| القرية الالكترونية
* الجزيرة - خالد حامد:
في دراسة لوحدة الأبحاث والمعلومات بمجلة الإيكونوميست البريطانية شملت 60 دولة من كافة أرجاء العالم . تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية القائمة كونها الدولة الأكثر استعدادا للاستفادة من ثورة التجارة الإلكترونية. وطبقت الدراسة في تقويمها للجاهزية الإلكترونية ل 60 دولة ستة، معطيات رئيسية: الارتباط الانترنتي . بيئة العمل . التكيف مع التجارة الإلكترونية. القوانين والانظمة. الخدمات المساندة. والبنية التحتية الثقافية والاجتماعية. وخرجت الدراسة بعدة مفاجآت . أبرزها ان اليابان وعلى الرغم من اقتصادها العالي التقنية احتلت المركز ال18 . كما تخطت أستراليا جميع دول أوروبا لتحتل المركز الثاني خلف الولايات المتحدة . وفي الوقت نفسه جاءت كل من القوتين العالميتين الرئيسيتين وهما روسيا والصين في المركزين ال 42 وال 49 على التوالي. وهدفت الدراسة إلى إعطاء صناع السياسة القومية والمديرين التنفيذيين لشركات تقنية المعلومات المتعددة الجنسية .. صورة متكاملة عن أوضاع السوق الصحيحة لخدمات الشبكة العنكبوتية حول العالم. ويقول آلان بي لارسون نائب وزير الاقتصاد الأمريكي للشئون الزراعية والأعمال ان فائدة مثل هذا التقويم هو انه يسمح للدولة إن تنظر إلى نفسها وتقول : تعرفون . ان أردنا حقيقة انتهاز هذه الفرصة . يجب علينا إجراء بعض التعديلات .
أما بالنسبة للشركات المتعددة الجنسية . فإن فائدة دخول الأسواق الأكثر استعداداً إلكترونياً من الممكن ان يكون أكثر فورية. فالخبرة التقنية التي توجد في سوق ما هي عبارة عن جزء من المعادلة التالية التي تقول : سوق العمل المحلي والظروف الاجتماعية غالباً ما تصنع الفرق للنجاح الاستراتيجي.
ولا يتفق الجميع مع النتائج التي توصلت اليها وحدة البحث لمجلة الإيكونوميست بأن الولايات المتحدة هي صاحبة المكانة الأبرز في العالم . حيث أظهرت دراسة قامت بها شركة ابحاث بولاية ماساتشوستس الأمريكية تدعى IDC ان الدول الاسكندنافية الثلاث (السويد . النرويج . فنلندا) هي في المراكز الثلاثة الأولى على مستوى العالم من حيث الجاهزية الإلكترونية وتأتي وراءها الولايات المتحدة في المركز الرابع. وتستخدم IDC مجموعة من المعايير الرئيسية لتقويمها تستند على 4 فئات هي : الكومبيوتر . الانترنت . المعلومات. والعوامل الاجتماعية. وفي المجالات الاربعة لم تحقق الولايات المتحدة سبقاً على الدول الاخرى حيث جاء ترتيبها في المركز العاشر في فئة الانترنت خلف السويد وسنغافورة وأستراليا. كما جاء ترتيبها في المركز التاسع في فئة البنية التحتية للمعلومات وراء تايوان وهولندا وجاءت في المركز السابع عشر في الفئة الاجتماعية . خلف الدنمارك والنرويج وهونج كونج واليابان. والفئة التي برزت فيها الولايات المتحدة هي في مجال البنية التحتية للكومبيوتر. على الرغم من ان استراليا وسنغافورة قد اقتربا منها بشكل كبير. وقال جون جانتز. كبير موظفي الابحاث في مؤسسة IDC ان هناك الكثير من الاشخاص في الولايات المتحدة لا يستطيعون الوصول الى الانترنت وهذا الامر يساهم في تراجع الولايات المتحدة في الترتيب بالاضافة الى نقاطها المتواضعة في مجال المعلومات والضعيفة نسبيا في المجال الاجتماعي.
وبينما يختلف ترتيب العديد من الدول، الا ان النتائج العامة التي يمكن استخلاصها من الدراستين اللتين قامت بهما وحدة ابحاث الإيكونوميست وال IDC هي ان امريكا الشمالية ودول اوربا الغربية واستراليا وسنغافورة قد أصبحت الرواد في مجال الاقتصاد الالكتروني العالمي وتعتبر أسواق الخدمات الالكترونية لتلك الدول المذكورة الأكثر قيمة.
وعلى الرغم من التقدم الاقتصادي والتقني في اليابان . إلا انها تعاني من عدة عوائق أبرزها عدم السماح للمنافسين الجدد في تطوير خدماتها المستقبلية. أما ألمانيا وبالرغم من ان اقتصادها يعتبر الاقوى في أوروبا وايضا تطور سوق تقنية المعلومات فيها الا ان ترتيبها جاء في المركز الثاني عشر حسب تصنيف وحدة أبحاث الإيكونوميست من حيث الجاهزية الإلكترونية . فبيئة العمل في هذا البلد لا تفضي الى فرص اقتصادية إلكترونية كنظيراتها من الدول الأوروبية الاخرى. وقد يعود هذا الأمر جزئيا الى سيادة اللغة الانجليزية حسب تصنيف مركز أبحاث الإيكونوميست . حيث جاءت الدول التي تتحدث الانجليزية في المراكز الأربعة الأولى مما يعزز وجهة النظر التي تقول ان لغة الانترنت العالمية هي الانجليزية. ولو نظرنا الى اي موقع عنكبوتي، ان كان هناك لغتان مستخدمتان فإن الانجليزية ستكون احداهما. والإنترنت قد اصبحت الآن ظاهرة كونية الا ان البوابات لا تزال موجودة ضمن الحدود القومية وسيكون من الخطأ بالنسبة للشركات المتعددة الجنسيات تجاهل الأهمية المستمرة للظروف المحلية. وعلى الرغم من ان التنبؤ بأي دولة ستفوز في النهاية في معركة السيادة الإلكترونية الاقتصادية يبدو ضرباً من المستحيل او عملاً عديم الجدوى الا ان التصنيف العالمي للجاهزية الإلكترونية قد يمهد الطريق - على الأقل- أمام المدراء التنفيذيين للشركات الحريصين على استخدام الإنترنت لاقتحام أسواق جديدة.
|
|
|
|
|