| العالم اليوم
* بروكسل واس:
^^^^^^^^^^^^^
يتابع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بقلق كبير التطورات الجارية حاليا فيما يعرف بيوغسلافيا السابقة كنتيجة مباشرة لقيام الحكومة الصربية المتحدة بتسليم الرئيس سلوبدان ميلوسيفيتش إلى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي حيث يمثل أمامها للمرة الاولى امس الثلاثاء.
^^^^^^^^^^^^^
وقد أحدثت عملية تسليم الدكتاتور ميلوسيفيتش تصدعا خطيرا في توازنات القوة فيما تبقى من الاتحاد اليوغسلافي السابق.
ومثلت استقالة رئيس الحكومة الاتحادية زوران زيزتش عن منصبه في بلغراد حصول معادلة جديدة في البلاد قد ينتج عنها اضمحلال الاتحاد اليوغسلافي برمته هذه المرة عبر انسلاخ جمهورية الجبل الاسود وهو ما تسعى الدوائر الاوروبية والأطلسي إلى تجنبه حاليا. وكانت الولايات المتحدة اشترطت تسليم ميلوسيفيتش إلى لاهاي قبل الافراج عن أي مبلغ مالي أو مساعدة دولية لبلغراد وهو موقف أثار حفيظة الدول الاوروبية والمسؤولين الاتحاديين في بروكسل الذين بذلوا جهودا مضنية لبسط الاستقرار في البلقان خاصة في جمهورية مقدونيا وفى اقليم كوسوفا.
وكان مؤتمرالدول المانحة الذي اجتمع في بروكسل يوم 19 يونيو الماضي قرر الافراج عن حوالي مليار دولار إلى بلغراد بشكل فوري هذا العام وتخصيص مبلغ اربعة مليارات دولار لها خلال الاربع سنوات المقبلة.
وحصل الالتزام من قبل الاتحاد الأوروبي والمصرف الدولي واليابان والولايات المتحدة بشكل رئيسي إلى جانب اربعين دولة اخرى وممثلي ثلاثين هيئة ومنظمة دولية.
والتزم البنك الدولي بتقديم مبلغ 150 مليون دولار والولايات المتحدة ب181 مليون دولار واليابان ب50 مليون دولار وايطاليا ب115 مليون يورو وفرنسا ب17 مليون يورو.
ولكن المتابعين الاوروبيين للملف البلقاني يخشون حاليا من ان يتسبب التصدع الحاصل في الحكم اليوغسلافي الاتحادي في تردد الجهات المانحة في ترجمة التزاماتها الاخيرة في بروكسل إلى واقع عملي والبدء عمليا في الافراج عن المبالغ المالية المعلنة حيث ان أي انسلاخ نهائي للاتحاد اليوغسلافي وانفصال للجبل الاسود سيخلف معادلة جديدة في البلقان.
كما ان دخول يوغسلافيا في أزمة دستورية بسبب تفاعلات عملية تسليم ميلوسيفيتش للاهاي ستدفع بالحلف الأطلسي إلى مراقبة جديدة لتحركات الجيش اليوغسلافي في المنطقة وتحديدا الجهات الصربية المتشددة داخله والتي لا تخفي رغبتها في العودة إلى حسم الصراع في كوسوفا بالقوة العسكرية.
|
|
|
|
|