| تحقيقات
* جولة محمد يحيى القحطاني ومحمد جمعان
أبها من أجمل المصايف بالمملكة وفي الصيف يزداد التوافد الى هذه الربوع الجميلة وهذا التزايد يتطلب جهداً في توفير الخدمات للمصطافين ومن ذلك استعدادات المطابخ والمطاعم والفنادق الأمر الذي يزيد الاقبال على استهلاك لحوم الأغنام والماعز علاوة على ما يتطلبه موسم الأفراح خلال الصيف، توجهنا الى سوق الأغنام بأبها وخرجنا بالتالي:
زيادة المعروض
التقينا أولا بكبير باعة سوق الأغنام بأبها أو كما يطلقون عليه »شيخ سوق الغنم» عيسى حيدر عسيري حيث ذكر انه يملك أكثر من 500 رأس من الماعز ولا يبيع سواها وسألناه عن الفرق بين حركة السوق بين السنة الماضية وهذا العام فقال ان العام الماضي أفضل بكثير من هذا العام حيث ان السبب هو قلة الأمطار أولا وكثرة عرض الأغنام مقارنة بالعام الماضي بسبب الانتقال للسوق الجديد حيث أتاح هذا السوق مساحات واسعة لعرض الأغنام فأصبح جميع من لديه أغنام يحضرها ليبيعها هنا حتى من خارج أبها ومنطقة عسير أيضا، أما بالنسبة للأسعار فذكرالعسيري انها تتراوح ما بين 600900 ريال أما السنة الماضية فقد بعت تيسا بمبلغ 1200 ريال ووصف عيسى حيدر السوق بأنه جيد المساحة ولكن يعيب عليه أنه مختف بين الجبال اضافة الى عدم وجود كهرباء ولا مياه ولا حتى مسجد أو مطاعم، عيسى حيدر الذي عاصر السوق منذ 15 عاما تمنى أن يتم تنظيم وضع الباعة وعدم السماح للبعض باغراق السوق بالأغنام حتى لا يتسبب في خسارة بعض التجار.
وفي موقع آخر من السوق التقينا بالبائع قالط عايض آل ادريس حيث ذكر انه يبيع في السوق منذ عشر سنوات وان العرض أكثر من الطلب مما تسبب في انخفاض أسعار الأغنام حيث انها لم تتعد 650 للرأس الواحد بينما وصلت العام الماضي الى أكثر من 1000 ريال.
وعن تفاوت أسعار بعض الأغنام قال ان ذلك يعود الى اختلاف مصادرها فبعضها يأتي من تهامة وجيزان والخوبة وضواحي أبها وأفضلها على الاطلاق واغلاها البلدي الذي يجلب من ضواحي أبها ووادي بن هشيل ويتمنى ان يزداد الطلب خلال الأيام القادمة على أمل ان ترتفع الأسعار.
وفي مكان آخر من السوق التقينا بالبائع عبدالله قطيم الأحمري الذي يتردد على السوق ما بين فترة وأخرى لبيع أغنامه حيث سألناه عن سبب ارتفاع أسعار الأغنام في مثل هذا الوقت فذكر ان الأغنام تحتاج الى غذاء وغذاؤها غال علينا كمربين للأغنام حيث ارتفع كيس حب الشعير حتى وصل الى ثلاثين ريالا للكيس الواحد وحزمة البرسيم وصلت الى 22 ريالا بينما يكلف الخروف الواحد يوميا 5 ريالات والايراد قليل والمعروض في السوق كثير حيث تأتي بعضها من خارج المملكة من الصومال واستراليا ورخيصة مقارنة بالبلدي ويلاحظ الأحمري ان كثرة الاقبال على التيوس ثم الأغنام فيما أكد هو الآخر ان حال السوق العام الماضي أفضل من ناحية المرتادين ويلتقط علي سعيد الأحمري بائع أغنام طرف الحديث حيث يؤكد ان بعض الناس يصرف على أغنامه أكثر مما يصرف على نفسه وأهل بيته ويبرر سبب ارتفاع أسعار الأغنام حيث تصل الى 800 ريال بأن ذلك يرجع الى ندرة الأمطار وعدم وجود أعشاب في المراعي مما يضطرنا الى شراء البرسيم والحب لها.
رأي آخر
وفي جانب آخر التقينا بالزميل فايع الغنمي من جريدة الندوة الذي اشترى للتو ذبيحتين وقال ان السوق منظم وجيد والأسعار معقولة جدا فيما أبدى استغرابه من عدم وجود زحام خاصة في مثل هذه الأيام وقال كما ترى.. أعداد كبيرة من الأغنام وأعداد قليلة جدا من المرتادين وتوقع ان يزداد الاقبال خلال الفترة المقبلة وسترتفع الأسعار بلاشك.
ثم التقينا بيحيى علي التيهاني وأخيه ابراهيم اللذين دخلا للتو في حوار مع أحد الباعة وعند سؤالهما قالا انهما لم يأخذا جولة في السوق حتى يحكما عليه ولكن تمنيا ان تكون الأسعار معقولة ومناسبة.
