يا مَنْ على شفتيها يبسم القمر
ومَنْ على مقلتيها يرقص السحر
ومَنْ اذا قلت تأتيني ببهجتها
جاءت إليَّ وفي اقبالها الخطر
تختال، تختال أو تنهال غاضبة
عليَّ بالسوط أحيانا وتستتر
تمرُّ مثل حفيف الريح تعبرني
كالبرق، كالغمض لا يدري به البصر
تطوف بي كخيال لستُ أُدركه
وكالخفيِّ الذي يأتي به القدر
تغوص، تطفو ببحر لا سواحلُهُ
تطيقها بل ولا يجري بها الخفر
غريبة اللمح لا تنفك تأسرني
بسحرها ويناجيني بها الخدر
تكشفت بجمال الكون فانبهرت
بها اللآلىء والأحلام والدرر
تمرَّغت بوحول الشك هائمة
وباليقين اليها يأرز الخبر
بيضاء - حمراء - أو سمراء لوَّنها
دمي وعقلي الذي بالحق يأتمر
تمشي اليَّ وفي استحياء خُطْوتها
دليلها انها تبكي وتعتذر
تعتز، تهتز، أو تختز في صلف
رأس الشموخ فتعلو ثم تنتحر
تكبرت وتعالت في تبخترها
فالقلب يحذر منها ثم ينتظر
أمامها كل ما في الأرض من مُتَع
وخلفها النار والأخطار والقهر
يا من لها دمي المسفوح أنزفه
مداد حبر على الأوراق يحتضر
السحر فيك حلالٌ فاسحري قلمي
فحبري المر في الأقلام ينفجر
يا من لها في فؤادي ألف اغنية
وفي خيالي منها تعذب الصور
يا من لها كل أوزاني وقافيتي
وكلُّ ما سطر التاريخ يندثر
خذي جميع مجاديفي وأشرعتي
وأبحري ودعيني فيك انحسر
أنا المغامر في بحر الحروف فما
لمحت طرفك الا خانني الحذر
أسير في وحشة الأشعار ما وقفت
يدي عن الشعر حتى ينتهي العمر
أخاف ربي ولا اخشى سواه ولو
كانت عليَّ جبال القهر تنهمر
ننام نكتب افراحا فنُبْصِرها
تدثرت بصباح الحزن تختمر
أكلما شعَّ حرف في صحائفنا
رموه بالظلم والأيامُ تعتبر
غرائب الشعر انواع منوعة
فيها الحقير وفيها القبح والحور
من راود الحسن كي يبقى له أبدا
فقد تكلف ألا ينتهي السمر
ومن سعى نحو غايات ليدركها
يصيب منها وينسى حظهُ الضجِر
أفكارنا بنمير الحق شامخة
وبالتزلف لا يبقى لها أثر
تموتُ كُلُّ حروف الشعر إن خضعت
وإن تسامت ففيها الحق والظفر
ما كل من وزن الاشعار يُحسِنُها
يا رُبّ وازن بيت خانه الوتر
غرابة الشعر ليست كل غايته
ففي الوضوح جمال زانه السفر
تناحر القوم أيَّ الشعر يرفعنا
فقلت ما كان بالايمان يأتزر
الشعر ليس خيالات الكذوب ومن
بالله بالحق بالأخلاق قد كفروا
وانما الشعر ايمان وتضحية
يموت عند سماها الزيف والهذر
يا من على هامش التأريخ يكتب في
صحائف الزور كل القوم قد عبروا
أين امرؤ القيس والمجنون وابن جلا
سارت بهم زمرٌ في اثرها زمر
سيجمع الله يوم الحشر من كتبوا
حقاً ومن زوروا التأريخ أو غدروا
فاكتب ولا تخش الا الله ان فتى
يسعى الى الله حتما سوف ينتصر