| الاقتصادية
اعترف المجتمع الدولي منذ زمن طويل بأن التعليم الأساسي يشكل ضرورة وحقاً أساسياً من حقوق الإنسان في آن واحد.
أكد الاعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 1948م ان «لكل انسان الحق في التعليم» واعادت المؤتمرات الدولية والنصوص التقنينية التالية التأكيد على هذا الهدف وسعت الى تحقيقه.
وأثناء العام الدولي لمحو الأمية «1990م» عقد المؤتمر العالمي حول التعليم للجميع في «تايلاند» لمعالجة دواعي القلق ازاء عدم توفير التعليم للجميع على النحو الملائم والخاص في البلدان النامية. واعتمد المؤتمر، الاعلان العالمي حول التعليم للجميع ووافق على هيكلية عمل تأمين حاجات التعليم الأساسيه، ويبدأ الاعلان بالتأكد على انه ينبغي تمكين كل شخص سواء أكان طفلاً أم يافعاً أم راشداً من الافادة من فرص التعليم المصممة على نحو يلبي حاجاته الأساسية للتعليم ثم يرسم بعد ذلك معالم رؤية موسعة للتعليم الأساسي الذي يمكنه أن يجعل ذلك ممكناً وتناشد هيكله العمل، الدول ان تعتمد سياسات وممارسات من شأنها ان تكفل «تعميم الالتحاق بالتعليم الابتدائي واكماله «أو أية مستويات أعلي للتعليم تعتبر «أساسية» بحلول العام 2000» وتحث الدول أيضاً على مواصلة تحسين نتائج التعليم بحيث تتمكن نسبة مئوية من فئة عمرية مناسبة )80% مثلاً ممن هم في سن الرابعة عشرة( من تحقيق مستوى معين من الانجاز التعليمي الضروري أو تجاوزه».
وتحقيق الأهداف التي تحددت في جولا يتطلب فقط مجرد التحاق الأطفال بالمدارس عندما يبلغون السن المناسب، بل يتطلب أيضاً أن يقوموا باتمام كامل المرحلة الابتدائية، وأن يتعلموا فعلاً حتى يبلغوا المستوى المناسب، وهو هدف لا يقل أهمية عن الأول، ومن المتفق عليه بوجه عام انه يلزم على الأقل أربعة أعوام من التعليم المدرسي حتى يكتسب التلاميذ المهارات الأساسية للقراءة والكتابة والحساب اللازمة لكي يصبحوا من الدارسين المستديمين.
ولذلك يولي التحليل التالي عناية خاصة لنسبة التلاميذ الذين يتمون الصف الدراسي الرابع أو يبلغون الصف الدراسي الخامس.
وقد تحقق تقدم كبير خلال ربع القرن الأخير في مجال زيادة طاقة استيعاب المدارس الابتدائية في جميع مناطق العالم، وزاد العدد الاجمالي لتلاميذ المدارس الابتدائية من 396 مليوناً تقريباً في عام 1970 الى قرابة 540 مليوناً في عام 1980 ثم الى 650 مليوناً في عام 1995. فإذا ما استمرت الزيادة وفقاً لهذا المعدل، فسوف يبلغ عدد تلاميذ المدارس الابتدائية في العالم 750 مليوناً في عام 2005 و 845 مليوناً في عام 2015.
ولما كانت البلدان الأكثر تقدماً والبلدان التي تمر بمرحلة تحول «انظر قوائم البلدان في الملحق الثاني قد حققت فعلاً تعليماً ابتدائياً شاملاً قبل عام 1970، لذلك فان التوسع اللاحق في القيد بالمدارس الابتدائية، يعزي بالكامل تقريباً الى المكاسب التي تحققت في البلدان النامية، التي زاد فيها عدد التلاميذ من 305 ملايين «يمثلون 77 في المائة من العدد الاجمالي العالمي للتلاميذ المقيدين بالمدارس» في 1970، الى 561 مليوناً )أي بواقع 86 في المائة من المجموع العالمي للتلاميذ المقيدين بالمدارس( في عام 1995. كما أن الاتجاه الصاعد لنسبة القيد بالمدارس على مدى الخمس والعشرين سنة الماضية في كل من المناطق الأقل نمواً، وهذا الاتجاه العام واضح أيضاً من المعدلات المحسنة الصافية للقيد فيما بين عامي 1985 و 1995 وهذه المعدلات تراعي فقط الأطفال الذين في فئة العمر الرسمية المعنية للتعليم المدرسي، والتي تتفاوت من بلد لآخر. وهذه الزيادات في معدلات الالتحاق بالمدارس تتجاوز بوجه عام نسب النمو السكاني، ومع ذلك فان العدد الكلي للأطفال الذين في سن التعليم المدرسي وغير المقيدين بالمدارس في أقل المناطق نمواً، قد ارتفع من حوالي 90 مليوناً في 1985 إلى قرابة 110 ملايين في عام 1990، قبل أن ينخفض إلى حوالي 83 مليوناً في 1995 كما أن وتشكل المنطقة الأفريقية الواقعة جنوبي الصحراء، ا ستثناء من هذا الاتجاه العام: فلقد زاد في الواقع عدد الأطفال الأفارقة غير المقيدين بالمدارس بواقع 12 مليوناً فيما بين عامي 1985 و 1995.
ولسوء الحظ فان النمو الذي حدث في اعداد المقيدين وفي طاقة استيعاب المدارس لم يناظره تحقيق مكاسب من حيث استمرار التلاميذ في تعليمهم المدرسي ومن حيث تخرجهم من المدارس الابتدائية وقد حصلوا على المعارف والمهارات التي يحتاجون اليها لأداء وظائفهم كعاملين وآباء ومواطنين، وفي الوقت الراهن، ليس من المتوقع، في المناطق القليلة النمو، أن يصل من التلاميذ إلى الصف الدراسي الخامس إلا ثلاثة من كل أربعة تلاميذ، أي ليس من المتوقع من غير المذكورين ان يكملوا على الأقل أربع سنوات من التعليم المدرسي الذي يعتبر بوجه عام ضرورياً للحصول على مهارات القراءة والكتابة بصورة مستديمة، وهكذا تقلل المعدلات العالية للتسرب الدراسي، من المزايا المتوقعة من وراء زيادة معدلات القيد في المدارس، وهو ما يعتبر من الأعراض الخطيرة للهدر في التعليم.
فهد بن محمد اليحيى
|
|
|
|
|