| الثقافية
عادت الأحياء بعد طول عناء في البحث عن الغذاء طوال النهار بعد أن خيم الليل سواده في السماء، فعم السكون، واستراح الجميع من ضجيج الحياة.
في سكون الليل تستريح الأجسام بعد كبير مشقة وتتفتح الأزهار وتخرج بعض الحيات التي لا تخرج في النهار، حيث يعم الهدوء في الليل وتستكين القلوب ويكثر التفكير والهروب الى عوالم أخرى خيالية بعيدة عن الحقيقة.
ضجة مدن ضخمة ذابت بأريحية امام هذا الليل الهادر لكي تستريح من الزحمة والضوضاء وهي تهيم اليه طالبة الاستراحة والهدوء، فقد نجد الليل في البادية ذا لحن شجي لان الحياة هناك تتصف بديمومة السكون والهدوء والعيش على الطبيعة بكل ما حباها الله سبحانه وتعالى من ضوء القمر الجميل، والانجم التي تشرف على الجبال والخيام والشوارع الضيقة وكنا لا نعرف عن مبتكرات أو منجزات الحضارة أي شيء، ولكن أتى ما اتى فقد وصلت الى بوادينا آخر مبتكرات ومصانع الغرب فأصبح الليل بعيداً عن السكون فيه قليل من الضوضاء كما في مدن المملكة واصبحت الليالي الخوالي ذكريات لا تنسى يعيشها كل فرد من المواطنين في البادية.
هناك معلومة معروفة للجميع بأن نوم ساعة في الليل افضل من نوم عدة ساعات في الصباح، لما فيه من فوائد صحية جمة للانسان، وليت الجميع يدركها، فنجد الانسان يعمل ثماني ساعات في مكتبه ثم يسهر حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالي ثم يعود مرة اخرى للعمل وهو عنصر غير عامل ولا منجز وذلك لكثرة النوم اثناء ساعات العمل، فلقد بدل احلى ساعات الهدوء بساعات كلها ضجر وسهر.
يعلم الجميع بأن من يسهر في الليل ويقضي تلك الساعات الجميلة من سكون الليل في السهر سوف لا يستطيع انجاز اعماله في الصباح الباكر بل سوف يكون فريسة للنوم وبذلك تكثر مساوئه حالة كونه موظفاً أو عاملاً في أي من القطاعين الخاص أو العام.
لكن لو رجعنا الى البادية وذكرياتها الحلوة إبان ضوء القمر قد يحلو السمر في البادية لانه مقنن ضمن ساعات معينة ومحددة بحيث لا تؤثر على ساعات العمل الرسمية للدوام اليومي ، ليتنا نقلنا صوراً من قوانين البادية الى مدننا لكي نقي انفسنا الكثير من المشاكل التي نقلتها لنا الحضارة الى مدننا.
أحمد محمد إدريس - الرياض
|
|
|
|
|