| تحقيقات
* تحقيق/ منيف بن خضير الضوي
تعتبر حفلات الزواج في منطقة الحدود الشمالية من المملكة متميزة في مظاهرها التي لا تضاهيها مظاهر، فالساحات العامة تكون مرتعاً للاحتفالات والأعراس الشعبية..
ورغم وجود قصور الأفراح والفنادق وأسعارها في متناول الجميع إلا أن أهالي هذه المنطقة يفضلون الاحتفال بطريقتهم الخاصة، فانصهار مجتمعنا في بوتقة اجتماعية واحدة ذوب الكثير من العادات والتقاليد ووحدها بحيث لا اختلاف بين مراسم الزواج في الغرب والشرق والشمال والجنوب ولكن هذا لا يمنع من وجود خصوصية لكل منطقة في بلادنا، وهذا ما دعانا في هذا التحقيق إلى التجول في حفلات الزواج في محافظة رفحاء لننقل صورة كاملة لما يجري في المنطقة الشمالية قاطبة لتشابه العادات والتقاليد.
حاولنا في هذا التحقيق رغم طوله أن نختصر لأن كل لون وكل مظهر وكل عادة تستحق صفحات كاملة ولكي يكون الحديث شاملاً والتحقيق وافياً رأينا أن نقطف من هنا وهناك عن عادات الزواج سابقاً وماذا استجد فيها، وماذا يميز الأعراس في رفحاء؟! وما هي حكاية التسمم الذي حصل في احدى الحفلات؟! وكيف تغلب العريس على مشكلة ضياع مفتاح غرفة نومه ليلة الدخلة.. وغيرها الكثير لتقولوا بعد قراءتكم لهذا التحقيق ان زواجات الشمال تبدأ بالعنية وتنتهي بالجمرية!!!
أضواء الزينة على شكل استاد الملك فهد
نزهان التمياط
باسل الجعيد
مهر أقل واحتفال أكبر
عن الزواج سابقاً حدثنا العم محمد الأسلمي قائلاً: كانت تكاليف الزواج سهلة وميسرة وخالية من التكاليف والبذخ المرفوض. وكان المهر لا يتجاوز عدداً من المواشي أو مبلغاً قليلاً من المال.
وكانت العروس تزف في السابق إلى بيت زوجها مشياً على الأقدام أو الإبل مع جماعة من النساء )و غالباً ما يكن من قريباتها( ويكون ذلك بعد صلاة المغرب، وإذا وصلت الزوجة إلى بيت زوجها يحتفل الحاضرون بإطلاق أعيرة نارية تدل على وصولها مفاخرين بذلك، وغالباً ينصرف الحاضرون من كبار السن بعد صلاة العشاء مباشرة ولا يسهرون كثيراً مثل الآن والضيوف ينامون في بيت الشعر المعد للاحتفال ويكون غداؤهم في اليوم الثاني للزواج وربما استمر الاحتفال أكثر بحدود ثلاثة أيام يتخللها غداء وعشاء من الخراف السمينة أو من الجمال، وكان الاحتفال ليلة العرس مبسطاً يتخلله رقصات مثل العرضة والسامري أو الدحة عند بادية الشمال بالإضافة لألعاب الأخرى..
وحول نفس المعنى يضيف العم ممدوح الأسلمي )من كبار السن( قائلاً: كنا نجهز للعروس في وقتنا ذاك من العراق والبعض من الشام أو من حائل وغيرها من مدن الحاضرة في المملكة، وكنا نقصد العراق لتطورها آنذاك وقربها من منازلنا، ويكون تجهيز العروسة بالملابس وأشهرها )المرودن، والكرتة..( أو بفرش المنزل الفاخرة مثل القطائف والمضايف وبالبخور والعطورات ومن أشهرها الرشوش وهو عبارة عن خلطات عطرية ذات رائحة فواحة يفضلها العريس ولا تتوفر للفتاة إلا ليلة عرسها، أما المهر فالغالب فيه أن يسوق العريس مجموعة من النياق الطيبة والتي تعادل الواحدة منها السيارات الفارهة الآن في قيمتها، ويعطى والد العروسة ووالدتها منها، وغالباً لا يطلب والد العروسة مهراً محدداً ويترك ذلك لكرم العريس تحايلاً للمزيد من العطاء!!!
ويضيف: ويقاس أيضاً كرم والد العروسة وشيمته على ما يأخذه ويقبله من العطاء، وإذا رأى أفراد القبيلة نوقاً )نياقاً( كثيرة دل ذلك على جشعه وطمعه، والسابقون والشهادة لله ليسوا على درجة واحدة من الأخلاق فبعضهم طماع يبيع ابنته من أجل المال، وبعضهم رجل صالح يطمح في ستر ابنته باختيار الرجل الصالح لها والكثير منهم يطلب ريالاً وشيمة رجال مهراً لابنته!!
وعن تزيين العروسة تقول أم أحمد )من كبيرات السن(: العروسة قبل زفافها بأيام تغلق على نفسها من الحياء ولا يراها إلا شقيقاتها ووالدتها، وغالباً ما تقوم بتزيينها قريباتها الخاصات جداً. وتوضع )الحنا( على رأس العروسة لمدة أسبوع حتى تعطي رائحة زكية لشعرها، وكذلك تنقش اليدين والأرجل بالحنا وبصبغة قوية تسمى )الدايج(، ثم ترتدي الزوجة أجمل ما عندها من ألبسة ومجوهرات وتتعطر ثم تضع )الشيلة( غطاء الرأس وترتدي العباءة وتزف مع والدتها وقريباتها وبعض أخوتها إلى بيت الزوجية بدون تكلف ولا مبالغة.
أما الآن فتجهيز العروس مبالغ فيه بدءاً من الذهب وحتى الملابس وحضور الكوافيرة أمر ضروري لعمل تسريحات معينة، ولباس الحفلة وهو من اللون الأبيض المزركش أمر ضروري تتزايد الفتيات في أسعاره وربما وصل إلى 000.100 ريال حسب ما سمعنا ولا يلبس إلا ليلة واحدة!!
وطبعاً هذا إسراف يفوق الإسراف الذي ينتظر عش الزوجية المؤثث بأحدث الأثاث الفاخر والباهض الثمن ناهيك عن غرفة النوم المكلفة جداً وأطقم الذهب والمجوهرات والألماس والعطورات، ولا يعلم أحد بعد ذلك هل سينجح الرس أم لا؟!
وتختم أم أحمد كلامها: )الله يرحم الحال تزوجنا بدون غرف نوم ولا كوشة والحمد لله على الستر والعافية(.
عبدالعزيز المرزوق )موظف حكومي( يقول: الزواج ومراسمه تختلف من مدينة ومنطقة لأخرى وكذلك من قبيلة لأخرى فمثلاً عن بعض المناطق والقبائل )وهو الدارج( أن الزوج يزف إلى بيت الزوجة ويأخذها إلى منزله اي إلى الفندق أو الشقة المقررة للزواج إذا كان من خارج المدينة. ويكون العريس قد دفع مبلغاً من المال يتم الاتفاق عليه ويقوم أهل العروسة بتجهيزها وتجهيز منزلها بما يلزم من أثاث وغيره، أما عند بعض القبائل فالعكس هو الحادث، فمثلاً بعض قبائل الشمال يطلب أهل الزوجة عدداً من القطع الذهبية وتسمى )الشرايا( ويتكفل هو بالحفلة ومستلزماتها من غداء وعشاء ويستأجر قصراً للأفراح أو يقوم ببناء بيت من الشعر في أقرب مساحة لبيته وتعلق عليها عقود الإضاءة كما تعلق في بيته وتفرش ساحة العرس وتقام الولائم ليلة الزفاف وذلك بذبح الجمال والأغنام وغالباً ما يضع العريس شبكاً للأغنام قرب موقع الحفل ليضع فيه الحاضرون ما يشاؤون من أغنام أو جمال مساعدة له وتسمى )بالعانية(، ويتم دعوة الناس عبر بطاقات الزواج والتي يفاخر الناس فيها حالياً حتى أصبحت تشكل ثمناً باهظاً يشكل عبئاً آخر على العريس..!
المهور والكوشة والكوافيرة!!
مأذون الأنكحة )جابر المطيري( يقول: عن غلاء المهور حالياً حدث ولا حرج، بالذات بين أهالي البادية والقبليين، وعند أهل الشمال حدث ولا حرج فلقد عقدت لأحد الشباب قبل سنوات وكان المهر مائتي ألف ريال )000.200 ريال( فاضطر العريس لشراء عدد من السيارات وبيعها والسداد عنها بالتقسيط وحينما أنجب ابنته الثانية قابلته ذات يوم فأخبرني أنه للتو انتهى من ديونه والذي زاد من أوجاعها جشع الشريطية الطماعين.
ويضيف المطيري: والغلاء في المهور لا يزال عائقاً أمام أكثر الشباب، وعلى والد العروسة أن يتخير لابنته الشاب الصالح ويبتعد عن مسألة البيع والشراء، والشيء الملفت للنظر عند بعض أهالي البادية الذين عقدت لهم هو أن يطلب والد العروسة مبلغاً من المال له ولوالدة العروسة وبعضهم يبالغ في ذلك ويطلب سيارة لابنه!!
أما أم حمود )معلمة( فترى أن مظاهر الزواج حالياً اختلفت جذرياً عن السابق. وظهر للأفق بعض المستجدات التي لم تكن معروفة سابقاً مثل التصوير عبر الكاميرات وأجهزة الفيديو، وسمعت من إحدى زميلاتي أن عروسة عرضت صورها بالفيديو ليلة دخلتها على الحاضرات منذ ولادتها وحتى يوم زفافها عبر شريط وثائقي لحياتها أيضاً ظهرت بطاقات الزواج بين النساء والدعوات الخاصة وسابقاً كانوا يدعون بإطلاق الأعيرة النارية لصغر القرية ومعرفتهم ببعضهم، والآن تطورت الدعوات بين النساء لحفلات الزواج فأصبحت عبر البريد الإلكتروني وطبعاً ظهرت الطقاقات بآلاتهن الموسيقية الحديثة وهن امتداد للنساء الذين يحيين الحفلات في السابق والجديد أيضاً ظهور الكوشة وجلوس العريس أمام المدعوات.
