| محليــات
إلى جنات النعيم يا عم )أبو هاشم (أو بابا حمد كما أطلقت عليه حفيدته هوازن في أولى خطوات التحدث فنادته بابا حمد وفرضت على كل الاهل والاقارب كبيرهم قبل صغيرهم بأن يدعوه بابا حمد واستمر كذلك حتى توفاه الله مساء السبت الماضي. كان رحمه الله لطيف المعشر يحب الأطفال كثيراً وكان أحفاده يمازحونه ويلاعبونه ولا يتضجر ويخطفون عصاه ليلاحقهم ولكن هيهات فساقاه لا تستطيعان مجاراة رشاقة الصبيان وخفة الاولاد وسرعتهم.
كان والد الجميع وكان عميد الاسرة ولكن لا يحسب لهذا الموقع حساباً بل هو أول من يقوم بالواجب سواء زيارة أو معايدة او عزاءيسافر بين المدن ويتنقل بين المناطق بالرغم من أنه الاكبر سنا وحقه الابوي محفوظ كما يقدم الهدايا للصغار والكبار ولا يميز بين الابن والابنة او الحفيد والحفيدة أو غيرهم فكلهم لديه سواء.
لقد كان طيبا الى أبعد الحدود وكان كريما غاية الكرم ولا يكفيه قليل الجود بل كثيره لديه قليل فهو يعتبر الكرم والجود عنوان الشهامة والمحبة، كان رحمه الله لا يحمل حقداً أو بغضا لاحد حتى لمن أساء اليه وفي مرضه الذي أقعده أخيراً كان يبتسم لمن يزوره ويشعره ان له واجبا وحقا لديه ليته يستطيع الوفاء به ولكن هيهات فالمرض حرمه هذا الوفاء ولكن عزاءه الابتسامة والضحكة الصامتة البريئة التي لا يمكن للمحبين سماعها ولكن الاحساس بها لقد فقده من عرفه أو سمع عنه واحبه دون ان يلتقيه.
بابا حمد لقد وقعت وفاتك على محبيك وقع الصاعقة وقد كانت جنازتك سريعة ودفنك كان خفيفا والمعزون كثر يدعون له بالرحمة والمغفرة وحسن المآب.
رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وألهم أبناءك وبناتك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان و«إنا لله وإنا إليه راجعون».
|
|
|
|
|