| لقاءات
* تحقيق عامر العايش:
تكمن أهمية الجمعيات الخيرية المنتشرة في كافة أرجاء المملكة أنها حلقة وصل بين المتبرعين والمحسنين من أهل الخير وبين الفقراء والمحتاجين من الأسر والأرامل واليتامى وكذلك المشاريع الخيرية، ولأهمية ما تقدمه الجمعيات الخيرية من دور بارز وكبير في الأعمال الخيرية وإيصال الدعم المادي والعيني لكل محتاج وفقير فقد أولت الحكومة الرشيدة اهتماماً كبيراً بهذه الجمعيات لتفتح المجال والطريق للمحسنين وأهل الخير للمساهمة في أعمال الخير، ولتكون مساندة للعمل الحكومي. ومن هذا المنطلق فقد أنشأت العديد من الجمعيات الخيرية في كافة مناطق المملكة وقد بلغ عدد الجمعيات في الرياض وحدها )14( جمعية مقسمة على كافة أحياء الرياض لتقوم باستقبال التبرعات مهما كان نوعها وصرفها لمستحقيها أو إنفاقها في المشاريع الخيرية كالأنشطة الموسمية التي تقوم بها الجمعيات أو بناء وفرش وترميم المساجد وكذلك صيانتها دوريا، كما تقوم ببناء وقف يكون ريعه للأسر الفقيرة والمحتاجة وللأعمال الخيرية، ومن أهم الأدوار التي تقوم بها الجمعيات الخيرية استقبال فائض الطعام والأثاث المستعمل والملابس وغيرها لتقوم بدورها بإيصاله لمن يحتاجه، ففي السابق كنا نجد صعوبة في التعامل والاستفادة منها فربما انتهى بها الأمر في أكثر الأحيان الى صناديق النفايات بالرغم من إمكانية الاستفادة منه باعطائه للمحتاجين، ولكن مع وجود الجمعيات الخيرية وما تقوم به من جهود وأدوار أمكن الاستفادة منه في الأعمال الخيرية لتحصيل الأجر والثواب ولمساعدة أخواننا الفقراء والمساكين وادخال السرور في أنفسهم.. وفيما يلي نتحدث عن هذا الجانب..
تسلم الأطعمة طوال اليوم
ونظرا لأهمية الاستفادة من فائض الطعام والأثاث المستعمل وما تقوم به الجمعيات الخيرية من جهود في ذلك التقينا بالشيخ عبدالسلام بن عبدالله السليمان مدير فرع جمعية البر بشمال الرياض وعن كيفية الاستقبال والتوزيع ذكر أن الفرع يقوم بتسلم الفائض والأثاث المستعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة حيث يتم الاستقبال على طريقتين الأولى يقوم المتبرع بإيصاله مباشرة الى فرع الجمعية فيقوم العاملون بتسلمه وفرز الجيد منه والثانية يقوم المتبرع بالاتصال وتحديد موعد في قسم المواعيد بالفرع لارسال السيارة وسائقها الخاص بالفرع والمجهزة بالأدوات اللازمة والفنيين وعن طريقة التعامل مع فائض الطعام ذكر أنه بعد تسلمه يقوم العاملون المختصون بفرز الجيد منه والصالح للأكل ووضعه في أكياس نظيفة وصحية ليتم ارساله بعد ذلك للأسر المحتاجة المسجلة بالفرع أو يأتي بعض المحتاجين لأخذه مباشرة.
وما زاد عن الطلب والحاجة يتم وضعه في ثلاجات ليتم بعد ذلك تسخينه وتوزيعه أما الطعام غير الجيد وغير الصالح للأكل يتم إرساله لأصحاب المواشي ليكون أعلافاً لها وأما عن الأثاث فقد بين أنه يتم أيضا عن طريق استقباله مباشرة من المتبرع الذي يحضره الى الفرع أو عن طريق اتصال وتنسيق موعد معه ليقوم الفنيون المجهزون بالأدوات والعدة بأخذ ما لديه ووضعه في السيارة الخاصة بالفرع والمجهزة لمثل هذه الأعمال ليتم بعد ذلك وضعه في مخزن الفرع وبعد النظر الى طلبات واحتياجات الأسر من الأثاث المستعمل نقوم بتوزيع بعضه على الأسر المحتاجة المسجلة بالفرع والباقي من الأثاث يتم إرساله الى مركز بيع الأثاث المستعمل الخاص بفرع الجمعية ليتم بيعه وادخال المبلغ في حساب الصدقة التابع للجمعية.
