| فنون مسرحية
يظل المفهوم الصحيح للكوميديا غائباً كلياً عند كثير من الممثلين المحليين استناداً على انحراف طريق الأداء الكوميدي الحقيقي لدينا إلى طرائق أخرى تقترب إلى حد كبير من مهرج السيرك وحركات العرائس.
هذا المفهوم الذي بات يبعثر حركة الجسد ويفتح الفم ببلاهة ويستخف بالذكاء..
صار مثالا للكوميديا المحلية، فكل من فكر أن يأخذ دوراً كوميدياً «استغبى» نفسه وتقمص شخصية الأبله وراح يعكس الكلام ويقلب المفاهيم.
إن افتعال الكوميديا وتكلفها واستجداءها بطريقة سمجة يدخلنا في «إحراجات» فنية لا نهاية لها من المتلقي المحلي والمتلقي العربي وربما سببت «نكسة» كبيرة في الاتجاه الكوميدي السعودي.
لقد وعت الجماهير السعودية حقيقة الكوميديا، فلم يعد يستهويها هذا العبث الفني الذي لا عذر لوجوده إلا نقص الثقافة الفنية في مجال الفنون عند شبابنا الذين اجتهدوا بما فيه الكفاية، وهذا يعني إقفال باب الاجتهاد لمن لا يملك أسس الثقافة الفنية في المجال الذي يطرقه.. وفتح باب الدراسة العلمية وفق مناهجها الصحيحة.
إن الكوميديا الفنية تختلف عن كوميديا الشارع، فليس كل ما يضحكنا في الحارة يمكن أن يضحكنا في الشاشة أو على الخشبة، لاختلاف المقاييس الفنية، فنكتة الشارع غالباً ما تأتي بسيطة وغير متكلفة وذات أبعاد قصيرة أما «نكتة» الشاشة وخشبة المسرح فلا بد أن ينسجها خيال واسع ينقلها من الواقع الحقيقي إلى الواقع الفني وتكون ذات أبعاد عميقة تظهر أهدافها من بين السطور.
باختصار.. إذا لم يكن الكومديان موهوباً ومثقفاً «فعلاً» وإلا فليس ثمة داع لأن يحرج الممثل نفسه في مجال لم يوضع من أجله، أما إذا أراد الممثل «الشهرة» السريعة وأصر على دخول العمل الكوميدي بدون مؤهلات هذا العمل الحقيقية، فإنه ربما يحظى بالشهرة ولكنها شهرة من نوع آخر تكون «نقيصة» في حق صاحبها.
ra2001ja@hotmail.com
|
|
|
|
|