| عزيزتـي الجزيرة
المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
في هذه الأيام تكثر حفلات الأفراح في مجتمعنا وهذه نعمة من الله عز وجل لا تقدر بثمن وذلك من اجل بناء أسرة مسلمة وفي الأفراح تتجلى الاخوة الإيمانية والروابط الأسرية والعلاقات الاجتماعية وفي خضم الأفراح تظهر وللأسف بعض الظواهر التي تنبئ عن خلل في التفكير وخطأ في التربية وتقليد أعمى ومن تلك الظواهر عبارة «ممنوع اصطحاب العجائز والأطفال» على بطاقات الأفراح ولكن نقول إلى هذا الحد وصل الجفاء منا للكبار وبكل سوء أدب يقال «العجائز» ولكننا لسنا بشيء عندما نفقد كبيرات السن في أفراحنا بل في حياتنا ولعلي لا أكون مبالغاً.
واعتقد ان كبيرات السن في مجتمعنا عملة نادرة؟! فإذا كنا نمنع كبيرات السن عن حفلات الأفراح فلماذا لا نمنع كبار السن عن الحضور أيضاً؟ أم ان ذلك خاص بالنساء؟ وماذا يعني ان ذلك خاص بالنساء ولكن لو منع حضور كبار السن من الرجال فلن يقام احتفال! ولكن كبيرات السن يطردن من تلك الاحتفالات على مرأى ومسمع ولكن يا من تطرد كبيرات السن عن احتفالك هل انت بغنى عن تلك الدعوات منهن التي هي سبب في التوفيق بين الزوجين ام انك مشفق عليهن من السهر؟ ولا اظن ذلك، ام ان هنالك بعض المنكرات التي تقام في ذلك الاحتفال ووجود كبيرات السن قد يكون عائقاً عن اقامة ذلك المنكر؟!.
ولكن يظهر ان المغفلات من النساء هن اللاتي بيدهن الحل والربط وفي هذه الحالة انهزم بعض الرجال وللأسف أمام هذا التيار فكانت الغلبة للنساء، إننا بهذه الطريقة نضاهي غير المسلمين في عدم احترام الكبار عندما تكون هذه طريقتنا وقد أصبح ذلك أمرا مقبولاً لدى الكثيرين وثمة أمر آخر لا يقل شأوا عن سابقه وهو منع الأطفال من حفلات الأفراح.
فهل من المعقول او من المتصور احتفال يفقد فيه الأطفال لاشك ان تلك الاحتفالات التي يمنع فيها حضور الاطفال اقرب ما تكون «للمأتم» وهذه حقيقة واقعية ولاشك ان للأطفال بعض المشاغبات التي تظهر في الاحتفالات ولكنها تعتبر من الأمور التي جبل عليها الأطفال فمن مقل ومستكثر.
فما بالكم بأطفال ينشأون على عدم حضور المناسبات؟! انهم سوف يشبون وهم يفتقدون هذه الصفة الحسنة وما أجمل تلك العبارات التي تحث على حضور الأطفال من ذلك «أطفالكم شموع تضيء افراحنا» وعلى أصحاب صالات الأفراح مسؤولية كبيرة والمفترض ان يساهموا في منع تلك الظواهر السيئة.
إنه من الواجب علينا مقاطعة كل احتفال تنتشر فيه مثل هذه الظواهر لكي تتلاشى وغيرها من الظواهر السيئة.
أتمنى للجميع التوفيق في الدنيا والآخرة.
أحمد صالح الجعيثن
القصيم/ بريدة
|
|
|
|
|