أكثر من 350 أسرة مستفيدة
وذكر أنه يستفيد من هذه الأنشطة العديد من الفقراء والمحتاجين من الأيتام والأرامل وأسر السجناء والمطلقات وغيرهم وذكر أنه قد بلغ عدد الأسر المسجلة بالفرع أكثر من )350( أسرة وأن القسم الخاص بتسجيل الأسر لا يزال يستقبل العديد من الطلبات وأن العدد لا يزال في تزايد مستمر.
وعن كيفية التسجيل والتقصي من الأسر المحتاجة بين أنه يتم التأكد والتقصي من كل طلب يأتي الفرع حيث هناك لجنة خاصة تهتم بدراسة حالة كل أسرة ومدى احتياجاتها ومن ثم يتم عرضها على لجنة الاعتماد حيث يتم إما اعتماد الأسر أو رفضها مع بيان السبب لذلك ويتم صرف الاعانات للأسر بعد تصنيفها فمنها ما يتم تسليمها التبرعات العينية والمالية ومنها ما يتم الصرف لها المساعدات العينية فقط.
تفاعل وإقبال متزايد
وعن مدى تجاوب وتعاون المواطنين مع أنشطة الجمعية قال إن هناك تفاعلاً كبيراً وإقبالاً متزايداً من المواطنين وبخاصة للذين يعرفون أنشطة الجمعية وأصبح هناك تعاون جيد ومساهمة جيدة في أنشطة الجمعية سواء عن طريق تبرعاتهم المالية أو العينية.
وذكر أن التبرعات العينية تعد أكثر من حيث تفاعل المواطنين من التبرعات المالية وأصبح هناك وعي وإدراك في التعامل مع فائض الأطعمة والأثاث المستعمل وذكر أنه تغير حال الكثير من المواطنين في المساهمة في أنشطة الجمعية وبخاصة في فائض الطعام والأثاث المستعمل خصوصاً في الفترة الأخيرة عن طريق قيام الفرع بعمل إعلانات وتوزيع بعض الكتيبات التي تبين أنشطة الجمعية والأدوار التي تقوم بها بالرغم من أننا في حاجة الى إعلان أكثر وأكبر عن طريق وسائل الإعلام ليكون هناك مردود ايجابي واقبال من المواطنين الى الجمعيات.
تعاون محدود جداً مع المطاعم
وعن مدى التعاون وهل هناك تنسيق مع أصحاب المطاعم وقصور الأفراح للاستفادة من فائض الولائم والطعام أكد ان هناك تعاوناً وتجاوباً من بعض المطاعم حيث يتم التنسيق معهم على موعد لتسلم الفائض وبعض هذه المطاعم تقوم بإيصاله مباشرة الى الفرع عن طريق سياراتهم الخاصة غير أن هذا التعاون محدود جدا على بعض المطاعم وبخاصة إذا ما نظرنا الى عدد المطاعم المنتشرة في أرجاء الريا ض وأتمنى أن تكون هناك آلية للاستفادة من فائض الطعام بدلا من رميه في صناديق النفايات كما يحصل في أكثر المطاعم.
وعن قصور الأفراح فقد كان هناك تعاون وقد قمنا بوضع جدول خاص مع أصحاب القصور ووضعنا سائقين لتسلم فائض الولائم وبالرغم من توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض الى البلديات بمتابعة أصحاب القصور لتسليم فائض الولائم للجمعيات الخيرية فإننا لم نجد التعاون والاهتمام من بعض أصحاب القصور وبخاصة العاملون في القصور الذين هم من جنسيات مختلفة فلا يقومون بمساعدة العاملين الذين أرسلناهم ويرون أن مساعدتهم للعاملين جهد زائد وأن رميه في النفايات أسهل عليهم من تسليمه للجمعية وهذا كله طبعا في ظل غياب صاحب القصر وربما لو حضر بنفسه أو وكيله لكان الأمر اختلف كثيرا.
وغير ذلك فإن السائقين الذين بعثناهم يتأخرون الى ساعات متأخرة من الليل مما يسبب الكثيرمن الجهد على العاملين وتتعطل المصالح.
وبالرغم من وجود سائقين لديهم فانهم لا يقومون بارسال الفائض من الولائم الى الجمعية وربما لو نقص شيء ولو بسيط في القصر لتم ارسال السائق والسيارة في طلب احضار هذه الأشياء ولكن ان يرسلوا فائض الطعام فإن هذا أمر صعب بالنسبة لهم.
وعن أهم المشكلات التي تواجههم ذكر أن الفرع بحاجة الى عدد أكثر من السيارات والعاملين لأن الطلب والعمل أكثر من الامكانيات المتوافرة ولأن هناك عملاً كثيراً ومتزايداً يحتاج الى عدد من السيارات والعاملين وأن الفرع يقوم على قدر الامكانيات المتوافرة له فكلما توافرت الطلبات كان دور الجمعية أكبروأكثر كما نتمنى من المتبرعين مراعاة شعور وحالة بعض الأسر التي لديها أطفال وكبار بأن يحرصوا على ايصال الفائض من الطعام في أوقات مبكرة لتكون الاستفادة منه أكبر.
حج على نفقة الفرع
ومن المستفيدين من أنشطة فرع الجمعية المواطن يحيى موسى عبده الذي يعمل حارساً بإحدى المدارس ولديه من الأبناء تسعة أكبرهم يبلغ الثالثة عشرة حيث أشاد بدور فرع الجمعية وما تقوم به من جهود وعمل وذكر انه يستفيد من أنشطة الجمعية منذ ثلاث سنوات وهو مسجل لديها حيث تقوم الجمعية بإعطائه المساعدات العينية والمالية وأنه قد حج في السنة الماضية هو وزوجته على نفقة الجمعية ولم يخف شكره وامتنانه للقائمين على الفرع لما يبذلون من جهود عظيمة ومن معاملة حسنة لتوفير كافة الخدمات والاحتياجات له ولأسرته.
كما عبر المواطن بندر شراحيلي عن امتنانه وشكره للقائمين والعاملين في الفرع لما يقومون به من جهود وتعاون لمساعدته وأسرته لتوفير كافة الخدمات والاحتياجات لتخطي الظروف الصعبة التي يمرون بها وذكر أنه يتلقى المساعدات المالية والعينية من فرع الجمعية وأن القائمين على الجمعية أناس طيبون يبذلون قصارى جهدهم في عمل الخير لكل محتاج وفقير.
واستوقفنا أحد العمالة الوافدة الذي يستفيد من انشطة الجمعية في أخذ فائض الطعام وقد ذكر نجيب باكستاني الجنسية انه تعرف على هذه الجمعية عن طريق عمله بإحدى المباني القريبة منها وقد أخبره أحد أصدقائه عن استقبالهم لفائض الأطعمة وتوزيعه على كل طالب له بعد فرز الجيد ولم يتصور انه قد يجد مثل هذا العمل العظيم وذكر انه سعد كثيرا لما تقوم به الجمعية من مساعدة المحتاجين ومن حسن استقبال وتعامل من العاملين وذكر انها فكرة ممتازة ليستفيد كل محتاج من فائض الطعام بدلا من رميه في النفايات.
تعريف وتوعية
وأكد المواطن سعود العمار انه واجب اسلامي وإنساني المحافظة على النعم ومساعدة إخواننا الفقراء والمحتاجين والتخفيف من معاناتهم بكل ما نستطيع سواء بالدعاء لهم ليفرج الله كربهم او بالصدقة وتقديم المساعدات.
وليس شرطا ان تكون مالية بل ايضا التبرع بالأثاث المستعمل وفائض الطعام لأن هناك من هو محتاج اليه ويجب ان نحرص على التعاون مع العاملين بالجمعية بارسال الطعام الجيد والساخن والحرص على تنظيفه ليستفيد منه المحتاجون كما تمنى من إخوانه المواطنين التعاون مع الجمعيات والمحافظة على نعم الله تعالى وإرسال الفائض من الطعام والأثاث المستعمل الى الجمعية ليستفيد منه إخواننا المحتاجون والمساكين.
وذكر انه لا بد من تعريف وتوعية المواطنين بأنشطة الجمعية وأدوارها بالإعلان أكثر مما هو عليه الآن وان يكون لأئمة المساجد دور في ذلك.
لم نكن نعرف
كما ذكر المواطن عبد الله العجلان انه في السابق لم نكن نعرف كيف نتعامل مع الفائض من الطعام والأثاث المستعمل ونجد صعوبة الاستفادة منه وإعطائه للمحتاجين وربما انتهى به الأمر الى صناديق النفايات دون الاستفادة منه ، ولكن مع وجود الجمعيات الخيرية اختلف الحال وتغير الوضع وأصبحنا نحرص على أن نرسل الفائض من الطعام والأثاث والملابس المستعملة الى الجمعيات الخيرية لتقوم بتوزيعه على المحتاجين والفقراء والاستفادة منه فيما يحبه الله ويرضاه.
وذكر انه تعرف على أنشطة الجمعية عن طريق أحد الأصدقاء الذي ذكر له مقر الجمعية وما تقوم به من جهود في مساعدة المحتاجين بأخذ التبرعات مهما كان نوعها فأصبحت أحرص على التعاون معهم وأقوم بحث الأهل والأقارب والأصدقاء على ذلك.
تأثيث منزل متزوج
وعما يدور في مركز بيع الأثاث المستعمل التابع لفرع الجمعية الخيرية بشمال الرياض التقينا بالمواطن عبد اللطيف السعيدي المحاسب بالمركز فقال: يصلنا الأثاث والأجهزة المستعملة عن طريق فرع الجمعية حيث يقوم السائقون بتوصيله للمركز ثم بعد ذلك يتم تسجيله في كشوفات ثم يتم وضع الصالح والجيد منه في المركز لبيعه وغير الصالح يتم وضعه في مخزن المركز فما نستطيع ان نصلحه نصلحه والتالف يتم جمعه لبيعه في الحراج.
وعن الأسعار وطريقة وضع سعر كل قطعة ذكر انه يتم تقدير قيمة كل قطعة على حسب نوعيتها وحالتها وأيضاً على حالة المشتري. وعن مدى الإقبال على المركز ذكر ان هناك إقبالاً كبيراً ومتزايداً على المركز وبخاصة في نهاية كل أسبوع حيث يكثر الإقبال على المركز وتأتينا أعداد كبيرة من المشترين وبخاصة من الأجانب المقيمين أما المواطنون فدرجة إقبالهم متوسطة.
وذكر ان العديد من المتسوقين بالمركز يبدون عن مدى شكرهم ورضاهم عن الأسعار فيقوم بعضهم بشكرنا والدعاء لنا والكثير منهم يرفضون أخذ الباقي من الحساب لجعله صدقة لوجه الله ولعلمهم بما تقوم به الجمعية من دور في مساعدة المحتاجين كما تقوم الجمعية بإرسال بعض المحتاجين لإعطائهم ما يريدون من حاجاتهم في المركز وقد سبق ان قمنا بتأثيث منزل أحد المقبلين على الزواج من الفقراء فقمنا بتأثيث منزله تأثيثا كاملا وبدون مقابل.
وأشار الى ان العديد من أصحاب الأثاث المستعمل وكذلك أصحاب الحراج يأتون للشراء من المركز نظرا للأسعار الرخيصة ولحالة الأثاث الجيدة وكذلك لحضور المزاد الخيري الذي يقيمه المركز نهاية كل شهر الذي يحضر اليه الكثير من المواطنين والمقيمين.
وعن أهم الاحتياجات التي يحتاجها المركز قال يلزم وجود ورشة عمل خاصة بإصلاح المعطل من الأجهزة وكذلك الأثاث لإعادة إصلاحه وتأهيله وبالتالي تكون حجم الاستفادة منه أكبر ولتعود بمردود جيد وهناك بعض من الأجهزة والأثاث التي لا تزال جديدة وبحالة جيدة ولكن ينقصها بعض الإصلاحات البسيطة لما فيها من عيوب بسيطة وذكر ان هناك الكثير من المشترين اقترحوا عليه ذلك وذكر ان ذلك يحتاج الى ميزانية والجمعية تقوم على قدر الامكانيات المتوافرة.
|
|
|
|
|