أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd July,2001 العدد:10504الطبعةالاولـي الأثنين 11 ,ربيع الثاني 1422

القرية الالكترونية

رياح التغيير
من عجائب الرسائل الإلكترونية
د. عثمان بن إبراهيم السلوم
بفضل سهولة استخدام البريد الإلكتروني وسهولة الحصول على المعلومات الغزيرة من الإنترنت فإنه بمجرد حصول الفرد منا على عنوان بريد إلكتروني جديد فإن الرسائل تبدأ بالهطول عليه بزخات من الغث والسمين والعجب العجيب من الرسائل.
ومقال اليوم سيتطرق إلى نوع غريب من الرسائل وهي الرسائل التي تأتي بغرائب وعجائب تقود كثيراً من الأشخاص إلى تضييع الوقت في الجدال والثرثرة و قيل وقال و هلم جرا.
قبل بضعة أشهر أرسل لي أحد المستخدمين صورة فوتوغرافية ملونة لحيوان غريب - ليس بآدمي ولا حيوان - رأسه رأس الإنسان وبقية جسمه على شكل حيوان زاحف كالتمساح! وتقول الرسالة إن هذا الحيوان أو الإنسان وجد في أحد شواطئ المملكة في وقت محدد وتم التقاط هذه الصورة له.
وقبل شهرين تقريبا وصلتني رسالة أخرى تحمل أول صورة حقيقية فوتوغرافية ملونة ومفزعة لشيطان أو جني وجد في دولة معينة من دول الخليج العربي. وتقول هذه الرسالة إن شباباً من تلك الدولة خرجوا للبر في إحدى الليالي و أثناء سمرهم في البر سمعوا صوتا غريبا يخرج من أحد الكهوف المجاورة. ولما ذهبوا إلى هذا الكهف سمعوا صوتا يحذِّرهم من الدخول فيه لوجود شيطان مارد فيه. ولكن الشباب تقدموا إلى داخل الكهف المظلم و في داخل الكهف سمعوا أصواتا أخرى قريبة منهم فما كان من أحد الشباب إلا أن التقط صورة فوتوغرافية بفلاش الكاميرا التي كانت معه في داخل هذا الكهف المظلم فصرخ الشيطان فزعا وسقط الشاب الذي قام بتصوير هذا الشيطان في الحال ولما نقلوه إلى المستشفى وجدوا الشاب قد توفي بسكتة قلبية نتيجة الخوف - أو كما قال الراوي- و عند تحميض الصور الموجودة في الكاميرا ظهرت صورت الشيطان وكانت مخيفة و يبدو في الصورة الشيطان فزعا يتطاير الشرر من عينيه.
وقبل أسبوع تقريبا أرسل لي واحد من البشر رسالة أفظع وأعجب من سابقتيها وهي عبارة عن صورتين فوتوغرافيتين وملونتين لرجل يبدو من شرق آسيا وفي الصورة الأولى يظهر هذا الرجل وهو يحمل صحنا فيه صورة لطفل مشوي كامل الأعضاء ! وفي الصورة الأخرى يظهر هذا الرجل وهو يلتهم - بشراهة- لحم هذا الطفل المشوي!!
هذه الصور والرسائل البريدية المختلفة تكون موضوعا لذيذا لمحبي الثرثرة والجدال والفلسفة . وهذا النوعية من الرسائل مع أنها غير مهمة - في اعتقادي- إلا أنها قد تستهلك الكثير من حديث الناس وخاصة الذين انعم الله عليهم بنعمة الوقت والفراغ. و أعتقد انه من تضييع الوقت كثر الكلام فيها. ولذلك فكلما وصلتني رسالة من هذا النوع من الرسائل العجيبة فقط أكتفي بقولي الله اعلم و أرسلها في الحال لغيري لعله يقضي وقته في فك رموزها و تحليل شفراتها تحليلا دقيقا.
فمثلا لا يهمني في القصة الأولى أن أعرف عن هذا الحيوان أو الإنسان و لا عن الذي آتى به إلى هذا الشاطئ ولا كيف جاء أو على أي شيء يتغذى أو هل يتكلم أم لا. ولا يهمني في القصة الأخرى عن الشيطان وعن اسمه أو عن ديانته مثلا أو هل هو كان خائفا أم جائعا. ولا يهمني في القصة المرعبة الأخيرة عن هذا الرجل وكيف حصل على هذا الطفل وكيف طبخه وهل وضع ملحا أم لا وغير ذلك بالرغم من أن هذه القصة أو الصورة الأخيرة هي التي دعتني للكتابة عن هذه الغرائب وهي التي أفزعتني جدا للدرجة التي جعلتني أشم رائحة هذا الشواء وأنا أمام شاشة الجهاز ولاحقني هذا المشهد حتى وقت الغداء مما جعلني أفضل أن اقضي بقية يومي صائما .
والي اللقاء في الأسبوع القادم ان شاء الله
Alsalloum@alsalloum.net

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved