|
| فنون مسرحية
على ضفاف وادي الرمة العريق تقع عروس القصيم وزهرته المتفتحة بأريج الثقافة والحضارة ظلت على مدى عقود من الزمان تمد هذا الوطن وتزين عقده بالكثير من المبدعين والأدباء والشعراء والكتّاب، انها مدينة الأدب والثقافة عنيزة وان لم تعد هذه المدينة بنفس ما كانت عليه في السابق حيث تقلص نشاطها وابداعها ولعل المسؤولين فيها يراجعون برامجهم الثقافية والأدبية وكذلك مواقعهم المعطلة ثقافيا )نادي النجمة النادي العربي( وكذلك )مركز ابن صالح الثقافي( الذي يقول عنه بعض الأهالي انه لا لم يعد يشكل جزءاً حيويا في هذه المدينة واختفت أنشطته التي تحفز على الابداع واكتفى بالبرامج البسيطة مثل دورات الكمبيوتر والتقوية والمركز الصيفي وهذه أنشطة يمكن ان تقوم بها أي مدرسة ابتدائية! ويقول بعض ممن التقيت بهم أن المركز لو عمل كما توقعنا لأصبح منارة اشعاع وبيتا لرعاية المبدعين والموهوبين من شباب هذه المدينة التي لا يوجد بها نادٍ أدبي ولا فرع لجمعية الثقافة والفنون!! ان عنيزة يمكن لها ان تتميز بدورها الثقافي ويمكن لها ان تصبح مشرقة )كالشارقة(.
ولقد وفقت إدارة التعليم بعنيزة الاسبوع الماضي باستضافتها لمهرجان الفرق المسرحية لوزارة المعارف فهده محاولة مشكورة من الادارة لإضفاء أجواء جديدة احتفالية لا تشهدها الكثير من المدن في هذا الوقت.. ويعتبر هذا المهرجان المسرحي المدرسي الذي تقيمه وزارة المعارف اول مناسبة مسرحية مهمة تقام في هذه المدينة منذ الخمسينات الهجرية، فرغم ما يقام من احتفالات وعروض مدرسية عادية فإن هذه المناسبة التي جعلت المسرح المدرسي عريسا لا يتفوق عليها سوى حضور المغفور له الملك عبدالعزيز لحفل المدرسة الأهلية في عنيزة عام 1348ه )في بعض المصادر 1355ه( لما يعتبر أول اشارة لعرض مسرحي مدرسي يقام في المملكة. مما يؤكد دائما اهتمام قيادتنا الرشيدة بالتعليم والطلاب ونشاطاتهم وكل ما يثري الحياة الثقافية ويأتي التقصير دائما من أولئك الاداريين المعطلين لنشاط ادارتهم واكتفائهم بمعاملات الصادر والوارد وتوجيه جهودهم لكتابة التقارير التي ترفع للمسؤولين عنهم!
ولهذا فإن وزارة المعارف تحسن صنعاً بالمسرح المدرسي ونشاطه عندما تقيمه كل عام في محافظة مختلفة لتقوم بتوطينه من جديد في بعض المحافظات التي هجرها او تلك التي تقلص نشاطه فيها. مضيفة برنامجا احتفاليا قد تحتاج اليه بعض المدن التي لا تقوم بذاتها بشيء مشابه وتحتاج الى مبادرة من أجهزتها الادارية غير المعنية بالاحتفاليات الكبيرة لتقوم بهذا الدور ولعله من المعروف حاجتنا إلى الاحتفالية التي يفتقدها المجتمع السعودي فنحن لا نحتفل كثيراً وإذا احتفلنا فلا نعرف كيف نحتفل في مناسباتنا!!
ومن المهم أن يكون لهذه العروض صدى كبيراً لدى المنتسبين للأنشطة المدرسية معلمين وطلابا وذلك لا يكون إلا بدعوة رواد النشاط والمعلمين والطلاب المهتمين بهذه الأنشطة وتحفيزهم على الحضور اليومي وحضور المناقشات، فمهرجان المعارف هو مهرجان متكامل بمعنى الكلمة حيث تقام فيه المناقشات بعد العروض بالاضافة الى البحوث والدراسات وأوراق العمل وكذلك الورش المختلفة.. لهذا فإن هذا المهرجان الذي تتبناه المعارف يجب ان يكون له صدى إعلامي وله تأثير على الميدان المسرحي وللوزارة ان تقوم برصد نتائج هذه التجربة وهل اثرت الساحة المسرحية المدرسية كما لها أيضا ان تستثمر هذا المهرجان الذي تقدم فيه العروض الطلابية المميزة اعلاميا بحيث يتم اهداء عروضه المميزة للتلفزيون خاصة وان الوزارة لها اسهامات في مجال الانتاج التلفزيوني.
alhoshanei@hotmail.com
|
|
|
|
|
