرحلة الثانوية في التخصصات النادرة؛ إذا بهذا القارئ الكريم؛ قد فاجأني وفجعني بهذه المعلومة. )متعاقدون في التعليم الابتدائي في الخرج(...! وربما في مناطق أخرى..!
.. لكننا نعرف جيداً؛ أن هناك معلمين سعوديين بشهادات جامعية منذ سنوات وهم على قائمة الانتظار..؟!
)سلامة( في شروط .. و)شروط( في سلامة..؟!
.. ومن الخرج أيضاً؛ تلقيت رسالة )مفكسة(؛ بتوقيع الأخت؛ )عزيزة بنت محمد القعيضب(؛ تتكلم فيها على قضية مهمة هي شغل الناس؛ وهمهم الأهم؛ وتقول: إن كثيراً من الشركات والمؤسسات في بلادنا؛ تتعمد التهرب من سعودة وتوطين وظائفها. وهي بهذا؛ تعمل ضد سياسة الدولة الرامية إلى سعودة الأعمال والوظائف؛ وتوفير الأمان الوظيفي؛ وبالتالي المعيشي والاجتماعي والنفسي لأبناء الوطن. ثم ضربت مثالاً بتلك الشروط التي تتصدر طلب التوظيف من شركات ومؤسسات كثيرة، للتدليس على المسئولين؛ والتلبيس على العامة؛ والتعجيز على طالبي العمل؛ ومنها على سبيل المثال: )شهادة ماجستير؛ وخبرة من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات في طبيعة العمل؛ وإجادة اللغة الإنجليزية تحدثاً وكتابة؛ ومعرفة تامة بالعمل على الحاسب الآلي والتعامل مع برامجه(.. إلى آخر قائمة )التملص غير الخافية على ذي عقل(..!
.. وكلام مثل هذا؛ يذكرنا بإعلان ظهر ذات مرة في بعض الصحف؛ ينبئ عن رغبة شركة في توظيف )فراش(؛ ولكن بشروط كثيرة من أهمها؛ أن يجيد اللغة الإنجليزية..!
.. ولكي أزيدك يا )عزيزة( شرطاً من الشروط؛ فإن بعض هذه الشركات؛ )قد( تكون في حاجة؛ إلى من يجيد اللغة الفرنسية إلى جانب الإنجليزية؛ وربما احتاجوا غداً؛ إلى لغة ثالثة هي )العبرية(؛ بحكم شيوع ثقافة ولغة )التطبيع( في بعض دول المنطقة العربية وإن لم تكن المملكة - بحمد الله - من بينها!.
ماء )زمزم( .. هو .. هو .. .. أم .. ؟!
.. قارئ عزيز من بريدة هو )عبدالله بن محمد العيد(؛ كتب إليّ إلكترونياً مرتين في أكثر من موضوع؛ ومنها ماء )زمزم( الذي تدفع به )بئر زمزم( في الحرم المكي الشريف منذ آلاف السنين.. من أين هو آت؟ وهل هناك ماء آخر يداخله أو يخالطه أو )يضاف( إليه؟
.. وأقول: إن ماء زمزم الذي عرفناه قديماً ونعرفه اليوم؛ هو .. هو؛ لم نشعر يوماً بما يفيد التغير طعما أو شكلاً، ولمعرفة ما يفيد أكثر في شأن هذه البئر ومائها الذي هو لما شرب له؛ فهناك كتاب ألفه المهندس يحيى كوشك؛ ويوزع في الأسواق؛ وأحسب أن )تهامة(؛ قد تولت طباعته في السابق، ويمكن الرجوع إليه.
.. أما سوى هذا؛ فإني لا أدري. ومن قال لا أدري فقد أفتى..!
لست قرداً .. )والله العظيم( ..!!
.. وحمل إليّ البريد الإلكتروني؛ رسالة من أرض تمر. لكنها قدت من جمر..! كتبها قارئ )عزيز(؛ أعطى نفسه اسم )أحمد الفريح(، فأنا لا أعرفه؛ وهو لا يعرفني. وقد وصفني فيها بأوصاف أستحي من نشرها على )الناس الأسوياء( الذين يقرؤون لي من خلال هذه السطور. ومن ذلك أني )قرد من نسل قرود(..! وكان يرد بهذه القذيفة النارية الحارقة؛ وبقذائف أخريات صلدة؛ على مقال سبق وكتبته عن قضية أكاديميات من الخرج والطائف؛ ونشر بهذه الجريدة بعدد يوم الأحد )26-2-1422ه(. وفيه قلت نصاً: )... إن الدولة حريصة على التنمية العلمية والعملية للمرأة؛ والاستفادة من عطائها في ميادين التربية والتعليم والصحة، وغيرها من الميادين العلمية والعملية المناسبة، التي ما وصلتها المرأة السعودية؛ إلاّ وأثبتت جدارتها ونبوغها؛ وإصرارها على العطاء والمساهمة والمشاركة في البناء بكل اقتدار وتضحية(.
.. وعندما قرأت هذه الرسالة النارية؛ التي جاء فيها ما لم أتوقعه؛ من )التجريد والتحريد والتقريد(؛ لشخصي المتواضع؛ سارعت إلى المرآة؛ فنظرت فيها ملياً لأرى أين هو هذا القرد الذي رماني به )الفريح(؛ أو رماه بي. فما وجدت.. )واللَّه العظيم(؛ أن في وجهي شبهاً من وجه القرد؛ أو حتى بعضاً من صفاته..! وأنا لا أدافع عن نفسي يا هذا؛ لأني لم أجد فيها قرداً يكتب ويشيد بعطاء المرأة السعودية، ويمتدح حرص الدولة على بناء شخصية هذه الإنسانة؛ وما يحفظ لها كرامتها وحقها في الوجود؛ ولو كنت أعلم أن في مثل هذا الكلام ما يؤدي إلى معرفة حقيقية بعالم القرود؛ وبفكرها وثقافتها ومنطقها المعاصر؛ «لتزيدت» منه؛ وعندي منه الكثير؛ الذي يفرح كل من كان )معافى في بدنه؛ وصحيحاً في عقله؛ وسليماً في قلبه(..!
لكنك )أخي .. أخي( على كل حال ومهما كان الأمر؛ ومن أجل ذلك؛ فإني - والله - في غاية الحزن والخوف عليك؛ فماذا لو درى القرد بما اقترفت في )حقه(؛ وذهب يبحث عني في المرآة؛ فلم يجدني ووجدك فيها وجهاً لوجه..! من يحميك يا )أخي( .. من يحميك ..؟!
assahm2001@maktoob.com
Fax 027361552

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved