أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd July,2001 العدد:10504الطبعةالاولـي الأثنين 11 ,ربيع الثاني 1422

محليــات

إليك أخي صالح
د. عبدالمحسن محمد الرشود
رحمك الله يا فضيلة الشيخ الذي عرفته صغيراً عندما أخذني بيدي «وملفي الأخضر» وأنا في الخامسة من عمري ليسجلني طالبا في المدرسة الابتدائية «مدرسة أم سليم» في منتصف الثمانينات الهجرية وأجد توقيعه كولي لأمري في شهادة التسجيل «القبول» آنذاك 1385ه رحمك الله يا صالح وتغمدك بواسع رحمته، وعظيم غفرانه وأسكنك يا الله فسيح جناته.
ماذا أقول ياصالح أيها الحبيب بعد فراقك الرهيب الذي يأتي بعد فراقنا لأخينا الأكبر إبراهيم رحمه الله بأربعة أشهر فقط.. ما أقول غير إنا لله وإنا إليه راجعون، وآمنا بالله وبقضائه وقدره، وإنا به مؤمنون . ما يعزيني يا صالح أنني لست الباكي عليك وحدي ولا أولادك أو بناتك أو زوجاتك أو عشيرتك الأقربون.. بل ستبكي معنا ردهات كلية الشريعة وقاعات محاضراتها التي بقيت أستاذاً بها منذ مطلع الثمانينات الهجرية تدرس التوحيد وأصول الفقه وأمور الدين والأدب معلماً أحبه الطلاب الذين تخرجوا قضاة ومعلمين وإداريين ودعاة لله مصلحين.. وانتثروا في كل مناحي المملكة لخدمة هذا الوطن..
سيبكي معنا الفقراء والمحتاجون الذين كنت لهم عوناً في الخفاء تبتغي مرضاة الله وثوابه عندما أكرمك الله بوافر من عطائه.. سيبكي معنا جيرانك الذين أحبوك ودائما ما أراهم في منزلك.
ستبكي معنا أروقة المساجد التي كنت بها إماماً للمصلين أينما سكنت وحللت.
سيتألم مثلنا زملاؤك الذين غادرت معهم من الدرعية إلى دار التوحيد بالطائف لتمثلوا طلائع التعليم والمعرفة في نجد بأسره.. ستذكرك الطائف وزملاؤك هناك بالخير والمحبة والتسامح والدعوة إلى الله.
سوف أظل أذكر هيأتك الإسلامية الملتزمة، ومشلحك و«عوارضك» الرجولية الشامخة يا أبا عبدالعزيز وأظل أذكر مواقفك النبيلة مع القريبين والبعيدين عنك.
سأظل أذكر كلماتك الممتدة من سماحة الإيمان والرضا بالمقسوم والإنابة إلى الله (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) سوف أذكر وأذكر أشياء كثيرة يا صالح.. محبتك للدرعية و«قلبانها» ومزارعها ونخيلها «والسراج» الذي كنت تذاكر على نوره «آناء الليل» في كتب الدين واللغة العربية والتفاسير المختلفة آنذاك.. سوف أتذكر عندما أُصاب بمرض وأنا طفل تأخذني «للصحية» بمستشفى الرياض آنذاك بسيارتك وأنا أصرخ وأتألم في المرتبة الخلفية وأنت تقول لا حول ولا قوة إلا بالله.. سوف أذكر سماحتك وبساطتك ولين عريكتك ومعشرك والأنس الذي كنت تملأ به المكان والنوادر والأمثال..
الله يا صالح.. رحمك الله، اللهم اغفر له وارحمه ووسع مدخله وتولّه بعفوك ومغفرتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ألهمنا السلوان والصبر على فقده يا أرحم الراحمين.
فرغم الحزن والأسى الذي يمزقنا إلا أننا يا صالح نسأل الله لك الجنة والعفو والمغفرة حيث إنك من الذين يرجى لهم الخير وأنت الذي قضيت حياتك بين القرآن وعلومه والدعوة إلى الله وتدريس الطلاب العلوم الشرعية طيلة عطائك الممتد خلال أربعين عاماً الماضية.
ولا نستطيع إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم ارحم صالحاً.. اللهم ارحم صالحاً.. اللهم ارحم صالحاً وتولّه برحمتك يا أرحم الراحمين.
alreshoud@hotmail.com
ص.ب 90155 رمز 11633 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved