رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th July,2001 العدد:10510الطبعةالاولـي الأحد 17 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

هل نقيس الإنسان بعقله أم بشهادته..؟
أ.د. عبدالرحمن بن سعود بن ناصر الهواوي
يتميز الإنسان عن سائر المخلوقات الحيوانية الأخرى بما منحه الله سبحانه وتعالى من جهاز عصبي متطور متقن التركيبة، وبما وهبه الله جلت قدرته من عقل خلاق مبدع يبز به سائر المخلوقات الأخرى.. ومع هذا فالناس يتفاوتون ويختلفون في قدراتهم العقلية، وإدراكهم وفهمهم للأمور، وما يحيط بهم من مشكلات وقضايا..
والسؤال الذي يسأل .. هل نقيس الإنسان ونحكم على قدراته بعقله وتصرفاته ونظرته للحياة ومايحيط به من معضلات، أم نقيسه بما يحمله من شهادات وألقاب علمية..؟
قد يكون التحصيل العلمي أو الأدبي عنصراً مهما في نظرة الإنسان للحياة وصروفها، ولكن لو نظرنا إلي تطور الحضارة البشرية من مختلف الوجوه لوجدناها مليئة برجال ونساء تركوا بصماتهم في مختلف نواحي الحضارة الإنسانية دون أن يحصلوا على أي نصيب من التعليم.
في وقتنا الحاضر قد نجد رجالاً لهم الباع الطويل في تسيير أمور حياتية متعددة، فهناك رجال يديرون أمور غيرهم، وهناك رجال مبدعون في التجارة والصناعة، ويديرون شركات وبنوكاً..الخ دون ان يحصلوا على نصيب كاف من التعليم.. وقد نجد رجالاً ونساء يحملون أعلى الدرجات العلمية والألقاب ولكن قدراتهم العقلية تعجز عن فهم وإدراك وتعليل أمور ربما تكون سهلة وبسيطة في نظر عكسهم من الناس.. وقد ينظر صاحب الشهادة إلى غيره ممن لايحمل شهادة نظرة تحمل في طياتها نظرة الجهل والغباء، بينما هم في الواقع والحقيقة والتجربة عكس ذلك، وأن عندهم القدرة على التحكم في أمور تستعصي على غيرهم.. وقد ينخدع بعض الناس بأصحاب الشهادات والدرجات العلمية ولكنها قد تخفي خلفها عقولا ضحلة التفكير.. و .. و .. ونحن نعرف في السنوات الأخيرة ان بعض الشهادات والدرجات العلمية قد تشترى بأبخس الأثمان.. وقد تشترى حتى بالمزاد العلني..!!
يقول طه حسين:
«إن الشهادة لا تثبت لصاحبها علماً، كما أنها لا تمحو عنه جهلاً..»
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved