| أفاق اسلامية
* أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة طالبة في المرحلة الجامعية، ومشكلتي تكمن في اني أعيش في حالة نفسية سيئة للغاية، فوالدي لا وجود لهما في حياتنا بمعنى أنهما بعيدان عنا دائما فوالدي مشغول دائما بأعماله التي لا تنتهي وأمي شخصية نسائية عاملة بارزة في مجال عملها نحتاجها ولا نجدها فكل وقتها ملك لعملها وارتباطاتها ونحن آخر اهتماماتها أبحث دائما عنها أحتاجها فلا أجدها أشتاق لأن أضع رأسي على صدرها أشكو لها همي وكل ما يعتريني من حزن وأن أخبرها عن حياتي كل هذا لا استطيع التحدث به الا لأمي التي لا أجدها أصبحت أهرب من هذه الوحدة لأحلام اليقظة التي لا تفارقني ولا دقيقة فأصبحت رهينة الوحدة منطوية مكتئبة وأحس بالتعب وبالهروب من الواقع لحياة الأحلام فما الحل أفيدوني؟
- انصح الأخت السائلة بأن تضع لها برنامجا تشغل به نفسها فيما ينفعها فوالدتها قد وضعت لها برنامجا ووالدها مثل ذلك ولا بد انهما يلتقيان في البيت ولو ساعة ولكني اعرف ان بعض الشباب وبعض الفتيات يريد من والديه ان يكون معه طول الوقت وهذا صعب جدا فان الوالد مشغولٌ بأعماله والوالدة مشغولة بأعمالها وينبغي أيضا ان تكون هذه الفتاة مشغولة ببرنامج قراءة مستمر وعمل في البيت ينفعها وان لا يكون همها ان تعطل والديها لتتكلم معهما او تطيل الكلام معهما في شيء هو اقل مما يشتغلون به وبهذه المناسبة أيضا أنصح والدي الفتاة وأنصح جميع الآباء والأمهات ان يضعوا في برامجهم شيئا لأولادهم يجلسون معهم مجالس يتبادلون فيها معهم أطراف الحديث يسمعون ما عندهم من الشكوى وما في أذهانهم من الاقتراحات وما عندهم من الطموحات ويكون أيضا لهم لقاءات خارج البيت مجتمعين فان ذلك كله مما يزيل الوحشة ويجلب الأنس ويكون سببا في زيادة تعلق الأولاد بآبائهم وذلك اذا خلصت نية الوالد عبادة يتقرب بها الى الله تعالى فان مما يتقرب به المؤمن الى ربه جلوسه مع أولاده ونصحهم وتقديم مشورته وخبراته اليهم وسماع ما لديهم من الشكوى ووضع الحلول المناسبة لها كل ذلك اذا صلحت النية عبادة يتقرب بها الى الله تعالى.
|
|
|
|
|