رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd July,2001 العدد:10504الطبعةالاولـي الأثنين 11 ,ربيع الثاني 1422

الطبية

الشلل الدماغي لدى الأطفال
ماهو؟ وكيف يتم علاجه؟!
الشلل الدماغي يشمل مجموعة من الاضطرابات الحركية والحسية الثابتة وغير المتطورة والتي تظهر عند الأطفال نتيجة لإصابة الدماغ أثناء الولادة «كما يحدث في حالات الاختناق مثلاً أثناء عملية الولادة مما يؤدي إلى نقص حاد في الأوكسجين ينتج عنه موت بعض خلايا الدماغ، وهناك أمراض أخرى يصاب بها الطفل أثناء فترة الحمل «مثل الاستسقاء الدماغي» قد تؤدي إلى الإصابة بالشلل الدماغي.
تتميز الاضطرابات الحركية في حالات الشلل الدماغي بتأخر التطور الحركي مثل ما يحدث في الشلل الرباعي أو النصفي أو الثلاثي، وعادة يصاحب هذه الحالات تخلف ذهني، نوبات صرع أو عدم توافق حركي وتتفاوت نسبة الإعاقة في الشلل الدماغي حسب حجم وموقع الإصابة داخل الدماغ.
علاج الطفل المعاق المصاب بالشلل الدماغي يعتمد إلى حد كبير على برنامج مكثف ومنتظم للعلاج الطبيعي وهذا بدوره يعتمد بشكل كبير على مدى تعاون أبوي الطفل المعاق في اتباع برنامج منزلي منتظم معد من قبل أخصائي العلاج الطبيعي.
ويعتمد برنامج العلاج الطبيعي الناجح على تحديد قدرات الطفل المعاق ومشاكل الإعاقة لديه والتي كما أسلفنا تعتمد على حجم وموقع الإصابة في الدماغ، لذلك فإنه من المهم جدا أن يحضر كلا الأبوين أو أحدهما إلى جلسات العلاج الطبيعي حيث يزودون الأخصائي بمعلومات عن سلوك الطفل وطبيعة حركته في المنزل مما يساعده على تحديد مشكلات الإعاقة بصورة دقيقة وبالتالي وصف طرق معالجتها على أسس سليمة.
بصفة عامة تكمن فكرة العلاج في حالات الشلل الدماغي في تحويل الاشارات العصبية من الحركات والنشاطات غير الطبيعية إلى الحركات والنشاطات الطبيعية وذلك يتم بطريقة خاصة بالتعامل اليدوي الصحيح ومعالجة أوضاع الطفل المختلفة مثل الاستلقاء أو الجلوس أو الوقوف بحيث يوضع في الاعتبار دائماً عند معالجة الطفل يدوياً أو وضعه في أوضاع مختلفة يوضع في الاعتبار دائماً إحباط الحركات غير الطبيعية وتحفيز الحركات الطبيعية لدى الطفل لنأخذ على سبيل المثال عدم القدرة على التحكم في الرأس عند بعض الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، في مثل هذه الحالة ولتحفيز التحكم بالرأس والجذع فإنه ينصح في وضع الطفل في وضع الاستلقاء على البطن مع فتح كفي اليدين بحيث يتحفز الطفل للدفع بيديه محاولاً رفع رأسه باتجاه معاكس للجاذبية وبتكرار هذا الوضع فان قدرة الطفل للتحكم في رأسه تنمو تدريجياً مع الاستمرار في التمرين والتحفيز.
إذاً كيف يمكن معرفة الطريقة المثلى للتعامل اليدوي الصحيح والأوضاع المفيدة للطفل المصاب بالشلل الدماغي؟
يعتمد أخصائي العلاج الطبيعي على مايعرف بمفاتيح الحركة وهي مواقع مميزة في الجسم يمكن من خلالها قيادة حركة الطفل بالاتجاه السليم.
لذلك ومن هذا المفهوم فإن عملية تحفيز حركة ما يعني العمل على اصدار هذه الحركة بصورة اوتوماتيكية وتلقائية كنتيجة للتعامل اليدوي بواسطة اخصائي العلاج الطبيعي فمثلا يستخدم الرأس والحوض كمفتاح للحركة لتحفيز حركة الدوران من وضع الاستلقاء، بعبارة أخرى لو فرضنا أن الطفل غير قادر على الالتفاف ناحية اليمين عندما يكون مستلقياً على ظهره، لتسهيل وتحفيز هذه الحركة يمكن لف رأس الطفل إلى الناحية اليمنى وكذلك لف الحوض تدريجياً إلى اليمين وينتج عن هذا التفاف تلقائي لجسم الطفل إلى ناحية اليمين من هذا المثال قمنا بتحفيز حركة الالتفاف نحو اليمين واستخدام الرأس والحوض كمفتاح للحركة بتكرار هذا التمرين بصفة يومية وحقيقة يمكن ان تتطور الحركة لدى الطفل وتصبح أكثر سلامة.
إذاً يمكن تلخيص النقاط الأساسية لأي برنامج يخص الأطفال المصابين بالشلل الدماغي كالآتي:
تحديد قدرات ومشاكل الإعاقة لدى الطفل من قبل أخصائي العلاج الطبيعي اعتماداً على الفحص الاكلينيكي والمعلومات الواردة من الأبوين عن نشاطات الطفل وطبيعة حركته وسلوكه داخل المنزل.
(2) تحديد الأوضاع المناسبة والتعامل اليدوي الذي يحفز الحركات الطبيعية ويحبط الحركات غير الطبيعية.
(3) نقل هذه المعلومات بصورة مبسطة إلى الأبوين وشرح الأوضاع والحركات والتعامل اليدوي المناسب للأبوين ووضع برنامج منزلي للطفل على ضوء الأسس السابقة أو يعمل الأبوان على تنفيذه.
(4) المتابعة الدقيقة والالتزام في البرنامج المنزلي من قبل الأبوين حيث يعتمد العلاج في مثل هذه الحالات على طريقة التعامل اليدوي والأوضاع اليومية التي تدخل في تحركات الطفل وأوضاعه على مدار الساعة.
الإخلال بأي من العوامل السابقة يؤثر تأثيراً سلبياً على سير العلاج وتأخر نتائجه وتطور حالة الطفل.
في الختام نعود للتركيز على أهمية دور الأبوين على مدى نجاح برنامج العلاج الطبيعي حيث يقتصر دور الأخصائي على الإرشاد على كيفية التعامل مع الطفل ووضع البرنامج المنزلي ومن ثم متابعته، لكن تنفيذ البرنامج العلاجي يعتمد اعتماداً شبه كلي على دور الأبوين في المنزل كما نود التنبيه أن التطور في حالات الشلل الدماغي وفترة العلاج تكون طويلة نسبياً وتعتمد على الاستمرارية والمثابرة قبل ظهور نتائج إيجابية ملحوظة.
هدى العويس
مستشفي الملك فهد علاج طبيعي

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved