| الريـاضيـة
تنبهت الإدارة الهلالية وقبل أقل من أربع وعشرين ساعة من انطلاق تدريبات الفريق الأول إلى ان النادي كان قد اعتذر قبل شهرين تقريبا عن المشاركة في بطولة الصداقة الدولية التي ينظمها النادي الأهلي بأبها وان بطولة أندية العالم الثانية التي كان مقررا ان يشارك فيها الهلال قد تأجلت إلى عام 2003م وهذا ما كان معلوما لدى الجميع قبل أكثر من شهرين تنبهت الإدارة الهلالية إلى كل ذلك يوم أمس فقط وقبل أقل من أربع وعشرين ساعة من انطلاق التدريبات فأصدرت بيانا بتأجيل بدء التدريبات لأسبوعين بناء على الحثييات السابق ذكرها، وللأسف انها حيثيات تدين البيان والذين أصدروه الذين من الواضح انهم يعيشون غفوة عميقة عن الأحداث وعن كل ما يدور حولهم وداخل ناديهم.
وكنت قد تناولت في كلمة الأمس عدم علمية ومنطقية القرار الهلالي ببدء التدريبات التحضيرية للموسم الجديد في 10/4/1422ه وهو موعد يفصله عن انطلاقة الموسم شهران كاملان، وأكدت انها مدة تحضيرية طويلة جدا ومبكرة ولا تنسجم أبداً مع موسم أزرق منصرم اشتكى الهلاليون مما أصابهم خلاله من إرهاق وضغط شديدين خسروا على إثره العديد من البطولات والإنجازات التي كان يمكن أن تتحقق، كما ان بدء التدريبات المبكرة لا يتناسب مع موسم قادم مليء بالمشاركات المحلية والخارجية وذلك ما سيؤدي إلى شعور مبكر بالارهاق والضغط وتكرار مأساة الموسم المنصرم، علاوة على ان هذا البدء المبكر في التدريبات فيه مجازفة كبيرة في الطريقة والأسلوب الذي سيتبع في برنامج التحضير والاستعداد لعدم وجود الجهاز الفني المتخصص نظراً لعدم التعاقد مع جهاز فني حتى الآن. وأكدت في كلمة الأمس ان تأخير التدريبات إلى اسبوعين أو ثلاثة سيكون أفضل لمنح اللاعبين مزيدا من الراحة بعد عناء وارهاق الموسم الماضي ولعل هذا الموعد يتزامن مع وصول الجهاز الفني الجديد. وللأسف ان كل هذه الأمور لم تنتبه لها الإدارة المشرفة على الفريق التي قررت موعد بدء التدريبات ثم اصدرت بيان التأجيل متأخرا جدا وقبل أربع وعشرين ساعة فقط من بدء التدريبات وهي أمور يفهمها ويدركها كل من له إلمام بسيط بمجال الكرة وشؤونها، فما بالكم وقد غابت عن أذهان ومدارك القائمين على شأن أكبر فريق كروي آسيوي، وممثل القارة في بطولة أندية العالم.. ألا يكشف ذلك عن التخبط والارتجالية في الإدارة وغياب بعض التخطيط والرؤية المستقبلية القريبة فضلا عن البعيدة؟ ثم ما ذنب بعض اللاعبين الذين حرصوا على المواظبة وحضور التدريبات من بدايتها فقطعوا إجازاتهم ومنهم من كان خارج المملكة وعاد للرياض ليفاجأ بقرار التأجيل.
وقد يرى البعض ان الموضوع لا يستحق ان يعطى (هالة) كبيرة او يضخَّم فالمسألة كلها موعد بدء تدريبات تم تأجيله «وخير يا طير»، ولكني أقول ان الموضوع أكبر من ذلك لأن مثل هذه الأشياء تفضح حقائق الأمور وتكشف الأساليب الإدارية البدائية التي يدار بها الفريق الكروي الهلالي وأن الأمور ماشية بالبركة ودعاء الوالدين وان كل ما يقال عن النظام والانضباط والدقة في العمل ما هو إلا وهم وسراب، فهذه الحالة من غياب الوعي الإداري لا يشابهها إلا حالة هروب بلاتشي الموسم الماضي والبقاء لمدة شهر كامل بلا مدرب رغم ان كل الصحف اجمعت على انه لن يعود لتعاقده مع فريق من بلاده وظلت الإدارة تنفي كل ذلك وتكابر وتؤكد عودته حتى تبيَّن لها اليقين متأخراً فتعاقدت مع المدرب سوساك في لحظة يأس الذي تحول لاعبو الهلال بين يديه إلى يتامى جاء ليتعلَّم الحلاقة في رؤوسهم.
إن الإدارة تخطيط ووعي وقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وليست دكتاتورية وارتجالية وقرارات عشوائية وتسلّط على هذا وذاك.
|
|
|
|
|