| أفاق اسلامية
التجارب عجلة التقدم ومفتاح النهضة، ومن لا تجارب له يقع فريسةً للخطأ حتى يكون لديه كم منها ومن ثم يصير له دراية وفهم.. وقد يستفيد المرء من تجاربه.. وقد لا يرفع بذلك رأساً وفي هذا المضمار.. تنطلق من احد الاذكياء حكمة ملازمة لحدثٍ ما، قد لا يجد احدنا نفسه الا وقد نطق بها حينما يمرُّ بموقفٍ مشابه.
وهذا المثل «أعط القوس باريها» في غاية الرَّوعة، ولو علمنا مداه وعملنا به..لتغير كثير من ملامح حياتنا.
وأنت تجد نفسك تعمل بهذه القاعدة في اقل امورك شأناً فلست تطلب الخبز من النجار.. ولا تأخذ ولدك المريض للخباز او الجزار.. وبهذه القاعدة فمهما رسولنا صلى الله عليه وسلم في الرعيل الاول، وكان لا يكلف بالعمل الا من لديه قدرة على انجازه يشعره بذلك الامكانيات المتوفرة في الشخص او علامات شخصية ذلك الرجل المناسبة للقيام بمهمة ما. لذا تراه يرفض طلب ابي ذر الولاية ويوجه عبدالله بن زيد لإلقاء الاذان على بلال ليؤذن.. مع أنه اي عبدالله.. هو الذي رأى في المنام رؤيا الاذان فقد قال أن: «القه على بلال ليؤذن، فانه اندى منك صوتاً» فهو لا يجامله على حساب الوصول الى احسن النتائج.
وقد تنبه الغرب الى هذه النكتة فعملوا بها في اكثر امورهم اهمية، فبهروا العالم بانجازاتهم الحضارية غير انهم فشلوا في جانب لم يعيروا فيه هذا المبدأ اهتماماً.. فتراهم لما اعطوا اهل الفن والهوى توجيه الناس من خلال الاعلام لاسيما المشاهد منه والمسموع، جاءت الفضائح الاجتماعية والانحطاطات السلوكية.. بمالم يكن له مثيل في التاريخ وما انتحار سعاد حسني منا ببعيد!
ونحن اولى ان نتنبه لهذا الجانب ونجعل الرجل المناسب في المكان المناسب، ونوزع الاعمال على قدرهمة اهلها.. ولكن شريطة سلامة معتقده.. ولذا لما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه احد ولاته وقد استعمل نصرانياً انكر عليه ذلك.. فقال: لم اجد احسن منه..فرد عمر: مات النصراني فماذا يعمل.لقد ادرك عمر رضي الله عنه فساد العقائد.. وكم يصنع من المفاسد في اي مكانٍ كان ولو كان كاتباً او خادماً وعلينا ان نستفيد من هذه الدروس في التربية لأطفالنا، وطلابنا.. بل ورجالنا ونسائنا، وننمي فيهم التخصص والعمل وفقه، وهذا هو السر في الابداع.. وتحقيق افضل النتائج.
وقد علمنا.. فهل نعمل..؟!
|
|
|
|
|