| عزيزتـي الجزيرة
سعدت كثيراً وأنا أطالع زاوية «مع التربويين» لفضيلة الدكتور والوالد عبدالحليم ابراهيم العبداللطيف الذي هو انسان محفور في قلبي وذهني منذ الطفولة.. ولست أنا وحدي فكل الذين تعاملوا مع ذلك الانسان أحبوه.. لأنه صادق وواضح ورجل تربوي يحمل معاني سامية وأخلاقا رفيعة.. الكل يذكره حينما كان مديراً مميزاً في إدارة التعليم بمنطقة القصيم.. وهو واجهة تربوية مشرقة تعتز بها المنطقة وتفتخر لأن هذا الانسان يعيش بين جنباتها.. لقد كتب الدكتور العبداللطيف كلاماً متميزاً حول تكافؤ الفرص التعليمية بين الأفراد ووضع كل شخص في المجال الذي يهواه ويحبه وتميل له نفسه وهذا تأكيد لقاعدة الميول والرغبات في دراسة علم النفس.. هذا الموضوع الذي طرحه الدكتور.. يحتاج حقيقة إلى الاهتمام به والتركيز حتى نستطيع ان نستغل جميع طاقات الشباب بما يخدم الوطن.. وألا يقتصر الاكتفاء في مجالات محددة.. هذا التوجه الرائع لم يكن تنظيراً كما سيعتقد البعض ممن يطالعون ما كتبه الدكتور بل هو حقيقة كان يطبقها عندما كان مديراً للتعليم..
أذكر أنني كنت في الصف الثاني ثانوي علمي في ثانوية «العزيزية» ببريدة ورغبت بالتحول من القسم العلمي إلى الأدبي فرفض مدير المدرسة في تلك الفترة الأستاذ الفاضل سليمان الرشودي أعطاه الله طولة العمر وأمده بالصحة والعافية لأن النظام لا يسمح وليس من صلاحيات مدير المدرسة.. وبعد نقاش أكد لي «الرشودي» أن هذه من صلاحيات مدير التعليم فقط فذهبت إلى مدير التعليم الدكتور عبدالحليم العبداللطيف وشرحت له الموقف وقلت له ان ميولي أدبية وأخطأت في الذهاب إلى العلمي وبالتأكيد انني لن أستطيع الاستمرار في العلمي طالما هذه ميولي ورغباتي.. ولم يقصر «أبو أحمد» فقد بادر بمخاطبة المدرسة رسمياً والسماح لي بالتحويل، وكان دائماً يكرر في خطاباته وأحاديثه أن الدولة تحتاج إلى تنويع المجالات..وعدم التركيز على مجال واحد حتي نستطيع أن نسد العجز في نواقص كثيرة نحتاجها..
وأيضاً في ما طرحه الدكتور العبداللطيف فائدة كبيرة بتوظيف القدرات ووضعها في المكان المناسب حتى يمكن أن نستفيد من قدرات الشباب بدلاً من تحطيمها في مجالات لا تناسب امكانياتهم.
أحمد المطرودي
القصيم
|
|
|
|
|