| عزيزتـي الجزيرة
دأبت حكومة خادم الحرمين الشريفين ايدها الله على العمل الحثيث والجاد على تيسير سبل العيش الكريم لابناء هذا البلد المعطاء وللمقيمين على حد سواء. ليس ذلك فحسب بل ومدت وتمد يد العطاء الى ما هو ابعد من حدود هذا الوطن الغالي لتصل بعطائها السخي إلى كافة المسلمين والمعوزين في العالم، فهذه الاساطيل البرية والبحرية والجوية لا تكل ولا تمل من ايصال المساعدات المادية والعينية وحتى المعنوية نصرة ونجدة للمظلومين والمحرومين والمعوزين في كافة اصقاع المعمورة. فاذا كان هذا هو ديدن هذه الامة في بذل الغالي والنفيس للتخفيف وسد رمق المحتاجين في الداخل والخارج، فان من اولويات هذه الحكومة الرشيدة أيضاً عنايتها الدائمة والحثيثة لرفع شأن المواطن وتيسير سبل العيش الرغيد له ولأبنائه حتى يتمكن من البذل والعطاء لهذا الوطن الغالي، وما بعث قيام مجلس الشورى الموقر الا دليل ناصع على حرص الحكومة ايدها الله بما يصلح للوطن والمواطن، وما جولات سمو ولي العهد المكوكية والنائب الثاني خلال السنوات القليلة الماضية والحالية الى بلدان العالم القاصية والدانية إلا دليل آخر من حرص قيادة هذه الدولة على الرفع من شأن الوطن واقتصادياته والذي بدوره سيعود بالنفع على المواطن.
فهذه الوفود التجارية والشركات العالمية تتسابق نحو الفوز بمناقصة تجارية او انشاء استثمارات جديدة في وطننا الغالي استجابة لدعوات المسئولين وما يعاضد ذلك من دعوة ولاة الامر بتيسير سبل الاستثمار الآمن في وطننا الغالي وما يمكن ان يؤدي اليه ذلك من زيادة في الدخل القومي وتوفير الوظائف. فهذه شركات البترول والغاز تتسابق للفوز بحصص كبيرة في هذا الوطن المعطاء الذي عرف عنه دعمه غير المحدود للقاصي والداني على حد سواء وخاصة تجاه الاقليات الاسلامية في العالم.
ان كل هذه التطورات ما كانت لتصبح حقيقة من دون تضافر الجهود بين كلٍ من القيادة الحكيمة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين ومتابعة من قبل ولي العهد الامين والنائب الثاني وباقي اعضاء الحكومة الرشيدة وممثل الامة مجلس الشورى الذي اخذ على عاتقه دراسة الخطط والسياسات المناسبة لتطوير المواطن السعودي في كافة المجالات. ومن الاولويات التي سعت لتحقيقها حكومتنا الرشيدة على مر السنين وتوالي الخطط المختلفة وتوفير السكن الملائم لكل فرد من افراد المجتمع، فكانت هناك المنح والقروض العقارية التي تيسر على المواطن امتلاك المنزل المناسب، الا ان المواطن في وقتنا الحالي قد اضحى عاجزاً عن توفير المكان المناسب لبناء مسكن خاص به - على سبيل المثال في مدينة الرياض - على الرغم من توفر الاراضي المناسبة داخل الاحياء القديمة او في تلك الاحياء الجديدة او خارج النطاق العمراني والسبب في ذلك - كما اوضحته في مقالة سابقة على صفحات عزيزتي الجزيرة - يعود للغلاء الفاحش وغير المعقول لاسعار الاراضي والذي يعود سببه الى تمسك اصحاب رؤوس الاموال والمستثمرين في مجال الاراضي من البيع على اساس ان التقادم في عدم تداول الارض المعدة للتجارة يزيدها ارتفاعاً في السعر.
ولقد شدني ما جاء في صحفنا المحلية في يوم الاربعاء 27/11/1421ه حول توصية مجلس الشورى الموقر بتفعيل اجراءات تحصيل الزكاة الشرعية وتوسيع نطاقها ليشمل نشاط تجارة الاراضي البيضاء المعدة للتجارة كفريضة من فرائض الله. وان اهتمام مجلس الشورى بهذا الامر لم يأت من فراغ بل هو تحسس لاوضاع المواطنين من ذوي الدخل المحدود وحاجتهم الماسة لتوفير وشراء الارض المناسبة التي من خلالها يستطيع المواطن تكوين اسرته، وهذا الاهتمام انما هو محاولة لتطبيق شرع الله وتطبيق فريضة من فرائض الله التي افترضها علينا نحن المسلمين والمتمثلة في اداء الزكاة الواجبة في عروض التجارة التي منها الاراضي المعدة للبيع والتداول كسلعة تجارية، وهو ايضاً بدوره يعد عملاً جليلاً ينم عن مدى اهتمام وحرص مجلس الشورى بتلمس حاجات المواطن وهمومه التي دائماً ما تحث عليها قيادتنا الرشيدة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وحكومتهم الرشيدة نحو تيسير سبل العيش الكريم لكل مواطن. وهذا ايضاً يدل على مدى حرص المسئولين في مجلس الشورى في متابعة ما يطرح من مواضيع هامة والتي تثار على صفحات صحفنا العزيزة والتي منها جريدة الجزيرة بصفحتها المتميزة «عزيزتي الجزيرة» فقد أضحت صوت المواطن الذي يسمعه كل مسئول في الدولة. وما اهتمام مجلس الشورى بمسألة فرض الزكاة على الاراضي المعدة للتجارة الا شهادة اكيدة على مدى حرص المجلس على تلمس القضايا الحساسة التي تهم كل مواطن ومقيم، وايضاً دلالة صادقة على تفاعل وتتبع المجلس لما يطرح على صفحات هذه الصحف ومنها صحيفة الجزيرة التي اضحت تحتضن بين صفحاتها البيضاء اقلام وهموم المواطنين الغيورين على وطنهم فيسرت لهم سبل التواصل الحر مع ولاة الامر والجهات الحكومية المختلفة عبر صفحات عدة والتي من اهمها صفحة «عزيزتي الجزيرة» والتي امست منبراً حراً من منابر الاشعاع التي تضيء للمسئولين دروب تلمس هموم ومشاكل الوطن والمواطن ليتسنى لهم دراستها وايجاد الحلول المناسبة حيالها.
ولقد كان لكاتب هذه المقالة الفخر بأن كان يوماً ما احد الكتاب الذين سطروا همومهم على صفحات «عزيزتي الجزيرة» حينما دعا في مقالة له تحت عنوان «وجهة نظر في تسهيل التملك: اريد ارضاً على سطح الارض لا على سطح القمر!!» المنشورة في يوم الخميس السادس من شهر رمضان المبارك لعام 1419ه ص:10 والتي دعا فيها المسئولين الى السرعة في تطبيق فريضة الله «الزكاة» على الاراضي المعدة للتجارة علها تكون اداة من ادوات قتل ووأد الطمع والجشع والاحتكار الذي لا يقره الاسلام في مسألة تداول الاراضي وكذلك وقف النزف المالي في تخطيط وايصال الخدمات العامة لتلك الاراضي النائية على الرغم من توفر الاراضي البيضاء الشاسعة داخل المدن والقرى التي احتكرها اصحابها لعلها تصل الى مبالغ خيالية يستفيدون منها على حساب مقومات ومقدرات الوطن والمواطن. ولقد كان لهذه المقالة - وكما اظن - الاثر البارز في قرار مجلس الشورى الاخير في تبني فكرة دراسة فرض الزكاة الواجبة على الاراضي المعدة للتجارة. فشكراً للمسئولين في مجلس الشورى على اهتمامهم وتلمسهم الدائم لاحتياجات الوطن والمواطن، والشكر موصول أيضاً ل«عزيزتي الجزيرة»على هذا الدعم والتواصل والتعريف بما يعانيه المواطن من هموم وآلام وما يحمله من آمال. وختاماً فلنسر جنباً الى جنب مواطنين ومسؤولين ووسائل اعلام فعالة نحو رفعة هذا الوطن المعطاء.
فهد بن محمد بن عبدالمحسن الفريح
عضو هيئة التدريب معهد الادارة العامة
رئيس قسم العمليات الفنية
|
|
|
|
|