| مقـالات
هناك أناس لديهم قناعة محدودة.. من حيث جمع المال واكتسابه فهم لا يتشوقون لما في أيدي الناس.. ولكنهم قد يجمعون المعلومات عن ملاك الأموال في العالم.. مجرد هواية.. وأعرف أحد القرويين والذي يرى أنه صعب على مثله أن يملك مائة ألف ريال.. لكن يحدثك عن المليارديرات في العالم.. وعدد ما يملكون وكيف جمعوا تلك الثروات.. وهو لا يهتم.. لكنه يستأنس إذا حدثك عن طرق أولئك في جمع المال، ويرى أن بذل الجهد والمتابعة.. وعدم الركون إلى اليأس وسيلة من وسائل النجاح. تسأله عن آخر تقرير حول أوائل ملاك المال في العالم.. فيقول.. بيل جيتس.. وهو معجب بتركيز هذا الملياردير على وسائل النجاح لمؤسسة «مايكروسفت» وتطوير ذلك واحداث الجديد. ومفاجأة سوق الكمبيوتر بالاستحداثات الجديدة المطورة، ثم يزيد في معرفة هذا الرجل ويقول: عندما اهتزت السوق من فترة «ويقصد سوق الاسهم» لم يتأثر بيل جيتس بذلك لأنه.. فقط خسر أربعة مليارات. وأبو سحيم عندما نادوه في بنك التنمية العقاري لاستلام بقية قرضه.. وأعطوه خمسة آلاف ريال.. لم ينم تلك الليلة.. لقد ركبه الهم، أين سيضع تلك النقود.. لم يتعود المسكين على مبلغ كهذا.. فقد نشأ في قريته.. بين النخلة يأكل من ثمرها والساقي يمر عبره الماء من البئر، ينبطح ويرشف من الساقي من غير فلترة وصحته أعظم من «البمب» لكن بيل جيتس لم يهتز لتلك الخسارة «أربعة مليارات» لان ثروته بلغت 59 مليار دولار ولكنه ينام بهدوء ويستيقظ بانضباط.. وقد سجل في ورقة صغيرة أفكاره التي داهمته قبل النوم. لينفذها بعد ذلك ليسترد الخسارة.. وصاحبنا القروي «غير أبو سحيم» لا يهمه ما يملكه هؤلاء الأغنياء لكنه يتلذذ بالحديث عنهم ومتابعة تطوير ثرواتهم، فيذكرك بذلك البسيط الذي يعمل عند أحد تجار السكر ولما سافر معه وعبروا جبالاً من الرمال.. قال.. «يا عمي.. ليت ها الرمل كله سكر واحمله لك».. لم يفكر أن يملك تلك الرمال عندما تصبح سكراً. هكذا شريحة من الناس مقتنعون. حامدون. هنيؤون بأعمالهم وبدخولهم المحدودة. ينامون ملء عيونهم، لا يضعون أوراقاً لتسجيل الأفكار التي تكدر عليهم نومهم.. إنهم السعداء.
|
|
|
|
|