وطبعاً طريقة الزفاف اختلفت كلياً وظهرت الفنادق وقصور الأفراح الفارهة بديلة لبيوت الشعر وعقود الزينة المعلقة على المنازل، وأصبحت الكوافيرة بديلة للمزينات السابقات. أما آخر ما حدث في الزواجات الحديثة فهي فحص الزوجين قبل الزواج عند أحد المستشفيات لمعرفة مدى ملائمة وضعها الصحي للزواج.
وتختم أم حمود قائلة: ولا ندري لعل القادم من الأيام يظهر لنا شيئاً آخر!!
بيوت الشعر صامدة
نستأجر بيت الشعر وعقود الزينة والفُرش بمبلغ يتراوح ما بين )2000 إلى 5000( بحسب أشكاله ثم نبنيها في أقرب ساحة لمنزل العريس.. هكذاً بدأ مؤدياً لها المواطن مشعل العواد مضيفاً: نحن نلجأ إلى بناء بيوت الشعر في الساحات العامة طلباً للمتعة بحيث نقضي أوقاتنا بحرية ويمتد الفرح أحياناً إلى أيام طويلة، وإذا كان بيت الشعر مبنياً على أرض نملكها والبيت ملك لنا فإننا نبقيه طويلاً ويكون ملتقى لنا أيام الإجازات،.
ويضيف: والحقيقة أننا لا نفضل القيود التي تفرضها علينا قصور الأفراح من حيث أوقات السهر ومنع بعض الألعاب المتعلقة بالعرس، ولنا عادة متوارثة وهي إحياء الزواجات بالعرضة والسامري والسهر حتى أذان الفجر وبعد الصلاة نستمتع بالنوم في بيت الشعر ونصحو باكراً ونصنع القهوة والشاي والفطور ثم يتوافد المدعوون في اليوم التالي للعرس ويتناولون طعام الغداء ثم العشاء وهكذا.. وهذا الجدول لا يتوفر في قصور الأفراح.
مواطن آخر يؤيده في ذلك حيث يقول فهد الغاوي )من قرية الخشيبي 50كم شرق رفحاء(: نحن لا يوجد لدينا قصور أفراح فأهل القرى والهجر والمراكز البعيدة عن المدينة لا يزالون يعتمدون على الطرق الشعبية في إقامة الزواجات، وقد يكون السبب في تمسك الأهالي ببيوت الشعر هو رخص سعرها مقارنة بقصر الأفراح، والكل في القرية يمتلك بيتاً أو يعرف من يعطيه البيت مجاناً ليلة الحفلة ومن الأسباب أيضاً رغبة الأهالي في الاستمتاع بهذا الحدث )الزواج( والذي لا يتكرر في كل مرة فيقيمون الأفراح والأهازيج والأكلات المنوعة بكل حرية، ولا ننسى أن بيت الشعر ارتبط في مخيلة الكثيرين بالزواج وهو تقليد تراثي نحافظ على شعبيته بيننا مثل ارتداء البشت بالنسبة للعريس.
حمد الضوي يستمتع ببيوت الشعر في الأحياء مؤكداً أنها صورة حقيقية لمراسم الزواج المتعارف عليها ولكن يؤيد أيضاً إقامة العرس الذي يعنيه أو أحد أقاربه في قصور الأفراح لأنها مريحة وغير مكلفة على حد تعبيره ويضيف: والحقيقة إن مقارنة التكاليف المادية بين بيوت الشعر وقصور الأفراح غير واردة، فبيوت الشعر أيضاً لها أسعار فقد يصل ايجارها )حوالي 5000 ريال(، ولا تنس أن للبيوت مكملات مثل وايت الماء والثلج وأدوات القهوة والشاي والفرش والمراكي والعدادات الكهربائية والطبخ والعمال ويكون ذلك للنساء والرجال على حد سواء وأنا شخصياً جربت الاثنين ولا فرق البتة بين سعريهما، والقصور أكثر راحة واحتمال نسيان شيء فيها غير وارد بعكس بيوت الشعر المرهقة!!
صاحب قصر أفراح الضيافة في رفحاء علي بن إبراهيم التويجري يرى أن وجود قصور الأفراح في المدن قلص من ظاهرة بناء بيوت الشعر في الحواري والأحياء، ووجودها في الأحياء لا يعني بأي حال من الأحوال أنها أقل تكاليفاً من القصر، فقصور الأفراح الآن تقدم كل شيء وما عليك إلا أن تستقبل ضيوفك وتمكن القصور من خدمتك وخدمتهم. وقد حكى لي أحد الزبائن أنه أراد أن يستأجر بيتاً وعقود إنارة لزواج ابنه وكان قد سأل عن سعر قصر الأفراح فأخبروه أنه )000.9 ريال( فأقام البيت ومستلزماته في ساحة قرب منزله وبعد انتهاء الحفلة تفاجأ بأنه دفع مبلغ )000.14 ريال( تكاليف تلك الليلة!! فقرر أن يقيم حفل ابنه الآخر في القصر عن قناعة وتجربة. ويضيف التويجري: وما أقوله ليس دعاية للقصور بقدر ما هو شيء جربته شخصياً فبناء بيوت الشعر يتطلب وجود عداد كهرباء وسيارة ماء )وايت( وشبك أغنام للعنية وأعلاف وماء للأغنام وقهوة وشاي ويتم التعاقد مع طباخ ويتطلب الزواج أدوات للقهوة والشاي وثلج ومرطبات، وكل ذلك يستنزف أهل الحفلة دون أن يشعروا )لأنه يأتي على شكل فترات فمثلاً يدفع اليوم 000.5 ريال وغداً 000.1 وبعده 800 وهكذا..(.
أما نظام القصور فهو محدد من الجهات ذات العلاقة ونسمح بالسهر إلى ساعات متأخرة من الليل بحسب ما يردنا من تعليمات وأيضاً نسمح بإقامة الأهازيج الشعبية وخصصنا لها مكاناً ويوجد في قصور الأفراح عادة أماكن لرقص النساء والطقاقات وطبعاً نسمح بكل هذا بحدود ما تسمح به شريعتنا وديننا، ولكن تبقى رغبة كبار السن في إقامة العرس في الهواء الطلق هي النافذة طالما أن أهل العريس ليس من بينهم شباب متحمسون لقصور الأفراح!!
في الهواء الطلق
مدير مكتب أفراح وتهاني برفحاء الشريف النشمي أكد تزايد الطلب على بيوت الشعر والنشرة المضيئة مشيراً إلى أن أهالي الشمال عموماً يفضلون زواجاتهم في الهواء الطلق، ويعلل أسباب لجوء الناس إليهم بأن بيوت الشعر أرخص في تكاليفها وتتيح فرصة لأهل الحفل باختيار اليوم المناسب دون حجز أو قيود زمانية مثل التي تحدث في قصور الأفراح، إضافة لتفضيل كبار السن لهذا النوع من الاحتفالات. وعن الأسعار يضيف النشمي قائلاً: أسعارنا تختلف فمثلاً الطلب الكامل المكون من بيت شعر وشبك إضاءة )نشرة( وعقد إضاءة وفرش ومراكي وعمالة للقهوة والشاي، وعقد مضيء على منزل العريس، وعقد للنساء مع خيمة فهذا قيمته ما بين )2900 3000( ريال وإذا كان الطلب مجزأ أو غير متكامل فنحسب السعر بحسب الطلبات، فمثلاً لدينا الآن زواج في قرية تبعد 100كم عن رفحاء واسمها )لينة( والزواج يبعد عن القرية بحوالي )50كم( وهذا طلباته مقتصرة على بيت الشعر والفرش والإضاءة ومولد كهربائي )ماطور( كل ذلك أقمناه ب)1700( ريال.
وعن اختلاف سعر التجهيز للحفلة في المدينة عنه في القرية قال: هذا أكيد بحسب المسافة فالقرى القريبة من المدينة نعاملها بنفس أسعار المدينة، وإذا كانت المسافة بعيدة بحدود )100كم( فالسعر يكون بحدود 4500 ريال للطلب المتكامل، وأيضاً تختلف الأسعار بحسب أيام الأسبوع فأوقات الذروة عندنا الأربعاء والخميس والجمعة وهذه أسعارها ثابتة أما بقية أيام الأسبوع فيتراجع السعر ويتناقض إلى )1000( ريال، وعن المشاكل التي يواجهونها قال: ليس هناك مشاكل بعينها، ولكن نواجه أحياناً طلبات غريبة ومزايد فيها، فمثلاً يطلب الزبون شبكين مضيئين ونفاجأ بأن المدعوين لا يتجاوزون )100 رجل( ونحن نقدم مساحة مقدارها 60*60م2، وأحياناً يتم تغيير موعد الزواج ونكون مرتبطين بزواج آخر وهكذا.. وللمعلومية فمكتبنا يقدم خدمات مجانية لأعمال الخير فمثلاً الملتقى الصيفي الخيري والمقام لأول مرة في رفحاء قدمنا النشرة والفرش وغيرها مجاناً.
أما صاحب أول مكتب أفراح في رفحاء )1412ه( نزهان بن دحام التمياط فأكد ثبات الأسعار بين جميع المحلات تقريباً ويتفاوت السعر بحسب زيادة النشرات أو قلتها، وعن تسمية النشرات أضاف: التسمية تكون مرتبطة بأحداث معينة مثل استاد الملك فهد )وهي قديمة( والمئوية أو تكون مرتبطة بالأعوام مثل )2000، 2001( أو على أشكال مختلفة مثل النجمة والدائرة.. وهكذا. والناس عادة يطلبون الجديد في هذا المجال، أما عن أسباب اختيار الناس لبيوت الشعر فيضيف: في منطقتنا لا يزالون مرتبطين بالأماكن الشعبية والأهالي يفضلون الونس والمتعة ويجدون حرية أكبر في هذه البيوت فيسهرون حتى الصباح وربما كانت التكلفة المادية أحد الأسباب ونفى أن يكون لكبار السن دور في ذلك.
