أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd July,2001 العدد:10504الطبعةالاولـي الأثنين 11 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

قراءة في كتاب إمارة آل رشيد ( تأليف الأستاذ / محمد الزعارير - 3 - )
عبدالله صالح العثيمين
- قال الأستاذ الزعارير (ص 50): «إن عبدالعزيز بن محمد بن سعود استطاع إخضاع جبل شمّر سنة 1205هـ، والحجاز وعسير سنة 1217هـ».
أما جبل شمّر فدخل تحت الحكم السعودي عام 1201هـ. وقد ذكر ذلك الأستاذ الزعارير نفسه (36). وأما الحجاز فإن مكة قد دخلت تحت حكم آل سعود عام 1218هـ، لكن شريفها، غالب بن مساعد، كان قد انسحب منها إلى جدة، ثم عاد إليها في العام نفسه، وبقي مقاوماً للدولة السعودية حتى اضطر إلى الدخول في طاعتها سنة 1220هـ.
- قال الأستاذ الزعارير (ص 72): «أمراء الدولة السعودية الأولى أربعة سعود بن محمد بن مقرن (ت 1140هـ)، ومحمد بن سعود ..، وعبدالعزيز بن محمد، وسعود بن عبدالعزيز وأحال في الهامش إلى مؤلف مثير الوجد.
ومن الغريب أن يخفى خطأ ما ذكر على الباحث الكريم أو على من أشرف على رسالته. فمن المعلوم أن سعود بن محمد بن مقرن لم يكن من (أمراء) حكام الدولة السعودية الأولى؛ إذ بدأت هذه الدولة في عهد محمد بن سعود. ومن المعلوم، أيضاً، أن سعود بن محمد بن مقرن توفي عام 1137هـ، كما نص على ذلك ابن بشر، وخلفه في الإمارة زيد بن مرخان، لا ابنه محمد كما قد توهّم بعض الكتّاب. ثم إن الأستاذ الزعارير لم يذكر، هنا، عبدالله بن سعود آخر حكام الدولة السعودية الأولى، مع أنه قد أشار (ص 51) إلى أسر إبراهيم باشا له. وقد قال عن تلك الدولة (ص 50 - 51):
«لقد شكلت .. بتطورها وتوسعها تهديدات خطيرة للسلطة العثمانية - على حد تعبير الأستاذ غرايبة - تمثلت بإخضاعها للحجاز.. كما شكّلت تهديداً لضمير العالم الإسلامي والمجتمع السعودي».
ووصف تلك الدولة بأنها تهديد لضمير العالم الإسلامي والمجتمع السعودي رأي خاص لمن عبّر عنه لا يملك كاتب هذه السطور إلا أن يقول أمامه: «ما أجمل التدبّر فكراً والانصاف قولاً».
- ولقد تحدّث الأستاذ الزعارير (ص 53) عن جبر بن رشيد. وحديثه، هنا، صحيح بصفة عامة وإن كان أقل مما ذكره عنه كاتب هذه السطور، الذي لم يشر إليه الأستاذ. على أن ترقيم بعض حواشي هذا الفصل خطأ بحيث لا يجد القارئ المعلومة في الموضع الذي أحيل إليه.
وعندما تحدّث الأستاذ الزعارير عن وصول عبدالله بن رشيد إلى إمارة شمّر قال (ص 56):
«على الرغم من أن ابن بشر مؤرخ الأسرة السعودية وضاري الرشيد الذي أرّخ لأسرة آل رشيد لم يذكرا أن الإمام فيصلاً عيّن ابن رشيد على الجبل مكافأة له على ما أظهر من شجاعة في القضاء على مشاري فإن المصادر الحديثة اعتبرت حادثة قتل الإمام تركي هي التي أتت بآل رشيد إلى الجبل».
وأشار في الهامش إلى أنه قصد بالمصادر الحديثة كتاب صقر الجزيرة لأحمد عطار وكتاب قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة. وبغض النظر عن كون كتاب العطار مصدراً أو لا فإن الرحالة والين، الذي زار بلدة حائل في عهد الأمير عبدالله بن رشيد نفسه قد ذكر بأن تعيين فيصل لعبدالله أميراً لجبل شمّر كان مكافأة له على دوره في القضاء على مشاري. ومن المعروف أن ذلك الرحالة كان أقدم من ابن بشر وضاري الرشيد كليهما. وذكر هذا الأمر، أيضاً، كل من الرحالة هوبير والرحالة بالجريف، اللذين زارا منطقة جبل شمّر، وكانا قبل ضاري الرشيد، إضافة إلى موزل ومقبل الذكير. وقد أشار كاتب هذه السطور إلى كل ما يتعلّق بوصول عبدالله بن رشيد إلى الإمارة بالتفصيل في كتاب نشأة إمارة آل رشيد.
- قال الأستاذ الزعارير (ص 64):
إن عبدالله بن رشيد وأخاه عبيداً «اتفقا على أن تكون الإمارة في يد عبدالله وأولاده وأحفاده من بعده، وأن تكون الرياسة بيد عبيد وأولاده وأحفاده. وإذا لم يكن من ذرية عبدالله أحد فحينئذ تكون إدارة شمّر وإمارة الجبل في عهدة عبيد وأولاده».
وأشار في الهامش إلى أنه اعتمد فيما قاله على الغزّاوي.
والغزّاوي، رحمه الله، عالم مشهور. لكن من صفات الباحث الجاد ألاّ يكتفي بالنقل دون مناقشة. فما نقل عن هذا العالم الجليل لم يذكره أي مصدر عربي أو أجنبي معاصر لنشأة إمارة آل رشيد. ثم كيف لم يناقش الأستاذ الكريم معقولية كون الإمارة في يد عبدالله والرئاسة في يد عبيد؟ ما الفرق بين الإمارة والرئاسة؟
- وضع الأستاذ الزعارير (ص 64): عنواناً يدل على أن طلال بن عبدالله بن رشيد حكم من جمادى الأولى سنة 1263هـ إلى صفر سنة 1283هـ. لكنه بعد سطر من هذا العنوان قال: إنه ظل حاكماً للإمارة قرابة اثنتين وعشرين سنة. فكيف يوضع في العنوان ما يدل على أن حكم طلال كان أقل من عشرين سنة بشهرين ويكون بعد سطر منه قرابة اثنتين وعشرين سنة؟.
وقال الأستاذ الزعارير (ص 64):
«ورغم عادات الأمير طلال بن عبدالله المنافية للدين كارتداء الحرير وتدخين التبغ التي كانت تثير حفيظة السلفيين فإن علاقته بسادته في الرياض ظلت ودية كما هي». ولم يعز ادعاءه هذا إلى مصدر، كما تقتضي أصول البحث.
وهل كان طلال يلبس ثياب حرير خالصة أو كان في عباءته شيء من الحرير؟ وهل كان يدخن التبغ علناً؟ ثم إن الأمير عبدالله بن رشيد نفسه كان يدخن التبغ. وذكر ذلك في إحدى قصائده إذ قال:
لى دك في قلبي ثمانين هوجاس الشاوري بالكيس والنار حيّة.
وكانت علاقته بالقيادة المركزية في الرياض ممتازة.
- قال الأستاذ الزعارير (ص 65):
«إن إمارة جبل شمّر أسندت إلى متعب بن عبدالله بعد موت أخيه طلال. فاتبع سياسة تقوم على تقريب الرجال المتقدمين بالسن من عائلة آل رشيد لمساعدته في الحكم. ولم ترق هذه السياسة للشباب الذين أبعدوا عن الحكم (هكذا) فتآمروا على الأمير بزعامة أولاد طلال وهم بدر وبندر وسلطان ومسلط ونهار ونايف وعبدالله. وقاموا إلى عمّهم وقتلوه».
ثم قال:
«وتولّى الإمارة (بعد مقتل متعب) بندر بن طلال .. ونظراً لتولّيه الإمارة بطريقة غير شرعية (هكذا) فقد ظلّ حكمه قلقاً. وفرّ كبار آل رشيد وعلى رأسهم عبيد ومحمد بن عبدالله إلى الرياض». ولم يعز الأستاذ الزعارير ادعاءه بأن متعب بن عبدالله قرّب المسنين من عائلة آل رشيد إلى مصدر. ومن المعلوم أن أسنّ رجل من تلك العائلة حينذاك كان عمّه عبيد بن رشيد. وكل القرائن تدل على أن علاقته به لم تكن حسنة.
وماذا عما ذكره الأستاذ الزعارير من فرار كبار آل رشيد وعلى رأسهم عبيد ومحمد بن عبدالله إلى الرياض؟
أما عبيد فإنه لم يذهب إلى الرياض بعد مقتل متعب. وقد توفي بحائل سنة 1286هـ؛ أي بعد مقتل متعب بسنة. وأما محمد بن عبدالله فقد ذكر ابن عيسى (عقد الدرر، ص 62) ما يأتي:
«كان أخوه (أي أخو متعب) محمد بن عبدالله قد ركب من الجبل وافداً على الإمام عبدالله بن فيصل. فبلغه الخبر بقتل أخيه متعب وهو إذ ذاك في الرياض، فأقام هناك عند الإمام».
وبذلك يتبيّن أن ما قيل عن فرار كبار آل رشد من الجبل إلى الرياض عند مقتل متعب بن عبدالله لا أساس له من الصحة. والغريب في الأمر أن الأستاذ الزعارير نفسه قال (ص 210) يبدو أن محمد بن رشيد كان في الرياض عندما قتل أخوه متعب.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved