| القوى العاملة
هناك اشخاص لهم تأثير في المكان الذي يعملون فيه، وهذا التأثير قد لا يكون ايجابياً دائماً، كما لا يكون سلبياً دائماً، ومن هنا نسمع عبارات تتردد «فلان ظهرت بصماته على هذا الجهاز».
فماذا يعني هذا التعبير؟ وما البصمة التي تظهر؟ وهل يعني هذا ان هذه البصمة تختفي؟ قد تكون هذه البصمة حقيقة، وقد تكون رمزاً للاداء، لكنها على اي حال مؤشر قوي يؤدي معناه بصورة واضحة ليس فيها لبس، ولعل الذي جاء بهذه التسمية انما ربطها بالواقع، لأن البصمة من اهم وسائل التفريق بين البشر، والتعرف عليهم، ويكفي ان نسبة التماثل فيها يعد نادراً، فهل يعني هذا ان اداء الاشخاص غير قابل للتماثل؟ وان لكل منهم اسلوباً يختلف عن الآخر؟ كماهو الحال في بصماتهم.
لو نظرنا الى هذا المفهوم بصورته العامة لاتضح انه لا يخرج عن ثلاثة امور:
1- اما ان تكون البصمة واضحة: يقال: بصمات هذا الرجل واضحة على هذا الجهاز، ويفهم من هذا انه حقق جوانب ايجابية ظاهرة للعيان يلمسها الجميع، وقد ينسب اليه كل ماهو ايجابي حتى لو كان من غيره.
2- واما ان تكون غير واضحة: لا يستطيع المراقب ان يحكم على الجهاز او الاداء، لان الامور فيه غير معلنة، والاداء لا يقبل الحكم المطلق والتمييز قد يكون معدوماً لا وجود له.
3- قد تكون البصمة واضحة، لكنها في الجانب السلبي، فتظهر بصمة هذا المسؤول او هذا الموظف بصورة معاكسة، تعطي الآخرين الحكم على الجهاز او الاداء فيه بأنه «ضعيف» وان بصمات هذا المسؤول او هذا الموظف فيه واضحة وقد ينسب اليه كل ما هو سلبي.
واذا كانت الدنيا «حظوظاً» فإن الحظ هنا اكثر ما يكون حاضراً، وقد يرمي عليه بعض المسؤولين هذا الفشل، من منطلق الرؤية - الخاطئة طبعاً - انه يعمل ويجتهد لكن حظه سيئ، او ان اعماله في هذا الجهاز لا تظهر بالصورة المطلوبة، وان الناس لا يقدرون هذا الجهد وليس لهم الا الظاهر.
بينما هناك آخرون يقومون بالحد الادنى من الجهد، ومع ذلك يحكم عليهم بان بصماتهم واضحة في الجانب الايجابي، ومن هنا تبدأ عمليةا الاسقاط النفسي، وقد يؤدي ذلك الى عدم الاهتمام بالنقد، او اهماله، وربما اهمال المراجعة للاداء وتقويمه، ومن هنا نجد بعض الجهات رغم كثرة النقد الموجه اليها، ورغم ادراكها لجوانب التقصير في الاداء، الا انها لا تعير الموضوع اي اهتمام، وربما تتعامل مع النقد بانه كلام جرايد، او انه صادر من اناس حاقدين لهم تتحقق مطالبهم، او لا يفهمون الواقع. حتى يتصور البعض ان هذه الممارسات منهم انما هي طبيعية، والواقع الفعلي يؤكد انهم لا يدركون ماذا يدور؟
اصبح لديهم مناعة ضد النقد الخارجي، اما النقد الذاتي فلا وجود له اصلاً لانه لو وجد لادركوا انهم بشر والبشر معرض للخطأ، كما انهم يعملون ومن يعمل لابد ان يخطئ والا لما وصل الى الصح، كل الناس من وجهة نظرهم حاقدون، ولا يعرفون، والبراءة والمعرفة مقصورة عليهم فقط.
راقبوا الوضع جيداً، واحكموا بأنفسكم من خلال الاداء، والتعرف على البصمة التي تعكس حقيقة الواقع، والله المستعان.
|
|
|
|
|