| مقـالات
السفر للسياحة في الخارج، الاستثمار في الخارج، الدراسة والعلاج في الخارج، ترك المهن والحرف لغير المواطن، تحويلات العمالة الداخلية لخارج الوطن! متى نقدر على رتق هذه الثقوب في بالونة الاقتصاد السعودي، الذي يجب أن يحلق عالياً دائراً في فضاء وطننا السعودي الكبير ليعم الخير والنهوض كافة مناطق بلادنا!
مازال السفر إلى خارج بلادنا في الصيف وفي العطلات الأخرى مصدر استنزاف لاقتصادنا، إن أهدافنا وقدراتنا يجب أن تتجه إلى الحد من هذا النزيف، لابد من تشجيع المواطن على اختيار مناطق بلاده مصدراً ترويحيا له في عطلة الصيف، لابد من جذب الشباب إلى المراكز الصيفية، والمدن المقدسة، والمصايف العامرة بكل ماهو جميل!
إن نجاحنا على هذا الصعيد، وتكثيف برامج الجذب في كل صيف، لابد بإذن الله أن تعود بالخير على الوطن والمواطن، ولابد أن تثمر ثمرات عائدها على الجميع ولمصلحة الجميع!
والاستثمار في الخارج مازال مصدر استنزاف لاقتصاد الوطن ولسوق الوطن ولفرص العمل داخل الوطن، ولنهضة هذا الوطن، الاستثمار في الداخل قوة للاقتصاد الوطني، وإذا لم يقتنع به رجل الأعمال السعودي، فكيف نفكر أن نقنع به رجل الأعمال الأجنبي! يجب على رجال الأعمال السعوديين الكبار الذين يستثمرون في الخارج أن يعودوا بخيرهم على وطنهم السعودي الكبير، فذلك مصدر أمان وضمان وخير لهم مثلما هو مصدر نهضة وقوة وفرص خير لوطنهم ولأبناء وطنهم الذين ينتظرون مساهمتهم في دعم الاقتصاد الوطني بضخ جزء من استثماراتهم الكبيرة في جسم الوطن!
الدراسة في الخارج مصدر استنزاف للاقتصاد ومتى تحققت فرص الاستثمار في مجال المعاهد والجامعات الأهلية داخل الوطن فلابد أن نكسب المواطن في الداخل ونتيح له فرصة الدراسة العصرية داخل وطنه!
العلاج في الخارج هو أيضاً مصدر استنزاف ومع أننا نجحنا كثيراً على المستوى الحكومي والأهلي في توفير المستشفيات ذات المستوى الراقي إلا أن المشوار للكمال يحتاج إلى جهود وطنية أقوى! لابد من كسب ثقة المواطن في العلاج داخل المملكة وتحقيق ذلك سيعود على اقتصادنا الوطني بالخير الكثير!
دخول شبابنا إلى ميدان العمل في المهن والحرف ونشاط السوق لابد أن يعود على الاقتصاد بالنمو والتعافي، لأنه سيحد من مليارات الريالات التي تحولها العمالة الأجنبية إلى بلادها، لابد من كسب هذا الميدان لخير الوطن ولصالح المواطن ولعلاج هذا النزيف في جسم الاقتصاد!
إن دورة رأس المال الوطني في الداخل تعني بصورتها البسيطة أن مياه أوديتنا العذبة لاتتجه إلى البحر المالح الذي يبتلع كل شيء وينسى كل شيء! وإنما تتجه إلي سدودنا الوطنية المقامة لإغناء المياه الجوفية بالمياه العذبة! وإذا كنا نريد أن نكسب لمصلحة الداخل فنحتفظ لنا بسائحنا ومستثمرنا وتلميذنا ومريضنا وعاملنا فإن من أحلامنا أن نتطلع بعد النجاح الواضح على هذا الصعيد أن نكسب الزائرين والمستثمرين والدارسين والمتداوين من خارج وطننا دعماً مضاعفاً لوطن يتطلع إلى كسب قصب الفوز في مضمار اقتصادي يتنافس على صفوفه الأولى أوطان كثيرة لاترضى بغير الصدارة بديلاً!
بريدة - ص.ب 10278
asbt2@hotmail.com
|
|
|
|
|