| المجتمـع
* كتب ظافر الدوسري :
دعت دراسة علمية القطاعات الخاصة والمصانع الغذائية إلى استخدام تقنية التشعيع في حفظ المواد الغذائية وذلك لفوائدها الاقتصادية والمحافظة على سلامة المستهلك.
وقد استمرت الدراسة 3 سنوات وأربعة أشهر على المواد الغذائية كل على حسب موسمه.
وقال الدكتور حسن عبدالله محمد آل سرحان القحطاني - أستاذ علوم وتقنية الأغذية ورئيس علوم التقنية والاغذية بكلية الزراعة بجامعة الملك سعود الذي أجرى الدراسة بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ان مفهوم تقنية التشعيع هو معالجة المواد الخام فبالتالي نحن نختبر تقنية بديلة لحفظ الأغذية بغض النظر عن مصدر هذه المادة الخام وركزنا على الدواجن على اعتبار أنها تمثل قطاعاً كبيراً في المملكة لأنها من الصناعات الرائدة بالمملكة.
وأشار إلى أن المنطقة التي شملتها الدراسة هي استخدام عينات من الدجاج وثلاث عينات من التمور لأهميتها الاقتصادية، الخلاص والبرحي من الأحساء، السكري والبرحي من القصيم، البطاطس من منطقة حائل، الأسماك من المنطقة الشرقية، سمك البلطي وهو سمك الزرع السمكي، سمك الخضر في المياه العذبة.
وعن أثر التشعيع على المنتجات الغذائية أكد د. حسن أن تقنية التشعيع أحدث طريقة بديلة وآمنة إذا استخدمت وفق ضوابط معينة وضعنها اللجنة المشتركة للطاقة الذرية بالإضافة إلى منظمة الأغذية والزراعة الفصلية ومنظمة الصحة العالمية وهناك لجنة مشتركة عالمية وضعت ضوابط لتطبيق هذه التقنية على المستوى التجاري.
وأضاف قائلاً: ليس هناك اجماع على المواصفات لتطبيق هذه التقنية واستخدام هذه الطريقة في المنتجات إلا أن هناك أكثر من40 دولة في العالم تستخدم هذا النوع من التقنية في المجال التجاري لها مواصفاتها ومقاييسها فيما يتعلق بنوعية اعداد المواد الغذائية المستخدمة والهدف من عملية التطبيق.
فمثلاً الدواجن المبردة معرضة للميكروبات وخاصة السالمونيلا التي تحدث التسمم والميكروبات التي تحب البرودة وهي مشكلة في كثير من دول العالم والمملكة ما هي إلا دولة من دول العالم فبلا شك انه ادخلت هذه التقنية للحد من ظواهر حوادث التسمم التي كلفت الكثير سواء في الحالات المرضية وعلاجها أو مساحات العمل التي يتغيب فيها المصاب عن العمل فبالتالي استخدمت هذه التقنية للتغلب على هذه الميكروبات الممرضة ثم لحفظ محتواها الميكروبي ثم يكون هناك فترة تسويقية فمثلاً تسويق الدجاج المبرد حالياً مدته سبعة أيام حسب المواصفات المعمول بها في المملكة والبحث الذي أجريناه استطعنا أن نمدد هذه الفترة التسويقية إلى ما يقرب من 18 يوماً بدلاً من سبعة أيام.
وبين د. حسن أنه ليس هناك مواصفات وليس هناك تقنية مسموح بما في تشجيع الدواجن في الوقت الحاضر ولكن سوف تكون خطوة في الطريق إلى إدخالها كنوع من التقنية.
أما بالنسبة للأسماك فكما هو معروف البيئة التي يعيش بها السمك بالإضافة إلى طبيعة التغيرات الكيميائية والميكروبولوجية سريع الفساد ولا يباع إلاّ في ظروف مبردة وهو أكثر عرضة لمحاولات التسمم (ميكروبات ممرضة).
فبالتالي استخدمت تقنية التشعيع بنفس الهدف الذي استخدمت له بالنسبة للدواجن، وبحكم أن المملكة كقارة يحتاج نقل الأسماك من مكان لآخر ظروفا مبردة تحت الصفر، وتحت ظروف الصيف الحارة يتعرض السمك للتلف وبالتالي تنقص كميته الغذائية وكناحية اقتصادية وصحية.
