| عزيزتـي الجزيرة
الحديث عن المستوصفات أو المراكز الطبية الأهلية حديث ذو شجون ولا ينتهي.. أتعرفون لماذا؟ لأن قضية هذه المراكز ترتبط بإنسان وانسانية ورحمة وشفقة ومساعدة وعلاج وكل هذه الأشياء أو معظمها تفتقر اليها أغلب تلك المراكز فعندما تلاحظ تعامل تلك المراكز الطبية مع المريض فإنك تلاحظ بأنها تشذ عن القاعدة الصحية التي يجب ان تكون وهي العلاج للجميع وسبب ذلك ان تلك المراكز لا تتعامل مع المريض كونه مريضاً في المقام الأول ولكنها تتعامل معه فقط من خلال مبدأ: «معك كم.. تسوى كم.. وكم تدفع لتأخذ؟» فعلى قدر ما سيتم دفعه من قبلك تأخذ ما تريد بل أحيانا لا تأخذ..
وهم أيضاً يكلفونك بأمور كثيرة أنت لست محتاجا إليها وفي غنى عنها في كثير من الأحيان والغرض منها بطبيعة الحال زيادة الربح المادي بغض النظر عن حالتك المادية ومستواك الاقتصادي.. إذن الطب في تلك المراكز ليس طباً في المقام الأول ولكنه تجارة أولاً ومن ثم قد يكون طباً.. فالطب كما نعرف أمانة وشرف وانسانية ومهنة عظيمة. بطبيعة الحال نحن لا نقول عالجوا المرضى مجاناً لا أبداً فمن حقكم ان تقبضوا ثمن التكاليف والالتزامات ونحن لا نرضى لكم الخسارة ولكن أن يكون الربح في حدود المنطق والمعقول وألا تجعلوا المريض والمريض فقط هو من يدفع فواتير حسابكم كاملة على حساب صحته ..
الانسان الذي يأتي اليكم يا سادة بالتأكيد هو مريض ومحتاج للعون والمساعدة ويأمل ويتوقع منكم الكثير وقد يكون مضطراً لزيارتكم بعد ان تقطعت به السبل الأخرى فلا تثقلوا كاهله بما لا يستطيع وأنتم تستطيعون ان تعالجوه بأبسط الطرق وأسهلها وحتى أرخصها.. فلا تفرضوا على المريض مجموعة من التحاليل وهو لا يحتاج الا القليل ولا تجبروه على عدة صور للأشعة وهو لا يحتاج سوى لواحدة ولا تكتبوا له ما يعجز عن حمله من الأدوية وهو لا يحتاج سوى لنوعين أو ثلاثة. تصوروا أعزائي ان بعض المراكز الطبية يوجد بها اخصائي واستشاري من نفس التخصص ولكن لا يمكنك ان تدخل على الاستشاري إلا بعد ان تمر على الاخصائي وتدفع قيمة الكشف لديه فإن عالجك كان بها وإلا حولك على الاستشاري وبكشف جديد وموعد أيضا جديد وبالتأكيد الأمر لا يحتاج الى تبيان فأنتم تعرفون لماذا؟ فلماذا لا يكون الكشف واحداً وقيمته واحدة عند هذا أو ذاك ولماذا لا يدخل المريض مباشرة على الاستشاري إذا كان سيدفع قيمة كشفه مقدماً أليس من حقه كمريض أن يختار بماله من يريد ان يكشف عليه أو على الأقل إذا عجز الاخصائي عن علاجه فلماذا لا يدخل مباشرة على الاستشاري في نفس الوقت وبنفس قيمة الكشف الأول وحسب الموعد الأول أيضاً طالما انه سيراجع في نفس التخصص؟
والمشكلة أيضاً إذا حول من قبل طبيب متخصص الى طبيب متخصص في مرض آخر عندها حدث ولا حرج واسألوا المريض كم يعاني من ذلك.. ولا تعليق..
أيضا لا أدري لماذا تختلف قيمة الكشف وفتح الملف وبعض التحاليل وغير ذلك من مركز الى مركز آخر بالرغم ان التخصص هو التخصص والطبيب هو الطبيب ونوع التحليل أيضاً لا يختلف والفرق فقط قد يكون في مهارة الطبيب وهذا الأمر يتساوى فيه الطبيب الذي يعمل في مركز طبي من الدرجة الثالثة والطبيب الذي يعمل في مركز طبي خمس نجوم بل ربما يتفوق الأول على الثاني في كل شيء.. ولكنها التجارة.. والتجارة كما يقولون شطارة.. والشاطر هنا من يكسب أكثر!.
أخيرا هناك أمانيّ نتمنى ان تتحقق في تلك المراكز وهي ان تتوحد أجور تلك المراكز جميعها دون استثناء وألا يترك الحبل على الغارب دون حسيب أو رقيب.
وان تتقلص وصفة العلاج ما أمكن بما يتوافق وجيب المريض وبعد ذلك له مطلق الحرية يأخذ ما يريد ويترك مالا يريد. وهل نرى يوماً الأمانة والاخلاص في تلك المراكز في التعامل مع المريض؟.
وكذلك نتمنى ان تتعامل تلك المراكز الطبية مع هذا الانسان المحتاج كمريض أولاً وقبل كل شيء وكمليونير ثانياً.. وهل نرى الانسانية وقد بدأت تخطو في أروقة تلك المراكز؟ وهل يبقى للضمير والرحمة وشرف مهنة الطب مكان؟ ونتمنى أخيراً ان يختفي مبدأ «قل لي كم معك؟ أقول لك ماذا سأعطيك». جميعنا نتمنى ذلك فهل يا ترى تتحقق الأماني والأحلام أم أننا تنفخ في رماد ونضرب حديد بارد.. ربما لا أحد يعلم؟!.
عبدالرحمن عقيل المساوي - الرياض
|
|
|
|
|