| أفاق اسلامية
على الرغم من كثرة الكتابات عن العولمة وتنوع الطروحات في الاساليب والمجالات التي تتناول العولمة إلا انها ما تزال بحاجة الى المناقشة الشاملة الدقيقة التي تضع المثقفين امام حقائق واضحة لكي يتعاملوا مع هذه الظاهرة الخطيرة على علم وبصيرة، وهذا ما يناقشه كتاب (العولمة الغربية والصحوة الاسلامية) للاستاذ الدكتور عبد الرحمن بن زيد الزنيدي عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية.
ويقع الكتاب في 140 صفحة من القطع المتوسط ويتميز بدقة الاسلوب ووضوح العبارات وجمال الطرح.
فإلى صفحات الكتاب وآراء مؤلفه حول مصطلح العولمة:
يعرف الدكتور الزنيدي العولمة قائلا: (هي: ذلك التوجه وتلك الدعوة التي تسعى الى صياغة حياة البشر في مختلف الأمم وفق القيم والمسالك والأنماط الغربية - بالدرجة الاولى الأمريكية - وتحطيم خصوصيات الأمم المختلفة لها اما بالترغيب او بالترهيب وهو التوجه الذي أصبح الصيحة الفكرية في تسعينيات هذا القرن الآفل).
ويشير الزنيدي بأن العولمة بالنسبة لنا نحن المسلمين في مجال التصورات والقيم والنظم تستوي عندنا أن تكون امريكية أو اوروبية فالصراع بينهما لا نمثل طرفا فيه وإنما نمثل طرفا مستقلا عنهما معاً.
وهي ليست جديدة في اتجاهها واستراتيجيتها - وان اختلفت في أسلوبها - فما الذي كانت الماركسية ومثلها الليبرالية تدفع النخب المثقفة «العصرانية» في العالم الاسلامي لممارسته ويتساءل؟ أليس هو اشاعة قيم الغرب في مجتمعاتهم سواء سمي بالتغريب أو بالحداثة أو أخيراً بالعولمة؟
ويلفت الدكتور الزنيدي الانتباه الى مشكلة واقعية وهي: أن كثيراً من المثقفين - ربما نتيجة الاستعجال، أو الشعور بالضعف، أو عدم الصبر على التقصي والربط أو غير ذلك - يتعاملون مع هذه الظاهرة الخطيرة - العولمة - في أبعادها المؤثرة على الأمة تعاملا صحفيا انفعالياً.
ويعتمدون في أحكامهم على الحدس بخيرية أو شرية، وكثيراً ما ينظر المثقف الى ظاهرة ما نظرة مجردة آنية لا بصفتها جزئية في حركة تاريخية تحتاج تحليلا لمعرفة أصولها وظروفها التي أنتجتها.
مصدر العولمة وهدفها
ويرى الدكتور الزنيدي بأن مصدر العولمة هو اوروبا ومركز انطلاقها امريكا، ومورده سائر دول العالم وقاراته، والهدف الظاهر للعولمة هو خدمة البشرية وتوحيد مصيرها بازالة الحواجز بينها واشاعة القيم الانسانية في عالمها، وحماية هذه القيم من إهدارها حتى ولو كان من قبل الدولة ومقاومة الرقابة التي تحد من حرية الانسان في حركته الاقتصادية او تلقي معلوماته.. الخ
هذا هو الهدف الظاهر المعلن.
لكن إذا تركنا الجانب التطبيقي منها الآن ووقفنا مع الجانب المنطقي فان أقرب الأسئلة بداهة هو: من يا ترى الذي سيحدد معايير القيم ومواصفاتها؟
ومن الذي سيرسم مساراتها التنظيمية في الاقتصاد والقضايا الاجتماعية، والفكر؟ بلفظ جامع من الذي سيوجه هذه العولمة؟
وبما ان مصدر العولمة هي اوروبا وبالدرجة الاولى والفاعلة «أمريكا» أي أنها القوى الكبرى «الغربية» وعليه فإن هذه العولمة ستكون مصبوغة بالصبغة الغربية فلسفة ونمط حياة وتهدف تحقيق مصالح العالم الغربي ومواصلة حركة التغريب وتعميم الثقافة الغربية.
السمة العامة للعولمة
ويسجل الدكتور الزنيدي في كتابه بأن العولمة ولدت داخل التشكيل الحضاري والسياسي الغربي وأنها تحمل معالم هذا التشكيل وهو نظام يدور في اطار العلمانية الشاملة.
ولأن الحضارة الغربية حضارة مادية جسدية فإن العولمة مصطبغة بهذه الصبغة المادية ولا غرابة ان يكون الجانب الاقتصادي هو العنصر الابرز في قضية العولمة.
ولا غرابة أيضا ان تصبح العولمة سبيل الغرب لترويج قيمه ذات البعد الجسدي المادي في قضايا المرأة والأسرة والأمور الاجتماعية مما يعني الغربيون أنفسهم أنهم أكثر شعوب الارض انهيارا فيها وانحطاطا في مختلف جوانبها، وقد تجلى ذلك في مؤتمرات السكان والمرأة التي عقدت في انحاء مختلفة من العالم بحضور دولي.أما التنصير الذي يدعمه الغرب بقوة فهو استغلال للدين في مجال تكريس هذه العولمةمن خلال تحطيم المبادىء العقدية والقيم الخلقية لأديان من يجري تنصيرهم وبالذات المسلمين.
عناصر العولمة
يقول الزنيدي: ان الصور التي تتجلى فيها العولمة واقعاً أو تستهدفها مستقبلا كثيرة ومتنوعة تغطي جوانب الحياة البشرية كلها وأهم هذه الجوانب:
1- العولمة الاقتصادية:
ويشير الزنيدي الى ما قاله احسان بوحليقة في مقاله المنشور في مجلة المعرفة محرم 1420ه ص 30 تحت عنوان تماسيح تستحوذ على أسماك البحيرة: (فان أدبيات العولمة صريحة في تبجيلها للقوة الاقتصادية والدول المحبة للعولمة هي الدول المالكة لتفوق اقتصادي يمكنها من فرض مصالحها على العالم).
ويضيف الزنيدي بأن العولمة ارتبطت بالمؤتمرات والمنظمات الاقتصادية كمنظمة (الجات) ثم منظمة التجارة العالمية) (W.T.O).
2- العولمة الثقافية:
وهذه أخطر المجالات، فالخسارة المادية عوضت أو لم تعوض لا تقاس بالخسران الثقافي لانه دين يذهب وأخلاق تفسد وهوية تذوب ومن ثم فناء حضاري.
ويلخص الدكتور الزنيدي مظاهر العولمة الثقافية في النقاط الآتية:
- تغييب الأساسيات الدينية سواء كانت إيمانية أو احكاما شرعية تحت وطأة الفكر الالحادي والنظريات المنحرفة عن الحقائق الدينية او عن طريق الاستخفاف بها، وما تمثله من حق مطلق.
- الخروج بالمرأة عن أنثويتها الفطرية الانسانية باسم الحرية او العمل ونحوها وتحويلها الى سلعة يتاجر بها ووسيلة جذب في الدعايات وعلى أغلفة الصحف وتقديم البرامج الاغرائية في القنوات التلفازية واختلاطها بالرجال، وتكليفها بما لا يناسبها من الاعمال، ودفعها الى منافسة الرجال على رجولتهم، والتحرر من الالتزامات تجاههم سواء كانوا آباء أو أزواجاً... الخ.
- مثل ذلك بعض القيم الاسرية المتمثلة بالجفاف العلائقي الذي ينفي قيم صلة الرحم والبر بالوالدين ونحوها من القيم الاجتماعية الاسلامية، ومن القيم الاسرية التي تروجها العولمة دفع اطراف الاسرة الى التمرد المتبادل بينهم والحرية في ممارسة الرذيلة من أي طرف دون حق الاعتراض من الطرف الآخر.
- ومن مظاهر العولمة تحريف المفاهيم المنبثقة من ثقافة الأمة لتأخذ مسار الوجهة الغربية في النظر الى الحياة.
- ومن مظاهر هذه العولمة أيضا الانحلال الخلقي الذي كان المجتمع المسلم يقرأ عنه بصفته من غرائب مجتمعات الغرب الكافر، فصارت تتكاثر في مجتمعات مسلمة، كتخنث الشباب والشذوذ الجنسي والوقوع على المحارم وقتل الزوجة أو أحد الوالدين وشيوع المخدرات والمسكرات.
وسائل العرب لاختراق المجتمعات الأخرى - الإسلامية بالذات:
ويتطرق المؤلف الى هذه الوسائل ويذكر اهمها وهي:
- الاتفاقات سواء كانت ثقافية او اقتصادية أو غيرها، حيث يؤثر الطرف الأقوى على الطرف الأضعف، ويحقق من خلالها مصالحه الثقافية وسيادة قيمه، وسواء كانت هذه الاتفاقات ثنائية أو كانت من خلال المنظمات الدولية، كمنظمة التجارة ومنظمة الأغذية الزراعية (FAO) ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية.
- المؤتمرات التي تقرر فيها القيم الغربية لتعمم من خلالها على الدول الاخرى وتربط المساعدات لهذه الدول بمدى التزامها بهذه القيم ومن تلك المؤتمرات: مؤتمر السكان الذي عقد بالقاهرة في عام 1994م ثم بلاهاي ومؤتمر المرأة الذي عقد في بكين عام 1995م، ومؤتمر الاسكان في اسطنبول.
البوابة الكبرى وسائل الاعلام بكل فنونه وخاصة المباشرة كالفضائيات والانترنت.
- والنخب المثقفة المتغربة تقوم أيضا بدورها على الرغم من استغناء الغرب الآن عن كثير من جهودها بحكم مباشرته لمهماته بنفسه، لكنها تظل تواصل دورها في اغراق المجتمع المسلم بأنماط العولمة التي كانت قبل سنوات تنقل باسم الحداثة والتغريب.
3- حقوق الإنسان:
تطرح هذه القضية وفق المعايير الغربية وتعتبر مسألة الديمقراطية طلبا لها، وقضية الارهاب محاربة له من المجالات الحية في الآونة الأخيرة.
4- العولمة الدينية:
ويتعامل الغرب مع الدين لخدمة عولمته فهو يدرك أن الاديان لدى الأمم التي يسعى لعولمتها، وبالذات الاسلام لدى المسلمين هو الحاجز الأعظم ضد اجتياح عولمته وسمة هذه العولمة أنها علمانية مادية تهدف قطع صلة المسلم بالله وأحكامه ليصبح مخلوقاً تائها في الحياة، تتحكم به شهواته فيسهل استعباده.
الموقف من العولمة:
ثم يقسم الدكتور الزنيدي مواقف المثقفين من العولمة الى ثلاثة أقسام:
الأول: استقبال العولمة والاستبشار بها ومن ثم الدعوة للتسليم لها والاندراج في تياراتها.
واصحاب هذا الموقف فئة من المثقفين الذين اضمحلت في نفوسهم وفكرهم معالم الهوية المتمثلة بما جاءت به تعاليم الوحي - القرآن والسنة - من مبادئ عقدية وقيم انسانية وأحكام تشريعية.
الثاني: رفض العولمة: ينطلق أصحاب هذا الموقف وهم أصناف من المثقفين أبرزهم الاسلاميون ومجموعات من اليساريين العرب وحتى من غير العرب ولهم تبريراتهم.
الثالث: التفاؤل بانقلاب الأوضاع عن المسار العولمي: وأصحاب هذا الموقف تنتقد العولمة كالفئة السابقة ولكنها تركز على النظر في مستقبل هذه العولمة فترى أنها موضة ستزول سريعا، أو تنهار بأقرب ما نتصور ويبنون ذلك على استقراءات تاريخية وواقعية في حال الغرب وامريكا بالذات وايمانا منهم بعالمية الاسلام وصلاحه للبشرية كافة.
ما الذي ينبغي للأمة عمله تجاه العولمة؟
ويؤكد الزنيدي ان الموقف الذي ينتظر الأمة الاسلامية في هذه الآونة هو في الحقيقة الدور المناط بها شرعا، والمنتظر منها انسانيا الذي تحفز الأوضاع العالمية - اسلامية ودولية - لتحقيقه انه تحقيق عالمية الاسلام التي يسميها ابو يعرب المرزوقي (عولمة الاستخلاف) في مقابل عولمة الانفصامية).
ويعرف الدكتر الزنيدي العولمة الاستخلافية: بأنها العولمة التي تحقق الحاجات الوجودية للانسان، أي انسان في جانبه المادي والروحي وتضعه في موقعه الصحيح في هذا الوجود وتقيم العدل في حياته وعلاقاته العولمة الانفصامية التي اتخذت منهج الفصل بين جانبي الانسان المادي والروحي لتتجه الى إشباع أحدهما ونفي الآخر، وهذه العولمة في صورتها الحاضرة عولمة عمادها الإلهاء الحسي والتمتع الذي المادي الذي اصبح قاعدة الفكر والحركة والتعامل الفردي والدولي في مقابل نفي للقيم الانسانية والسمو الروحي الا ما تداخل مع ذلك التمتع.
ويوصي الاستاذ الدكتور الزنيدي بمراعاة العناصر الآتية:
- الوعي بحقيقة عالمية الاسلام: ومن أعظم منافذ الاسلام نحو العالمية انسجامه مع فطرة الانسان المتجهة نحو التوحيد والتوازن والعدل، وأسس مشروع العالمية الاسلامية تتمثل في المصدر الذي يستمد منه والعناصر التي يرتكز عليها، وأما بالنسبة للمصدر فإنه يتمثل في القرآن الكريم والسنة الثابتة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والنموذج التطبيقي الأول لتعاليم القرآن والسنة المتمثل بمجتمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - واصحابه، واما بالنسبة للعناصر التي يرتكز عليها هذا المشروع فانها تتمثل في توحيد الله تعالى والايمان برسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وانه خاتم الانبياء والمرسلين والايمان باليوم الآخر والتدبر في الكون وتحصيل العلم الشرعي ومقاومة الالحاد والكفر والانحراف.
معالجة المشكلات الآنية التي تفرزها العولمة من خلال المشروع الاسلامي:
ومعروف ان العولمة تقف في مواجهة الصحوة الاسلامية التي تحمل مشروع الأمة الاسلامية في الوجود العالمي، ولا ريب ان العولمة تحوي جوانب تخدم المشروع الاسلامي إذا أحسن استغلالها.
وفي هذا الصدد يقول الزنيدي: العولمة بصفتها ظاهرة آنية تمثل قضية حركية لا في مواجهة الصحوة ومشروعها العالمي فقط، وانما ايضا في مواجهة الأمة الإسلامية التي لا تمثل للاسف في الملعب الكوني لاعبا له أثر اولي في الملعب وفي مواجهة المسلمين من مختلف الطبقات الذين سيتفاعلون حتما مع هذه العولمة عمليا في حياتهم السياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها فلابد ان ترسم لهم استراتيجيات حركية يحسنون بها التعامل مع هذه الظاهرة في تجلياتها المختلفة.
ويشدد الزنيدي بأن تنطلق هذه الاستراتيجيات من الصحوة الاسلامية همة وغاية وان تكون جزءاً من مشروع النهضة بالامة ومقاومة مؤثرات الانحطاط فيها والانطلاق العازم لتحقيق عالمية الاسلام في الأرض حتى تكتسب - هذه الاستراتيجيات - فاعليتها الايجابية في تحقيق أهدافها بدل أن تكون مجرد مواقف وقائية جزئية مفككة.
ويضيف قائلا: ينبغي أن يسهم المختصون كل في مجاله لرسم استراتيجية التعامل مع ظاهرة العولمة في ميدان تخصصه واهتمامه ثم يمكن بلورتها في خطة محكمة واحدة تكون دليل عمل مبني على مرتكزه الاسلامي ومحددة أهدافه ومناهجه.
ويلفت الدكتور الزنيدي الانتباه الى الفوضى الفكرية التي تسرب الى عقول بعض المثقفين في عالمنا العربي وهي لا تجعل لكلام المثقف معنى لكونه غائما وان كان يحمل معاني كثيرة تجده يبدأ الحديث عن قضية تمثل ظاهرة مستجدة مازالت مبهمة على الناس دون ان يحدد معناها وعناصرها وخلفيتها الحضارية، ثم يدعو الى الاخذ بها او الى حربها ويمدحها او يذمها نافيا قيمة تحديد موقف او اصدار حكم تجاه قضية لم تحدد حقيقتها وعناصرها وخلفياتها.
ولكي يتمكن المثقف المسلم من المشاركة في العولمة والتكيف معها بشكل ايجابي.. يشدد الزنيدي على ضرورة العمل حسب الآتي:
أولا: في الجانب الثقافي: ينبغي كخطوة أولى أن نستكمل وعينا بثقافتنا الاسلامية من خلال تبن صادق لها في مناهجنا التربوية ووسائلنا الاعلامية، وتشريعاتنا الاجتماعية حتى يكون المجتمع على مستوى الوعي والالتزام بهذه الثقافة علماًً وعملاً بما يؤهل للخطوة الثانية وهي الالتقاء والتوحد بين المجتمعات الاسلامية على هذه الثقافة الجامعة من خلال مؤتمرات ولجان وقرارات موحدة في هذه المجالات بين المجتمعات الاسلامية. لتصبح هذه الثقافة الملتقى عليها مصدر ولاء جامع تعتز به الأمة.
ويدعو الدكتور الزنيدي الى استثمار القنوات الدبلوماسية ووسائل الاتصال والاعلام والقنوات الفضائية وشبكة الانترنت والتواصل الدعوي المباشر كالحوارات الحية والمشاركات في الجهود الانسانية لنقل قيم الاسلام الى الآخرين.
ثانيا: في الجانب الاقتصادي ينبغي ان يسعى لإشاعة العدل الاسلامي في التعامل الدولي من خلال صياغته في خطاب عالمي متفوق يعي الآخرون قدرته على حفظ مصالحهم ورعاية حقوقهم في حلبة المنافسة الدولية مما يجعلهم ينجذبون اليه ويعاضدون من يدعو اليه.وفي مجال الاعلام يدعو الزنيدي الى ايجاد برامج منافسة لبرامج الغزو الثقافي من الافلام الكرتونية والتمثيلية سواء كانت تاريخية او اجتماعية وينبغي ان تكون هادفة متفوقة فنيا في الوقت ذاته، بحيث تقدم القيم الثقافية الاسلامية، وتكشف خلل القيم المخالفة ولاشك ان العمل الناجح يفرض نفسه على الناس ويبقى تأثيره عليهم.وفيما يخص الشباب يؤكد المؤلف على مقاومة التيه والاغتراب والسلبية والوهن في شخصية الشباب المسلم، وزرع الايمان في نفسه مع تنبيهه بأن له رسالة في الوجود يحملها مع اخوانه المسلمين للعالم.
وفي الختام يدعو الدكتور الزنيدي الى التفاؤل والثقة بتوفيق الله ونصره والاستبشار بالخير للاسلام وامته،
وهذا هو منطق المسلم امام الأحداث التي يوقن أن وراءها حكمة وعدلا من الذي دبرها سبحانه فضلا عن يقينه بأن اساس النهوض والنجاح الحضاري قام بين يديه وهو منهاج الاسلام وان اتجاه الأمة للأخذ بهذا المنهاج هو الخطوة الأولى في المدرج الحضاري.
|
|
|
|
|