| عزيزتـي الجزيرة
اختلفت الاقوال حول اسباب الطلاق والتي باتت موضوعاً للمجالس الاسرية في كل حين، فلا تكاد تسمع بموضوع الا وله صلة بالطلاق.
وبالنسبة لي هناك اسباب ربما تكون مجهولة او ثانوية لا توصل الى الطلاق عند البعض ولكنها في حقيقة الامر هي صلب آفة الطلاق اساسها:
الجهل بحال الزوجين لبعضهما قبل الزواج ويكمن الجهل في البحث عن الزوج وعن دخله وعن الزوجة وجمالها ومرتبها الوظيفي.
لم يبحثوا عن صفات الزوجين واطباعهما ومدى تعايشهما في هذه الحياة المتقلبة. فاذا علم الزوج بشخصية زوجته قبل الزواج لتمكن من اسعادها وبناء بيت متكامل يعمه الفرح، لانه بني على اصول معروفة لديه. وكذا الزوجة اذا علمت بحال زوجها قبل عقد النكاح لتمكنت من فهمه ومن توفير الراحة له، لانها تعرفت على مزاجه وافكاره فتسير على نهجه والذي عرفته قبل الزواج. لانها لو عرفت ذلك اثناء الزواج لأخذت وقتاً طويلاً للتتأقلم عليه.
ومعلوم بالضرورة ان المرأة لا تحفظ الا الاشياء الرديئة في زوجها مهما كان ولكن لو عرفت جميع احواله قبل الزواج لربما تعايشت مع هذا الامر بحكمة وروية.
ومن هذه المعرفة بين الزوجين ينبني جسر الحب الذي لا يقطعه قاطع مهما حصل من الزوج أو الزوجة فالحب هو الاساس لبقاء الحياة الزوجية.
لانهما لو ارادا الانفصال مثلاً لمنعهما هذا الجسر العظيم الذي بني على اساس متين اساسه المعرفة بحال الزوجين قبل الزواج وسوف يبقى الى الابد ان شاء الله. لان الحب كما عبر عنه الشعراء شمعة الحياة المنيرة في الطرقات المظلمة والتي تعم بالسعادة والسرور.
ومن الاسباب التي ينتهي بها المطاف الى حافة الطلاق شخصية الزوجين من حيث التربية الاسرية الملقاة على عاتق الوالدين.
فالزوجة اذا نشأت في بيئة منغلقة تعيش وكأنها في قفص من حديد لا تملك ما تريد بل انها طائرة صغيرة مقطوعة الاجنحة لا تستطيع ان تطير والناتج عن هذه الحالة التي مرت بها تلك الزوجة:
1- اما ان تصاب المرأة بالانفتاح اللامشروع بعد الزواج لانها تريد ان تحقق ما لم تستطع تحقيقه في كنف اسرتها.
2- واما ان تصاب بمرض نفسي ناتج عن الحالة التي مرت بها ايام ذلك البيت المظلم مما يؤدي لتضايق الزوج من هذه الحالة ولن يجد امامه الا مستشفى الطلاق العام ليتخلص منها.
3- واما ان تصاب بغيرة مفرطة لانها لم تصدق انها قد خرجت من ذلك القفص مما ينعكس على الزوج سلباً فيضيق ذرعاً ويتخلص من هذه الغيرة المفرطة وذلك بادخالها استراحة الطلاق.
* وبالنسبة للزوجة التي نشأت في بيئة منفتحة على الآخرين تكون كالطير في مهب الريح الكل يراها ويريد ان يهم بها وهذه ضعيفة مسكينة تتجه مع اي تيار يواجهها والاسرة قد اضاعات تلك العصفورة الصغيرة فما كان منها الا ان عاشت في غابة موحشة والناتج عن هذه الحالة التي مرت بها الزوجة المسكينة والذي يترتب عليه الطلاق هي:
1- ان تصاب بالشك الزائد على الزوج لانها قد عاشت مثل هذا الامر فعلى هذا تتصور ان زوجها سيفعل مثل ما كانت تفعل في السابق فتحصل الفرقة.
2- واما ان تصاب بالفتور والكسل في بناء عش الزوجية لانها قد عاشت فترة من الرخاء والراحة ومن هنا يقع الطلاق.
3- واما ان تصاب بحب السلطة والتحكم لان هذه الشخصية الديمقراطية هي شخصيتها في بيتها المفتوح فلا تريد ان يشاركها احد في هذه السلطة مما يتوصل الى الطلاق ولا محالة. ان هذه الاسباب وغيرها والتي تخص الزوجة هي التي اوقعت هذه المرأة المسكينة في مصيدة الطلاق.
فلو عرف الزوج ان زوجته التي فكر في خطبتها حالها هو احد الاحوال التي ذكرناها آنفاً لاستطاع ان يتفهم الامر وان يبني سوراً لكي لا تقع الطامة الكبرى «الطلاق» فيوفر جميع سبل الوقاية قبل الدخول في قفص الزوجية اما اذا لم يكن الزوج عالماً بحال زوجته حصل الطلاق حتى ولو لسبب بسيط تافه.
لان الزوج لو علم بشخصية زوجته لتدارك الوضع ولتمكن من حل المشاكل المزمنة في دولته الصغيرة.
* وبالنسبة للرجل
فانه يحب المرأة ان تعلم بحال وطبع زوجها قبل الزواج لان هذا الأمر يترتب عليه السعادة او الفشل.
* ومن الاسباب الخاصة بالزوج والتي قد توقعه في الطلاق مع زوجته تتفرع عبر حياته الشخصية وقد تكون بعيدة كل البعد عن حياته الاسرية، لان الرجل هو الذي يبني شخصيته - ليس دائماً - بخلاف المرأة التي تبني شخصيتها من خلال اسرتها وليس دائماً ايضا.
وعلى هذا يصعب تحليل شخصية الرجل بالنسبة لي لانها متقلبة ومتغايرة بحسب الاصدقاء والوظيفة والبيئة وهذه كلها مرتبطة فلا يستطع احد ان يحلل شخصية الرجل.. وفي النهاية يهمنا معرفة ولو طرف واحد من بيت الزوجية فاذا تمكنا من معالجته اسهم في معالجة الطرف الآخر فهلا تنبهنا الى هذا الخلل العظيم في فساد الزواج؟!
تركي بن فائز الحقباني
الرياض
|
|
|
|
|