أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd July,2001 العدد:10504الطبعةالاولـي الأثنين 11 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

في الأفق التربوي
لماذا يا أبي..؟
أ.د عبدالرحمن بن إبراهيم الشاعر
لم يكن يصدر مثل هذا السؤال..لماذا يا ابي؟ من فتاة ترفل بثوب الحياء الفطري لولا انها بلغت مرحلة اليأس من دخول قفصها الذهبي لتنعم بالمودة والرحمة وتسكن الى زوج تبدأ معه حياة اخرى تشكل لها وله منعطفاً جميلا في مسار حياتهما..تلك الفتاة كانت تنعم بمساحة واسعة من فرص الزواج ولكنها الشروط والمواصفات المبالغ فيها من قبل الوالدين او احدهما. انها مواضيع ومشاكل اجتماعية قد تصل الى مستوى الظاهرة، ويمكن ايجاد الحلول الناجعة لها لو طبقت بعض الاساليب التربوية والنفسية والاجتماعية معا.
كنت ومازلت أؤمن بأهمية الحوار واحترام الرأي الآخر، واجزم بأنه في هذا الشأن الذي يتعلق بحياة ومستقبل الفتاة يجب ان يكون لرأيها قدر كبير من الاحترام الا انه في اغلب الاحيان يصر والد الفتاة او والدتها على فرض شروط معينة تتعلق بالشاب احيانا او بعائلته او قدراته المادية او غير ذلك في حين ان المعيار لاقتران الشاب بالفتاة وضعه من لا ينطق عن الهوى هادي هذه الامة وواضعها على المحجة البيضاء عليه أفضل الصلاة والتسليم حين جعل الرضاء عن الدين والامانة مقوما للزواج الناجح. وبالنسبة للزوجة قال عليه افضل الصلاة والتسليم: اظفر بذات الدين تربت يداك.
ان وضع العوائق امام الزواج من خلال معايير تعجيزية او شكلية كابن من؟ وما دخله؟ ومن اي مدينة؟ وهل لديه منزل مستقل؟ وماذا عن راتب الفتاة بعد الزواج؟ ونحو ذلك من الشكليات التي هي شأن الشاب والفتاة.
ان من اسباب عزوف الشباب عن الزواج في سن مبكرة المبالغة في المواصفات والطلبات وغلاء المهور وما يتبع ذلك من متطلبات اقامة حفل الزواج والمباهاة به، ولتأكيد هذه المقولة نجري عملية حسابية قصيرة. شاب تخرج في الجامعة بعد عناء ومكابدة وتوظف بمرتب قد لا يصل الى خمسة الاف ريال، فاذا افترضنا انه تخرج في الجامعة وعمره إحدى وعشرون سنة، وافترضنا ان عليه ان يعمل خمس سنوات لا يصرف من راتبه سوى الفي ريال فانه وفق هذه العملية الحسابية يصبح مؤهلاً للزواج ماديا وعمره ست وعشرون سنة وهنا يمكن ان يكون الامر معقولا الى حد ما ولكن الواقع ان بعض الشباب تصل اعمارهم الثلاثين عاما وهم غير قادرين على تكاليف الزواج وخلال هذه الفترة يعزف البعض عن الزواج لانه ربما تجاوز موجة الرغبة الملحة للزواج، او وصل الى قناعة بان الزواج مجرد مطلب اجتماعي لابد منه وعندها تبنى العلاقات الزوجية وفق هذا المفهوم على حساب العلاقة العاطفية المفترضة، وتلك من اسباب ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمعات التي يبني فيها الافراد علاقاتهم على اسس مادية بحتة والتي قد نصل اليها بحسن نية دون ان نعي عواقبها.
لماذا يا ابي؟ صرخت كل فتاة نصبت أمامها عوائق زواج مفتعلة ولكنها صرخة «بصمت» مكبوتة في الاعماق وهنا تبدأ الاضطرابات النفسية وانعكاساتها العضوية وتذبل الوردة قبل وقتها.
اننا حين نحمد لفتياتنا هذا الحياء وهذا التحمل من اجل المحافظة عليه يجب ان ندرك عواقبه النفسية الممتدة مدى الحياة حين لا يقدر المجتمع الوضع النفسي للفتاة وتظل العانس في اعينهم تستحق الشفقة والرحمة وهنا تزداد الرواسب النفسية تعقيدا. والمؤمل من الفتاة التي لم تتزوج او تأخر زواجها بعض الشيء ان تتفاعل مع محيطها الاجتماعي بواقعية واكثر عقلانية وثقة بالنفس واعتزازاً بذاتها وبما تقدمه لمجتمعها يجعلها في مرتبة من الاهمية والاعتبار لا تقل عن كونها أماً او ربة بيت. والله المستعان.
shaer@anet.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved