| محليــات
كثير من الرجال يجد مشكلة في التأقلم مع مطالب زوجته مع ظروفها مع مزاجها مع غيرتها مع لعنة خيرها. فالرجل والمرأة بحكم الظروف والتقاليد يأتيان من ثقافتين مختلفتين فتنشأ بينهما كثير من المشاكل التي تصل في بعض الأحيان إلى المقاتل والمذابح والعياذ بالله. من الصعب ان تجد رجلا على الأرض راضيا عن زوجته لن أتكلم عن رضا النساء لأنني لا أعرف ماذا يدور في رؤوسهن. ونصائحي دائماً في إطار الأشياء التي أعتقد أنني أعرفها ونصيحتي اليوم موجهة للرجل لا للمرأة وأرجو من الله ان يكون قراء يارا اليوم كلهم من الرجال لأني سوف أبوح بسر من الأسرار التي إذا أخذ به الرجل لن يعرف المشاكل الزوجية حتى يموت أو يطلق. وكلاهما نجاة من عذاب عظيم. وقبل أن أبدأ في سرد نصيحتي العصماء وإحقاقاً للحق علي أن أسارع إلى القول ان كثيراً من الرجال يستحق جائزة )أيوب( التي تقدمها لجنة الصبر والسلوان العالمية.
في الطب النفسي هناك مراحل يمر بها المجنون حتى يصل إلى العته الكلي، وهذا ينطبق على الرجل في حياته الزوجية فالرجل يمر بمراحل متعاقبة بعد الزواج حتى يصل إلى مرحلة الإذعان الأعظم أي يصبح في النهاية قرقوشة في يد زوجته.
يدخل الرجل الحياة الزوجية على أساس أنه الرئيس والآمر الناهي وزواجه هذا سيعوّضه عن مرارة صبره على رئيسه في العمل وطغيان عالم الرجال الذي لم يرحم رجولته أو يحترمها فيتزوج على أساس أن الزوجة أصغر سناً وأقل خبرة.
وقد علّموه في ثقافة المجتمع ان المرأة ضعيفة ويمكن ان يسيطر عليها فيدخل الحياة الزوجية فرحا بتسلم أول منصب قيادي في حياته ويحقق بذلك غريزة حب السيطرة التي حرمه منها المجتمع بسبب ضعف شخصيته أو تدني مركزة الاجتماعي أو قلة ذات اليد أو كلها مجتمعة.
أتذكر منذ زمن بعيد تزوج واحد من شلتنا وكان صغيرا في السن وبعد الزواج بعدة أيام قمنا بزيارته لتهنئته وبعد التحايا والتبريكات اتخذ صديقنا سمة الجدية والصرامة ثم مط رقبته ناحية بطن الحوي وصرخ بعد ان انتفخت أوداجه )ياهيش سووا القهوة( صرخة خرجت من البيت تدوي في شوارع الرياض كلها شعرنا جميعنا بالرعب من قوة مما تتضمنه من جبروت. لم تكن في الواقع صرخة بل كانت زئير أسد )موديل غضنفر تحديدا( فهذه أول مرة نلاحظ هذا العنف في صديقنا فقد عرفناه حبيب وطيب ولا يخلو من ضعف فمن أين جاءه ذلك الجبروت؟ سؤال احتاج منا سنوات طويلة حتى نعرف جوابه راحت الأيام وتفرّقت بنا السبل وتزوجنا وكلما اجتمعنا نحن أصدقاء الأيام القديمة نستعيد الذكريات ونتبادل الأخبار ولا بد أن نسأل عن صاحبنا الغضنفر حيث شوهد في الأسواق يمشي وراء زوجته يحمل أكياس المقاضي أين ذلك الغضنفر؟ ببساطة لم نختلف عنه كثيراً ولكن لأنه تزوج مبكراً تعلم ونجا مبكراً.
كثير من الرجال مع الأسف يتأخر ويلكلك قبل ان يصل إلى مصيره المحتوم بعد الزواج وهو أن يصبح قرقوشة في يد مرته )صراخ، طقاق، انطلها على أهلها، طق الحرمة بالحرمة( كل هذا كلام فاضي في الأخير ستتحول يا أخي الكريم إلى قرقوشة في يد المدام، فالشيء المهم الذي ننساه نحن الرجال هو ان المرأة أكثر قدرة على إدارة المعارك طويلة النفس فالرجل الحكيم هو الذي يأخذها من قصيرها ويسلم أمره من أول ليلة حتي يكون استسلامه عن حب وقناعة لا عن قمع فذاك اللسان الأنثوي، المعسول، الخجول، الحنون الذي تسمعه في الليلة الأولى ) وعلى التليفون قبل الزواج( يتحول بقدرة قادر مع الأيام إلى سوط مغموس في زيت، لشطة واحدة منه تشعل جهنم في براري الاسكيمو الثلجية.
فليس أمام الرجل المتزوج إلا ثلاث بوابات للنجاة من هذا العذاب إما الموت أو الطلاق أو الإذعان المبكر فنصيحتي يا أخي الكريم لا تضيع الوقت في العناد الفاضي.
|
|
|
|
|