| القرية الالكترونية
* الرياض فهد الزغيبي:
طالعتنا الصحف اليومية يوم الثلاثاء الماضي بخبر من وكالة الأنباء السعودية «واس»، جاء فيه أن شركة الاتصالات السعودية حصلت على موافقة وزير المالية ومعالي وزير البرق والبريد والهاتف على التسعيرة الجديدة لخدمات الإنترنت في المملكة وبالطبع شملت تلك الأسعار خدمة ADSL الجديدة على الساحة.
«الجزيرة» انفردت في وقت سابق بنشر معلومات كاملة وتفصيلية عن خدمة DSL وكذلك أسعارها في دول أخرى ومن أراد الرجوع لتلك المعلومات فيمكنه الوصول إليها عبر أرشيف الجزيرة في العدد رقم 10482 ليوم الأحد 18 ربيع الأول 1422ه الموافق 11 يونيو 2001م والعدد الذي يليه والذي يحوي الحلقة الثانية من الموضوع.
الأسعار الجديدة حملت مفاجآت كثيرة وكبيرة لسوق الإنترنت المحلي واتفق الجميع على أن التخفيضات الجديدة ستجعل الشركات الكبيرة تكبر أكثر والشركات الصغيرة تعاني بشكل أكبر من مسلسلات خسائرها المتواصلة ومن ثم يتوجب عليها ضخ المزيد من المال للنجاة والخروج من أزماتها الاقتصادية.
الأسعار الجديدة احتوت على تخفيضات وصلت إلى 70% على بعض الأقسام وبالطبع هذه التخفيضات خاصة بالشركات فقط أما المستخدم النهائي فإنه سيحصل على التخفيض الخاص به فور حصول تلك الشركة على تلك التخفيضات والمحدد لها تاريخ 1 اغسطس 2001م القادم.
هذه التخفيضات تتيح للشركات الحصول على سعات أكبر قليلة موازنة بالأسعار السابقة ويمكنك عزيزي القارئ أن تشاهد في الجدول رقم «1» أسعار السعات التي يشتريها موفرو الخدمة من شركة الاتصالات وبالطبع كان في السابق لا يمكن لموفر الخدمة الحصول على سعة أكبر من 32 ميجا أما الآن فإنه يستطيع الحصول على أكثر من 155 ميجا، وهذه السعات الكبيرة تتطلب مبلغا مالياً كبيراً للشهر الواحد يصل لنصف مليون ريال في الشهر الواحد أي حوالي 6 ملايين ريال في السنة.
وتوقع بعض المختصين في هذا المجال ان تشكل هذه التخفيضات ضربة قوية وقاصمة لعدد من الشركات ستتسبب بخروجها من السوق إذا لم تحاول تطوير نفسها والحصول على سعات عالية تدعم خدماتها ويمكن تشبيه السعات التي يملكها موفرو الخدمة بالطرق الخاصة بالسيارات أي أنه كل ما زاد اتساع الطريق أمكن لعدد أكبر من السيارات استخدامه دون أي مشكلات أو مضايقات والعكس صحيح أي أنه كلما ضاق الطريق زادت مشكلات عبور السيارات من خلاله.
ويتوقع البعض الآخر انه على أحسن تقدير سيندمج عدد من الشركات لتشكل قوة يمكن لها الصمود في هذا السوق المتقلب والذي يحفل بالمفاجآت دائماً وأبداً والذي يحاول السيطرة عليه عدد من الشركات الكبيرة المعروفة والتي تملك دعما مالياً يمكنها من مواصلة التطوير وشراء سعات اضافية ولقد شبه أحدهم السوق السعودي بالسوق الأمريكي عند بدايات الإنترنت إذ تسابق عدد من الشركات على توفير الخدمة ولكن في النهاية تمكن عدد من الشركات أقل من أصابع اليد على السيطرة بشكل كبير على مستخدمي الإنترنت الأمريكيين وذلك بسبب قدراتها على التطوير المستمر واستثمار المزيد من الأموال للهيمنة على أكبر عدد ممكن من المشتركين.
خدمة ADSL
قامت «القرية الإلكترونية»، في وقت سابق بنشر موضوع كامل على حلقتين عن هذه الخدمة وتم نشر أسعار تلك الخدمة في بعض الدول حول العالم وتمنت القرية الإلكترونية كما تمنى الكثير من المستخدمين أن تراعي شركة الاتصالات تلك الأسعار عند وضعها لأسعار الخدمة في المملكة وحقيقة لقد تفاجأ الكثيرون عندما أعلنت الشركة الأسعار الخاصة بالخدمة فقد كانت الأسعار ممتازة وبشكل أفضل من التوقعات كثيراً.
حددت شركة الاتصالات سعر تأسيس الخدمة بمبلغ 300 ريال وهذا مبلغ يعدّ حقيقة أفضل الأسعار عالميا في دولة مازالت في بداياتها في خدمة الإنترنت ولقد حددت أيضا أسعار الاشتراك بمبلغ 200 ريال شهرياً وهذا أفضل من سابقه بل إنه يعد أقل من أسعار إحدى الدول المجاورة والتي عرفت برخص خدمة الإنترنت لديها.
خدمة ال ADSL ستساعد على نشر الإنترنت بين المجتمع السعودي بشكل أكبر إذا ما تم تشغيلها بالشكل المطلوب والمرجو وكانت جودة الخدمة عالية فهذه الخدمة تتيح الوصول للإنترنت بشكل مستمر وعلى مدار الساعة عن طريق خط الهاتف المنزلي وفي الوقت نفسه يمكن لأصحاب المنزل استخدام الهاتف لإجراء المكالمات الهاتفية واستقبالها.
هذا بالإضافة إلى السرعة العالية التي تتميز بها هذه الخدمة وبشكل مبدئي أعلنت شركة الاتصالات أن سرعة الإرسال upstreem ستبلغ 128 كيلو والتحميل downstreem ستبلغ 256 كيلو وهذا يمثل أضعاف السرعةالحالية للإنترنت عبر الخطوط الهاتفية وفي الولايات المتحدة وصلت سرعات الخطوط الرقمية لحوالي 7 ميجا في الثانية وهذا يفسر عدد من المستخدمين وذوي الأعمال الصغيرة للاشتراك في هذه الخدمة والتي تعد رخيصة موازنة بغيرها من الخدمات الأخرى الخاصة بالإنترنت.
بقي أن نشير إلى أنه يقع على عاتق موفري الخدمة مسؤولية توفير السعات اللازمة التي تمكنهم من توفير خدمة ADSL لعملائهم بكفاءة ومثالية فالسعات القليلة سيكون ضررها أكثر من نفعها على عملاء الشركة بكافة أنواعهم وأيضا لا يجب على جميع موفري الخدمة توفير خدمات ADSL عن طريقهم ولكن بعضا منهم سيكون كافيا للسوق السعودي.
|
|
|
|
|