التيس العجيب
وانتقلنا الى موقع آخر حيث وجدنا مجموعة من الناس متجمهرين حول سيارة وبدافع الفضول الصحفي اتجهنا نحوهم فوجدنا «تيسا» كبيرا جدا من سوريا وصاحبه حسن سلطان أحمد ويملك 50 رأسا وعند سؤالنا عن قيمته رفض ان يعطي مبلغا معينا وقال سأبيع لمن يدفع أكثر إلا ان الدوريات الأمنية أبعدته حيث يقف في المواقف الخاصة بالمشترين ولم ينتظر وغادر السوق نهائيا بعد ان رفض تصويره وسمح بتصوير تيسه العجيب!!.
لا ضرر من أغنام جازان
البائع محمد عبده عسيري أفاد بأن مستوى الأسعار عال جدا وغير مناسب للبائع والمشتري في الوقت نفسه. كما أنه أدى الى احجام الناس عن الشراء. وعزا ذلك الى تأثر الأسعار نتيجة للنظرة للأغنام القادمة من جازان.
كما ان الباعة لم يجدوا أي فائدة من زيادة الأسعار لأن ذلك ينعكس سلبا على اقبال الناس للشراء. كما ان هنالك ترددا كبيرا بين المشترين بالنسبة للأغنام القادمة من جازان.
وتحدث عامر علي أحد الباعة موضحا مدى الضرر الذي لحق بهم كمواطنين يعتمدون في دخلهم على البيع في السوق. وعزا ذلك الى الخطر مؤقتا على الأغنام القادمة من جازان خاصة وانها مفضلة لدى المواطنين إلا ان عدم وجودها وكذلك عدم كفاية المعروض ساهم في زيادة الأسعار. مما أفقدهم المصداقية كبائعين أمام زبائنهم وعملائهم الذي يعتقدون ان سبب الغلاء هم البائعون. في حين الحقيقة ان الباعة لم يعودوا يستطيعون الشراء من أصحاب الأغنام نظرا لغلاء الأسعار وكذلك اعتقاد الناس بأن الأغنام مريضة وهو ما ينافي الواقع.
كما تحدث أحمد عبده موضحا بأن سبب ركود السوق هو الغلاء في الأسعار وان ذلك يعود الى تأثر السوق بالتردد حول الأغنام القادمة من جازان ومن محايل عسير رغم تأكيدات الجهات المعنية بخلوها من المرض.
وأشار الى ان البعض يتجه لشراء البديل من الأغنام القادمة من اسواق الخميس وأبها وهي لا تكفي احتياجات السوق.
الأستاذ عبدالله ديبان قال بأن أسعار الأغنام هذا العام أغلى من العام الماضي بدرجة كبيرة. كما أنه لم يجد ذبيحة بالسهولة والسرعة التي كان يجدها في المواسم السابقه وعزا ذلك الى قلة المعروض بالسوق من الماعز والتي عادة ما تجلب من منطقة جازان.
وتساءل كيف يسمح لهذه الأغنام أو لتجار الماشية بنقلها الى جدة ويمنع ذلك في منطقة عسير كما أنها تباع وتذبح في منطقة جيزان ولا ضرر فيها كما أثبتت المختبرات ذلك ولكن بعض المشترين لم يقتنعوا بعد بذلك.
المواطن علي القحطاني أبدى تذمره من مستوى الأسعار وقال بأننا نلتمس العذر للباعة كون موسم الصيف قد بدأ بما يصاحبه من توافد الزوار للمصائف وزيادة مناسبات الأفراح والولائم مؤكدا ان أغنام جازان نوعية ممتازة ومطلوبة في أبها رغم تشكك بعض المشترين.
المواطن علي آل سلطان قال بأنه يوجد لديه مزرعة في مدينة صبيا ورغم تأكده من سلامة مواشيه وخلوها من الأمراض إلا أنه جاء الى السوق مرغما لشراء الذبائح بأسعار مرتفعة رغم وجودها في مزرعته وهذا الشك يجب ان يزول مع التجارب وتأكيدات الجهات المختصة بسلامة أغنام جازان.
وبعد
ومن خلال جولتنا السريعة على السوق بقي في ذهني سؤال لم تتم الاجابة عليه وهو لماذا ترتفع أسعار الأغنام هذه الأيام على الرغم من كثرة العرض وهل للمشتري دور في ذلك أم أنه جشع بعض الباعة أم ماذا؟؟ سؤال لم أجد الاجابة عليه حتى كتابة هذه الأسطر.
* من الجولة:
جولات مكثفة من رجال الدوريات الأمنية والجوازات على الرغم من كثرة العمالة الأجنبية.
لاحظنا عدم وجود دورات مياه ولا إنارة والأهم من ذلك عدم وجود مسجد.
كثير ممن حاولنا الالتقاء بهم رفضوا ولا ندري سببا لذلك ربما لعدم تفهمهم للدور الايجابي الذي تقوم به الصحافة.
بعض الجلسات الخاصة بالباعة بنيت بطريقة بدائية جدا فأين البلدية منهم؟
موقع السوق ومساحته جيدة ويحتاج الى ارشادات تدل المرتادين إليه.
|
|
|
|
|