قم، حيِّ هذي النيّراتِ

حيِّ الحسان الخيِّراتِ

واخفض جبينك هيبةً

للخُرّد المتخفّراتِ

زَيْن المقاصر والحجا

ل، وزين محراب الصلاة

هذا مقام الأمهاتِ

فهل قدرْتَّ الأمهات

قف، ناج أهرام الجلال، ونادِ

هل من بناتك مجلسٌ أونادٍ

نشكو، ونفزع فيه بين عيونهم

إن الأبوّة مفزع الأولاد

ونبثّهم عبث الهوى بتراثهم

من كل مُلقٍ للهوى بقياد

إيهٍ (أمينُ)، لمستَ كلَّ محجّبٍ

في الحسن من أثر العقول وباد

إن الذي ملأ اللغاتِ محاسناً

جعل الجمال وسرَّه في الضاد

قم في فمِ الدنيا، وحيِّ الأزهرا

وانثر على صدر الزمان الجوهرا

قم، نادِ (أنقرةً) وقُل: يُهنيكِ

مُلْكٌ بنَيَْتِ على سيوفِ بنيكِ

قم للمعلم وفِّهِ التبجيلا

كاد المعلّم أن يكون رسولا

أعلمتَ أشرفَ، أو أجلَّ من الذي

يبني، وينشىء أنفساً وعقولا؟

قوموا، اجمعوا شُعب الأبوة، وارفعوا

صوتَ الشباب محبَّبا مقبولا

قف بالممالك، وانظر دولة المال

واذكرْ رجالا أدالوها بإجمال

وانقُل ركابَ القوافي في جوانبها

لا في جوانب رسم المنزل البالي

آمالُ مصر إليها طالما طمحتْ

هل تبخلون على مصرٍ بآمال

فابْنوُا على بركات الله، واغتنموا

ما هيّأ الله من حظّ وإقبال

العامُ أقبل، قم نحيِّي هلالاً

كالتاج في هام الوجود جلالا

قمَ للهلال قيامَ محتفلٍ به

أثنَى، وبالغَ في الثناء، وغالَى

ياراكبَ الريح، حيّ النيل والهرَمَا

وعظّم السفحَ من سيناء، والحرمَا

وقف على أثرٍ مرَّ الزمانُ به

كان أثبتَ من اطواده قمما

قف برومَا، وشاهدِ الأمرَ، واشهدْ

أن للمُلْك مالكاًً سبحانه

ان من فرَّق العبادَ شعوباً

جعل القسط بينها ميزانَهْ

هبكِ أفنيتِ بالحداد الليالي

لن ترُدّي على الورى رومانهْ

قف على كنز بباريس دفين

من فريدٍ في المعاني، وثمين

يا كثير الصَّيد، للصِّيد العُلا

قم، تأمّل، كيف صادتْك المنون

قم ترَ الدنيا كما غادرْتها

منزل الغدر، وماءَ الخادعين