عندما ترغب في الكتابة عن بعض رجالات الوطن البارزين فإنك تحتار من اين تبدأ ويعجز قلمك في التعبير عما تحمله من مشاعر صادقة لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأكثر ما اخشاه هو عدم ايفاء الرجال الأفذاذ حقهم من الثناء والذكر والشكر وهم أهل لكل هذا.
بالأمس القريب ودع رجال التربية والتعليم في منطقة عسير مدير عام التعليم بمنطقة عسير السابق سعادة الدكتور حمد بن محمد الشغرود الذي انتقل إلى مجلس الشورى بعد ان قضى عقدا من الزمان قاد فيه مسيرة التعليم في المنطقة فكان جديرا بالاحترام والتقدير حينما تحققت على يديه العديد من منجزات تعليمية ونقلة نوعية في التعليم ووسائله ومنشآته طالت فرسان ميدانه المعلمين، لقد تحلى الدكتور حمد بالصدق والتواضع واتسم بالكفاءة الإدارية والقدرة على تسيير أمور إدارته بكل حكمة وحنكة شهد بذلك الجميع فكانت العيون تقر لرؤيته وتسر للحديث معه استطاع خلال تلك السنوات العشر ان يشكل فريقا إداريا في إدارته هم اليوم من الرجال الاكفاء فسارت ادارته سيرا حسنا لا تعوقها إشكالات ولا تؤخرها بيروقراطية منبوذة.
وحقيقة يعز على النفس فراق مثل هؤلاء الرجال الأفذاذ ويعز على أبها الخميلة والخليلة والسنى والقصيدة ان تودع الشغرود، ابها التي احبها واحبته ابها التي قال عنها يحيى السماوي متشبباً بحبها:
أبصرت فاتنة عليها بردة
خضراء لكن الخيوط زهور
فسألت عنها العاشقات فقلن لي
ابها وقال العاشقون عسير
رحل الشغرود من ابها ليستقر في عروس الصحراء العاصمة «الرياض» رياض الخير والحب والانتماء والبطولات الرياض التي قال عنها شيخنا ابن إدريس:
هي الرياض وما أحلى روابيها
مغرزات ووادي الوتر يسقيها
يحوطها النخل من شتى جوانبها
ويمتلي السوق من خيرات واديها
واليوم تستقبل ابها مدير التعليم في بيشة السابق احد رجالات التربية والتعليم سعادة الأستاذ سياف بن عامر آل خشيل مدير عام التعليم بمنطقة عسير والحديث عنه وعن بيشة يطول فالأستاذ سياف عرف عنه نشاطه الدؤوب واخلاصه الجاد وعطاؤه اللامحدود رجل مسكون بالعاطفة الصادقة تجاه وطنه وأبنائه شعلة من العمل لا تنطفئ خبر ميدان التربية والتعليم فنال ثقة المسؤولين فكان نعم الرجل المناسب في المكان المناسب لقد قدم الأستاذ سياف من بيشة. بيشة الخير والنخل الأشم والزروع والكروم والكرم والشهامة قدم من بيشة التي جاء ذكرها عند الخنساء وهي تصف اخاها صخرا:
حامي الحقيقة تخاله عند الوغى
اسدا ببيشة كاشر الأنياب
قدم إلى أبها وكلها موطنه بيشة التي جاء ذكرها أيضاً عند لبيد:
حفزت وزايلها السراب كأنها
أجزاع بيشة اثلها ورضامها
وعند ذكر بيشة سيمر معنا ذكر قصر شعلان الأثري في وادي تبالة وذكر «العبلاء» الذي يعود للعصر العباسي وشهرة التعدين فيه من الذهب والنحاس وسيرد ذكر وادي عياء والبطنة ووادي هرجاب وجبل جمعور وذكر من سكنها من العرب من خثعم وهلال وسواءة بن عامر بن صعصعة وسلول وعقيل
والضباب وقريش وبنو معاوية.
لقد تغنى بوصفها الشاعر علي الألمعي فقال:
يا بيشة الخير رق الشدو والنغم
وفاض بالطيبات السهل والعلم
وراق للنخل عيد نفحه عبق
عيد تواكبه الاخلاق والقيم
فمرحبا بالاستاذ سياف بن عامر آل خشيل مديرا للتعليم بمنطقة عسير ليكمل مسيرة من سبقوه من مديري التعليم منذ ان تأسست معتمدية المعارف بأبها سنة 1369ه وكان مديرها خليل كتب خاته.
فهنيئا لأبي عامر ثقة المسؤولين وكلي دعوات صادقة له وللدكتور حمد بأن يمدهما الله بتوفيقه وعونه وما تلك المشاعر التي عبرت عنها إلا مشاعر صادقة فرضتها مآثر الرجلين.