| مقـالات
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا |
هكذا قال شاعرنا العربي، فربط بين الرأي - والمقصود الرأي السديد الرشيد الذي يسمو بصاحبه للعلى، ويرقى به فوق العوالم العادية ليصعد به إلى درجات راقية مستندة على بصيرة ووضوح بالرؤية وجلاء واستجلاء لحقائق الأمور - وبين العزيمة، وهي التي تحول الرأي إلى فعل، والقول إلى عمل، فهي حد التنفيذ، وفيصل المباشرة بالأعمال الكبيرة التي تجعل الرأي واقعاً يخرج من إطار الأماني والأحلام ليثبت على أرض الواقع، وهنا حلاوته وطلاوته.
وتابعه بأن كل ميزات الرأي الصائبة والطيبة والمباركة تلك تزول ويعتريها الفساد والبوار بفعل أو تفكير يوصف بالتردد، فالتردد عكس الاحترام ومخالف للعزيمة وبعيد عن الجرأة، وملاصق للجبن، ورديف للخوف والكسل والخوار.
ولهذا من عرف الصواب من أفعاله، وكثر خيره، وقل شره فعليه أن يكون مقداماً شجاعاً فيتخذ القرار في الوقت المناسب وينفذ ذلك مهما بلغ الثمن، لأنه يسعى لما هو أسمى وأرقى، إنه يطمح للنجاح الدنيوي، وإن شاء الله الأخروي، ويربو بنفسه عن الفشل والكسل ومحبطات الأمور!!
تلك هي أسس الثقة المطلوبة بالنفس، الثقة التي لا يعرفها بمعانيها السامية إلا قلة من البشر، وهذه الثقة هي التي تعطي صاحبها النجاح، وتمنح النجاح صفات الديمومة والتواصل، وتبعد صاحبها عن الشكوك والظنون؛ لأنه يعرف صوابه وخطأ غيره، ويعرف رأيه السليم وقرارات غيره المترددة المرتبكة والطائشة أحياناً، إنها الثقة التي لا تأبه للقيل والقال، وتبتعد عن كل السقطات والهمسات والغمزات واللمزات، فصاحب تلك الثقة يعتمد على ربه أولاً وأخيراً، وهذا هو نبع الثقة الأول والأخير، ومن ثم على النعم التي حباه الله بها من عقل راجح، وفكر نيّر، وعمل طيب وقول مبارك، وعلى هذه الثقة يبني المستقبل له ولغيره، والخسارة تكون من نصيب حساده والذين يبغضونه، ولا يسعنا إلا أن نذكر أن الاطمئنان رديف للثقة، وهذا لا يأتي إلا من قلب مؤمن )ألا بذكر الله تطمئن القلوب(.
والله ولي التوفيق.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|