وحول نفس المعنى أضاف مدير مكتب ليالي للأفراح عبدالله بن عايد الشمري قائلاً: تضارب الحجوزات في قصر الأفراح يجعل أهل الفرح لا يجدون بداً من اللجوء إلينا، فنحن نوفر لهم الخدمة في كل وقت وبأسعار أقل من القصر وأسعارنا عادة تتراوح ما بين 3000 إلى 3500 ريال وتختلف الأسعار أيضاً تبعاً لطلبات الزبائن مثل زيادة بيت آخر للشعر، أو صالة للنساء مزودة بالفرش والإضاءة وكذلك جلسات الكنب أو المجلس العربي أو اختبار نشرات إضافية.
وعن تصميم النشرات المضيئة قال: نحن نفضل هذه النشرات في الورش وتكون تكلفتها بحدود )000.15 ريال( والدارج الآن عند الناس شعار السيفين والنخلة )شعار المملكة( ويميزه كثرة الإضاءة وتعدد ألوانها.
مكتب الهودج قابلنا فيه العامل علاّم بنغلاديشي وهو يعمل في رفحاء منذ ثلاث عشرة سنة ولديه خبرة في حفلات الزواج. سألناه عن الأسعار فأجاب: المجهزة بالكامل مع بيت الشعر والفرش ب500.4 ريال، وفي حال وجود الحفلة خارج رفحاء يكون سعرها 500.5 ريال، ويؤكد أن الناس ترغب النشرات الجديدة مضيفاً أنه تعرض لموقف محرج ذات يوم حيث طلب منهم إقامة بيت للحفلة في قرية الهباس )100كم شرق المحافظة( ولما ذهبوا إلى الموقع في الوقت المحدد لم يجدوا أحداً واكتشفوا أن البلاغ كاذب. ولكن العامل البنغلاديشي كان أذكى حيث طلب عربوناً أكد أنه صادره منهم فوراً!!
العنيّة أولاً!!
الشاب باسل بن سعيد الجعيد يقول عن العنية: هي عادة اجتماعية وأصل الكلمة من أعان )إعانة( والبعض يسميها )عانية( وهي منتشرة في مناطق شمال المملكة وبعض مناطق نجد، ولعل الأصل فيها مساعدة العريس على الزواج بتقديم مبلغ مالي أو هدية عينية مثل )الخروف أو الجمل أو البخور أو غيرها(. وتهدف إلى تسهيل عملية الزواج بين أفراد القبيلة الواحدة ومساعدة الصديق أو الزميل لصديقه وزميله.
وكانت في السابق كما نسمع من كبار السن ضرورة حتمتها عليهم ظروف الحياة الاقتصادية الصعبة في تلك الأيام فاعتبرت مظهراً إسلامياً للتكافل الاجتماعي ثم تحولت بعد ذلك إلى عادة اجتماعية يصعب الفكاك منها وتقدم كما هو متعارف للعريس ليلة الحفلة بعد السلام عليه على شكل )500 ريال( ولعل من أكبر المظاهر السلبية لهذه العادة هو صعوبة الفكاك منها فالمجتمع تعارف عليها، ومن لا يقدمها، لا يجدها في زواجه وأحياناً تسجل عليه كنقطة سلبية في تعامله مع المجتمع المحيط به ولا أحد ينكر قوة تأثير أي مجتمع قبلي على أفراده.. وعن فوائدها قال: لا شك أنها تخدم العريس لأنه يجمع مبلغاً من المال يعينه على قضاء ديونه وحاجاته، وأعرف أحد زملائى جمع بعد زواجه مبلغاً يصل إلى خمسين ألف ريال سافر بها فوراً لقضاء شهر العسل مع زوجته.
هكذا ينظر أيضاً الشاب تركي العويض )طالب جامعي( للعنية مؤكداً أنها لا تخلو من السلبيات لأنه شاهد في إحدى الحفلات أهل العريس يحملون دفتراً ويسجلون فيه من قدم لهم الإعانة أو العنية حتى يتمكنوا من ردها في حال وجود فرح عنده في المستقبل، بل أن كثيراً من الشباب وكبار السن يمتنع عن حضور الحفلات إذا لم يكن لديه ما يقدمه لهم. ويزداد الأمر سوءاً إذا علمنا أن أحد الأشخاص قدم في شهر واحد أكثر من 000.18 ريال!!
كل هذا المبلغ على شكل عنايا وأعطيات ربما وجدها اجبارية وهذا بلا شك يشكل عبئاً اقتصادياً مرهقاً للعائلات ذات الدخل المحدود.
ويضيف العويض: ولعل السبب في نشأتها يعود للحاجة إليها لأن تكاليف الزواج بين قبائل الحدود الشمالية كلها على عاتق الزوج ولهذا يرى أقاربه ضرورة مساعدته، وعموماً العنيّة ظاهرة اجتماعية مرتبطة بالزواجات في منطقة الحدود الشمالية وهي مظهر من مظاهر الكرم الذي تشتهر به المنطقة.
