| مقـالات
الإنسان اجتماعي بطبعه، يميل إلى تكوين العديد من الصداقات التي يجد نفسه من خلالها، وعن طريقها يمكن أن يتلمس جوانب عميقة في شخصيته لم يكن ليكتشفها لولا تلك الصداقات المبهجة.
الصداقة تخرجك من ذاتك باتجاه الآخر، وتجعلك قادراً على مشاركة الآخرين مشاعرهم، والتواصل الفكري والوجداني معهم، تخرجك من عزلتك التي كانت ستحاصرك بأسوارها وتقيد نظرتك باتجاهك وحدك!
الصداقة تساعدك لتسبر أغوار ذاتك، وتكتشف خبايا أعماقك، وتعرف عن نفسك أكثر مما كنت تتوقع!
لكن ما هي حدود الصداقة؟
كيف نكون أصدقاءً بالقدر الذي لا يزرع في داخلنا الإحساس بالإهانة؟!
كيف نصير أصدقاء بحيث لا تتسبب هذه الصداقة في إيلامنا؟!!
لماذا نحاسب أنفسنا على أخطاء الآخرين؟.. لماذا ندفع ثمن أخطاء الأصدقاء بحجة رابطة الصداقة التي تجيز للبعض إلغاء استقلالية الصديق في تفكيره وحقه في اتخاذ القرارات التي تريح ضميره ويراها صحيحة وتتجه نحو المنطق؟
هل من حقنا أن نعبر فوق مشاعر الآخرين لنرضي رغباتنا الشخصية؟
هل من حقنا أن نزرع في داخلهم الحزن لأنه سبق أن زُرع في داخلنا؟!!
الثقافة الشعورية مطلب حضاري يعيننا على التصرف السليم إزاء ما يعترض حياتنا من مشاكل وصعوبات، ويجعلنا أكثر قدرة على الرؤية العقلانية للأمور، كما إنه يمنحنا التوازن في حكمنا على الأشياء، لا يجب أن نجرَّ الآخرين إلى وحل خلافاتنا الشخصية كما لو كان من حقنا عليهم أن يتألموا ويعانوا نتيجة أخطائنا!
إنها رؤية أنانية لا نراعي فيها حق الآخر في أن تكون له مواقفه هو أيضاً التي ربما تخالف ما ارتضيناه على أنفسنا. نشعر ونحن ندخل قلب الصداقة الحميم بالرضا النفسي الذي ينشر في داخلنا مشاعر البهجة، والإحساس الجميل بأننا أشخاص مرغوب في صداقتنا والتقرب منا، غير أن هذه المشاعر لا يجب أن تستحيل إلى خنجر نطعن به قلب الآخر بحجة أن طعنة من هذا الخنجر سبق وأن سكنت قلبنا، وولّدت لدينا الإحساس بالقهر!
الإسلام هو النبع الصافي الذي نستقي منه أسلوبنا في الحياة، ومنهجية السلوك السليم، منه نستمد النظام الحياتي الذي يهيئ لنا علاقات اجتماعية ناجحة، ترتكز على أسس قوية من الود والاحترام والتفاهم، وتمنح الصداقة عمقاً شاسعاً ومساحة خضراء للتنامي.
الأخ بدر ناصر:
أوافقك الرأي فيما جاء في رسالتك بخصوص التربية، إنّ مدّ جسر من التواصل والحوار بين الآباء والأبناء يساهم في إلغاء مشكلة الفارق السني واختلاف الأجيال كما أنه لا يخلّ بصفة الاحترام الواجبة من الابن تجاه والديه بل يزيدها عمقاً وتأصيلاً. شكراً على اهتمامك والله يوفق الجميع.
الأخ علي الحارثي:
أشكرك على إشادتك بموضوع أرامل الإنترنت، وبالنسبة لسؤالك كيف توفق بين استخدامك للإنترنت والزوجة في المستقبل، فما عليك سوى أن تقنن استخدامك له بحيث لا يؤثر على سير حياتكما الزوجية. تحياتي لك.
ص.ب. 101741 الرياض 11665
wialomair@yahoo.com
|
|
|
|
|