| مقـالات
هذه الرباعية أصبحت هماً من هموم شبابنا، فالثانوية هم إن لم يحصل على نسبة عالية، فإن حصل عليها قيل أمامك اختبار المهارات والمقابلة، فإن لم تحصل له الجامعة دخل في دوامة المرض النفسي، وإن بحث عن الوظيفة بعد الجامعة أو بعد الثانوية دخل في نفق لا نهاية له سوى المرض النفسي.
قرأت مقالاً جيداً للأخ محمد النوفل نشر في جريدة الرياض بعنوان «أسئلة لوكيل وزارة التعليم العالي» ركز فيه على تصريح للدكتور خالد السلطان وكيل وزارة التعليم العالي مضمونه أن الوزارة ليست مسؤولة عن قبول من لا يكون له حظ قبول، وأن الجامعة ليست للجميع، فإذا كانت وزارة المعارف والرياسة العامة للبنات تقول علي: أن أعلم تعليماً عاماً ولست مسؤولة بعد التخرج من الثانوية، ووزارة التعليم العالي تقول: الجامعة ليست للجميع فمن المسؤول عن الطلاب الذين لم يتمكنوا من دخول الجامعة وعددهم حسب ما نشر يتراوح ما بين 65 - 70 ألفاً في هذا العام فأين سيذهبون؟ وكم سيكون عددهم في السنين القادمة؟
إن وزارة التعليم العالي والجامعات أصبح ديدنها في السنوات الأخيرة وضع ضوابط للحد من دخول الجامعات، لأنها لم تتطور لا مساحة ولا امكانات لتستوعب الزيادة السكانية وبخاصة إن حوالي 50% من سكان المملكة على الأقل من صغار السن، فهل حل المشكلة أن نلغي المعدل العام في الثانوية، ونضع اختبارات مهارات ومقابلات؟ مع ما في الاختبارات من حرمان لبعض أصحاب المعدلات العالية، وقد توجد بعض المحسوبيات في المقابلات، واذا كان هناك شك في بعض النسب العالية فينبغي أن يبحث عن حل يحقق العدالة، وعلى كل فإن الهم أصبح الآن ليس القبول فحسب بل النسبة العالية من الطلاب التي لا تجد جامعة ولا وظيفة فأصبحت نهباً للأمراض النفسية.
ذكر الدكتور أمين ساعاتي في مقال في عكاظ يوم 3/4/1422هـ أن نحو 50% من الطلاب والطالبات الناجحين في الثانوية تذهب سنوياً الى خارج المملكة، وإذا كانت هذه النسبة صحيحة فهي خطر على المدى البعيد فهؤلاء سيجلبون تقاليد وأفكاراً مغايرة لعاداتنا الاجتماعية، وبخاصة أنهم يذهبون من مجتمع محافظ إلى مجتمعات فيها انفتاح، وسيجدون كثيراً مما هو ممنوع هنا، فهل سنسمع عبارات مثل عبارة درست في أمريكا.. التي يرددها كثير ممن درسوا في أمريكا افتخاراً بأنهم متنورون وغيرهم مغلق، وأنهم يتذوقون القهوة الأمريكية أكثر من العربية؟ اذا كان سيحصل ذلك فإنه بعد سنوات سنجد كل كتلة من الشباب تدافع عن عادات البلاد التي احتضنته عندما لم تفتح الجامعات السعودية أبوابها، أنا لست ضد التنوع في الدراسة ولكني ضد الاندفاع لشيء على حساب شيء آخر.
عندما تدفقت الفضائيات العربية قامت على الاعلان التجاري في بلادنا، والآن تقوم سوق الجامعات في بلدان الجوار على حساب طلابنا، وكأن أرضنا ضيقة، وكأن بلادنا عاجزة عن جامعات أهلية؟
بعض الجامعات الأهلية في بلادنا أجورها عالية، وشروطها عالية، وقيودها عالية، وبالرغم من كثرة قيود وزارة التعليم العالي على الدراسة الخارجية إلا أن تلك القيود لم تمنع آلاف الطلاب من التدفق على الخارج.
ألم يكن من المناسب أن تدفع الدولة 50% من أجور الدراسة الأهلية للجامعات الأهلية بعد أن تكون معقولة ومساوية للدراسة في الخارج؟ أليس من المناسب أن تتكفل الدولة بدفع رسوم الدبلومات الجامعية لمن لم يتمكن من دخول الجامعة؟ إن الحلول كثيرة وممكنة اذا لم تقف عند الحل الوحيد وهو الحد من دخول الجامعة الذي أصبح مشكلة، وصار طلابنا نهباً للأمراض النفسية أو التدفق خارج الحدود.
للتواصل
ص. ب 45209 - ص. ب 11512 فاكس 4012691
|
|
|
|
|