أرغموني على وضع شبك للأغنام أمام قصر الأفراح هكذا يؤكد أهميتها مدير قصر الضيافة برفحاء علي المنديل قائلاً: كنا لا نضع الشبك في البداية ولكن الناس أجبرونا على ذلك بإلحاحهم مؤكدين أن عدم وجود شبك للأغنام يعني أن أهل العريس لا يرغبون بها كمظهر من مظاهر العافية الاقتصادية مؤكداً أن البعض يكتب عبارة ترفض العنية على بطاقات الدعوة.
وعن أغرب العنايا التي شاهدها قال: حدث في القصر زواج لأحد الشباب من أهالي الجنوب أن قام أحد أقرباء العريس وأحضر حقيبة وفتحها في ساحة القصر ثم نادى على جماعته بضرورة مساعدة هذا الشاب وأخذ يذكرهم بأمجادهم وكرمهم وفعلاً قاموا متتالين ووضعوا النقود في الحقيبة حتى امتلأت وأخذها والد العريس!! وشاهدت أيضاً آخر يحمل ربطة فلوس وكأنه يفاخر بذلك ووضعها في جيب العريس أمام الناس، أما أطرف العنايا التي سمعت عنها فهي سيارة محملة بالبطيخ قدمت هدية لأحد العرسان والآن الشباب على ما يبدو قد استعاضوا عنها بتقديم هدية مناسبة إما ساعة ثمينة أو عطور أو ملابس وغيرها.
وطبعاً العنية لم تعد مثل السابق ولكن الناس الآن لا يزالون يتوارثونها كمظهر من مظاهر الكرم وحب الخير وذلك لظهور النعم الكثيرة في بلادنا والحمد لله أما في السابق فكان زواج الشاب يتوقف عليها لضعف حالتهم الاقتصادية وقلة ذات اليد. وللمعلومية فأول شيء يوضع عند بناء بيوت الشعر في الأحياء هو شبك العنايا )إما إبل أو غنم وهي الأكثر(، فالزواج يبدأ بالعنية في بعض مناطق بلادنا.
السامري والعرضة والدحة
عن الألعاب الشعبية والأهازيج المنتشرة في الأفراح والزواجات تحدث الشاب تركي العويض قائلاً أبرزها وأشهرها على الإطلاق العرضة والسامري.
والعرضة تكون في ساحة كبيرة حيث يصطف المشاركون جنباً إلى جانب وقوفاً منقسمين إلى مجموعتين متقابلتين ويرددون الأهازيج والأشعار الشعبية وتكون المسافة بين المجموعتين كبيرة تسمح لبعض المشاركين من اللعب بالطبول والطيران والسيوف وسطها، والعرضة مادة أساسية لأي حفلة عرس أو فرح أو في الأعياد.
أما السامري فهو أيضاً من الفنون المحببة في المنطقة وهو يكثر بين الشباب لسهولته وجمال ايقاعه والذي تزينه أصوات الطيران، وبعض الشباب يتفنن في تقديمه وبعضهم يدخلون الأشعار المغناة فيه.
باسل الجعيد يضيف حول السامري بعض المعلومات قائلاً: والسامري من الألعاب المنتشرة أوقات الأعياد والفرح وحتى وقتنا الحاضر لا يزال له حضور قوي حيث يصطف الأشخاص جنباً إلى جنب جلوساً منقسمين إلى مجموعتين متقابلتين ويرددون الأهازيج والأشعار الشعبية وبأيديهم الدفوف )الطيران( ومن أشهر أهازيجهم:
نطيت أنا المستزلي
من نايفات العدامه
يا نجمة الصبح ياللي
سروا عليك النشاما
رصاصهم مستقلي
يكسر شديد العظاما
وأيضاً هناك لعبة الدحة وهي منتشرة أكثر باتجاه بادية الشام في مناطق المملكة الشمالية وتشتهر بها قبائل معينة ويصطف فيها المشاركون في صف واحد ويصفقون بأيديهم ثم يخطون كالجمال قائلين بصوت غليظ )الدحيّا.. الدحيا.. أوه.. أوه( متلفتين ذات اليمين وذات الشمال في رقصة موحدة، وهناك الربابة وكانت تعزف سابقاً في الزواجات وهي عبارة عن قطعة خشبية مجوفة مغطاة بغطاء جلدي مشدود بقوة يبرز أصواتها بوضوح معلق فيه وتر من ذيل الحصان ويعزف عليه بواسطة قوس مربوط به وتر آخر. والحاصل الآن دخول بعض الألوان والأهازيج المستحدثة على المنطقة ثم السامري الدوسري والدبكة العراقية والسورية وآلات العود والطرب ولكنها قليلة وأصحابها يتوارون عن الأنظار خجلاً من المجتمع!!
الجمريّة.. طعام العرس!!
المتعارف عليه أن طعام العرس هو الوليمة ولكن تقليداً جديداً يظهر في حفلات الزواج المقامة في الساحات الشعبية جعل ما يسمى )بالجمرية( طعاماً متعارفاً عليه في كل حفلة زواج، بل إن من أسباب إقامة الحفلات في الساحات العامة هو الجمرية.
عنها حدثنا خبير وعاشق إليها المواطن مطر بن رديني اللاحقي مشيراً إلى أن تسميتها تعود إلى الجمر فهي تنسب إليه لأنها تعد بواسطته. وعن طريقة تحضيرها قال: نأتي بالدقيق )الطحين( أي نوع منه ونحن نفضل الحنطة، ثم نضع منه كمية محددة في قدر )بحسب عدد المستفيدين( ثم نضع فوقها الملح ونفضل الخشن منه ونسكب عليها الماء ثم نقوم بعجنها حتى تتشبع بالماء حيث تكون متماسكة وغير طرية ولينة )لأن السائلة تمسك بالتراب أو الرمل والرماد عند وضعها فيه(، ويكون تركيزنا على العجن الجيد لأن نجاح الجمرية يعتمد على نجاح العجن. بعد ذلك نفردها على صحن كبير وتكون دائرية الشكل وسميكة الحروف بارتفاع تقريبي )2030سم(، ثم نحضر لها بجانب النار الموقدة سلفاً بحطب الأرطى أو الغضى أو السمر )والذي نفضله كثيراً( أو بواسطة نبات الرمت أو الجلَّة )بقايا الجمال البرية الناشفة( وللمعلومية فطعم الجمرية يحدده نوع النار وأجودها السمر ثم الأرطى ونضع في الحفرة قليلاً من الجمر نسميه )الفرشة(، بعد ذلك نضع الجمرية على الجمر )الفرشة( حتى تنشف وجف لكيلا تلتصق بالرمل والرماد، ثم نضع عليها جمراً من أعلى لنفس الغرض، بعد ذلك نزيح الجمر من أعلى ونضع عليها الملَّة الحارة )وهي عبارة عن الرمل النظيف الموجود أسفل النار وهو حار جداً( ونترك الملَّة فوقها لمدة تتراوح ما بين )10 15( دقيقة، ثم نقلب الجمرية على الجهة الأخرى بعد إزالة الملَّة ونكرر نفس الخطوة السابقة ثم نبقيها أيضاً نفس الفترة الزمنية حتى تنضج ونخرجها ويكون شكلها أشقر )مائلاً للحمرة( ثم ننظفها بعصا من بقايا الحرق الخفيف واليباس الملتصق بقشرتها ومن الرمل والرماد أيضاً ثم توضع في طبق وتقطع أو تثرد ويسكب عليها الحليب أو السمن البلدي أو الزبد أو الشاي أو تخلط مع التمر )بحسب الرغبة والطلب( وتؤكل باليد، وهي لا تتلف بسهولة وطعمها لذيذ جداً وتؤكل بعد فترة )4 إلى 5 أيام( أيضاً بدون أن تتلف.
ويختم اللاحقي ولعله بالجمرية قائلاً: وأنا أفضلها مع مرقة الصيد بحيث أخلطها على شكل )ثرد( مع المرقة المستخلصة من لحم الحبارى أو الأرانب. والجمرية نصنعها في رحلات القنص وفي حفلات الزواج آخر الليل.
وعن الجمرية أيضاً يؤكد محمد المطرفي )من كبار السن( أنها طعام مفضل في حفلات الزواج وخصوصاً آخر الليل، وهي تصلح لكل وقت ولكن الأفضل أكلها في الصباح الباكر أو في المساء ويمكن أكلها سادة مع احتساء الشاهي أو الحليب الساخن أو تطحن مع البصل والسمن البلدي أو غيره بحسب رغبة كل شخص وكلما كان حرف الجمرية وأطرافها متوسطة السّمْك كان أفضل فالغليظة أو النحيلة جداً لا تصلح أبداً. والجمرية أكلة شتوية عموماً ولكن الناس تأكلها في الصيف في حفلات الزواج )وكله مع العافية حلو!!(.
وعن الجديد في هذه الأكلة قال: الناس تفضل الطريقة القديمة التي ذكرت قبل قليل ولكن بعض الناس يضعها في الفرن بعد أن يغطيها بالقصدير ولكنها لا تكون بنفس طعم المطهية على الجمر لأن النار يظهر طعمها بوضوح على الجمرية وسبق أن عملنا جمرية على الفحم ولم يظهر لها أي طعم!! وبعضهم يضع عليها الجمر ثم يلفها بالقصدير )الورق المعدني( ويضعها في الفرن ولكن أيضاً لا تكون بجودة السابقة، والناس الآن يتغنون بها وبعضهم يمزجها بالتمر وتسمى الحنيني وبعضهم يخلطها بما يشاء من الكريمات والمرق والمتبلات ولكل شيخ طريقته.
مواقف وحكايات!!
حفلات الزواج على الطريقة الشعبية لا تخلو من الحكايات والمواقف والطرائف. فبدءاً قال مدير مكتب الملتقى نزهان التمياط: اتفقنا مع أحد الأشخاص على إقامة بيت شعر متكامل من أجل حفلة زواج وفعلاً حددنا الموعد وتم دفع العربون وكان موسم زواجات، وبعد فترة وقبل موعد الزواج بيوم جاءنا شقيق العريس ثائراً وغاضباً من تأخرنا عن الحضور فأخبرناه أن الزواج بحسب الموعد هو يوم الغد، ولكنه أكد أن الموعد اليوم فأدركنا لحظتها أن ثمة خطأ قد أسأنا فهمه نحن الاثنان فهو يريد ليلة الخميس ونحن فهمنا يوم الخميس.
ويضيف: طبعاً الوقت ضيق وعمالنا متوزعون في الحفلات الأخرى فاضطررت أن أحضر عمالاً اضافيين للتغلب على هذا الموقف وفعلاً أنهينا كل شيء قبل وصول المعازيم!!
مدير مكتب ليالي عبدالله الشمري أكد كثرة المواقف التي يتعرضون لها مضيفاً أنه سقطت في إحدى الحفلات في روضة هباس )100كم شرق رفحاء( الخيمة على المدعوين نظراً لوجود هواء شديد وغبار.. وكان ذلك قبل المغرب والحضور قليل ومقتصر على أهالي العريس، أيضاً انقطع التيار الكهربائي عن إحدى الحفلات التي أقمناها وكان الجو ممطراً والوضع لا نحسد عليه.
مدير مكتب أفراح وتهاني الشريف النشمي أكد أنه قطع مسافة )100كم شرق رفحاء( أيضاً باتجاه إحدى القرى لإقامة حفلة هناك، وبعد وصولهم للموقع فاجأه التوتر الحاصل على أصحاب الحفل، فأخذه أحدهم جانباً وأخبره أن العرس تم إلغاؤه بطلب من شقيق العروسة، فعدنا أدراجنا بخيبة أمل وعربون قليل!!! وعن العنية يقول طلال النبهان )طالب ثانوي(: شبك الأغنام الذي يمتلىء عادة بالأغنام والجمال على شكل إعانات للزواج يكون صعباً جداً على أهل الحفلة تفريغه من الأغنام أو بيعه على شريطي غنم.
ويضيف: وفي زواج أحد أقربائي طلب منا كبار السن أن نحمل الأغنام )وعددها أكثر من 40 رأساً( وننقلها إلى حوش للأغنام بعيد عن موقع الحفل تمهيداً لبيعها بعد انتهاء حفل الزواج. وفعلاً بدأنا نحن الشباب بتحميلها في سياراتنا في وقت الظهيرة وفي عز الصيف، وبعد لحظات هربت إحدى الأغنام من فتحة في الشبك لم ننتبه إليها، ثم تلتها الأخرى والثالثة وهكذا حتى هربت معظم الأغنام ونحن نحاول اللحاق بها دون فائدة داخل الحي وسط حرج شديد وتعب أشد، تدراكنا الموقف وساعدنا بعض الشباب القادمين ساعة هروب الأغنام وفعلاً أعدناها كلها وكان موقفاً صعباً ومحرجاً ومتعباً.. ويتمتم ساخراً: عرفتم الآن لماذا تخيرنا وقت الظهيرة لتحميل هذه الأغنام؟!!
أما الجمرية فلا تخلو هي الأخرى من الطرائف أثناء إعدادها موقف آخر يرويه )محمد المطرفي( قائلاً في إحدى الحفلات أردنا بعد انصراف الضيوف وانقضاء العرضة والسامري أن نستفيد من بقايا الجمر المتقد ونصنع جمرية في ليلة فرح رائعة، وفعلاً أحضرنا الطحين وتم العجن وأعددنا الجمرية وسط شوق وترقب من الجميع، وبعد إخراجها من النار سال لعاب الحاضرين لأنها محمرة بطريقة تدل على حرفنة معدها، وتم تجهيزها وانقض عليها الحاضرون يلتهمونها حتى أجهزوا عليها وبعد لحظات وساعات عانى بعض الحضور ممن أكلها مغصاً شديداً ثم سقط الأول فالثاني والثالث وتم نقلهم جميعاً إلى المستشفى بعد اصابتهم بتسمم نتيجة لتشرب الطحين بالكاز قبل عجنه دون أن يشعر أحد بطعمه في الجمرية. ويضيف المطرفي: طبعاً التهمة الآن وقعت على من أعد الجمرية لاحتمال أنه وضعنا في موقف أو في مقلب شربناه جميعاً كاد أن يحوِّل الفرح إلى أحزان، ولكن دفع الثمن غالياً بعلقة ساخنة في جو مرح يعكس تكاتفنا وترابطنا في الأحياء الشعبية.
وأخيراً الشابة )تهاني( تقول: لا أنسى تلك اللحظة التي تم فيها زفاف شقيقي في منزل والدي وبعد دخوله إلى داخل البيت ومعه والدي ومجموعة من أقاربنا الخاصين، بحثنا عن مفتاح غرفة النوم )الذي أخفيناه ابتعاداً عن عبث الأطفال( دون فائدة، وقعنا في موقف حرج للغاية، بل إن بعض أقاربنا اقترح كسر الباب.. وبعد لحظات من البحث وجدناه مع طفل صغير عثر عليه مصادفة. وتضيف تهاني: بعدها اقترحت على أخي إذا رزق بمولوده الأول أن يسميه )مفتاح(.
|
|
|
|
|