أما بالنسبة للتمور فكما هو معروف أنه يوجد بالمملكة أكثر من 18 مليون نخلة ويصل الانتاج إلى أكثر من 600 ألف طن فكان تركيزنا على التمور من ناحية كيفية اطالة القضاء على الحشرات في التمور.
وكما هو معروف انه يستخدم الآن في عملية التعقيم غاز الميثان برومايد وهو معروف عالمياً أنه غاز مسرطن بلا شك اذا كان هناك بقايا على التمور نفسها وبالتالي اعطيت المصانع المنتجة هذا الغاز حتى عام 2001م. البديل الوحيد في العالم هو تقنية التشعيع بجرعات بسيطة جداً ما بين 5 إلى10% للتعقيم يكفي للقضاء على الحشرات وبطريقة اقتصادية ونأمل في المستقبل أن تجد الاستخدام.
* وعن أسباب عدم دخول هذه التقنية بالمملكة قال د. حسن: المملكة من منطلق حرصها على سلامة المواطنين كالعادة بلا شك منعت هذا الاستخدام أو إدخالها أو تطبيقها في المجال الغذائي، قد يكون هناك تطبيق في مجالات غير الغذائية مثل الاستخدامات الطبية وغيرها.
وحقيقة المملكة حتى الوقت الحاضر لا تسمح بهذه التقنية حتى الآن وان شاء الله هذا البحث هو الخطوة الأولى خصوصاً من منطلقين أساسيين وهما أن المملكة جادة باذن الله في الدخول في منظمة التجارة والتعرفة العالمية (الجات) وبالتالي ستكون هناك سوق مفتوحة خالية من العوائق مع الدول المنظمة لهذه المنطقة، بالإضافة إلى أن سوق التمور بالمملكة مهددة ونحن لم يبق لنا سوى أعوام قليلة جداً على تحريم الغاز التقليدي المستخدم والتحول إلى بديل آخر.
* وعن اقتصاديات تقنية التشعيع قال د. حسن وكما قيمها بعض الأساتذة الذين تعاونوا معي من المدينة في البحث وحسبوا التكاليف، فهناك تفاصيل كثيرة سواء في التكاليف الاستثمارية أو الانشائية أو في التكاليف التشغيلية أو في تكاليف الأيدي العاملة المدربة التي تقوم بها كنوع من التقنيات.
وأشار إلى أن بداية تكاليف رأسمال هذه التقنية عالية ولكن عندما تعمل وحدة التشعيع سوف تعمل بطاقتها الكاملة 24 ساعة وبما أن هذه المواد سوف تستخدم لفترة أطول ومنتجات أكثر سوف تكون ان شاء الله اقتصادية.
* كما بين الباحث في دراسته قصر وعي المستهلك بهذه التقنية مع سماعه لمشاكل وجود أغذية ملوثة وقال: إن هذه المشكلة تعتبر عالمية وهي وعي المستهلك حيث نسمع كثيراً مشكلة التلوث بالأشعة النووية كما حدث في تشيرنوبيل عام 86م وأدى إلى تلف جميع المنتجات الزراعية والغذائية وقامت جميع دول العالم بما فيها المملكة بحظر استيراد المنتجات من الاتحاد السوفيتي وكذلك من دول الكتلة الشرقية آنذاك لكن تلك أشعة مختلفة تماماً عما نحن بصدد الحديث عنه وهو الأشعة النووية، فنحن نتكلم عن نوع من الأشعة ليس لها أثر إطلاقاً أشعة مؤينة (أشعة جاما) اشعة تطبق بجرعات محكمة وبضوابط محددة وبزمن معين ولهدف معين، ولذا الغذاء ليس منشطاً اشعاعياً أي أن الغذاء لهدف الحفظ بينما حادثة تشيرنوبيل غذاء ملوث اشعاعياً لذا فإن الصناعة تعاني في كيفية تقبل المستهلك للاغذية المشعة.
|
|
|
|
|