| عزيزتـي الجزيرة
نتساءل أحيانا عن سر سعادة الانسان، هل السعادة ملء الجيب بالمال؟! أم ملء الدار بالأولاد؟ والمال والولد زينة الحياة الدنيا.. ونسينا قوله تعالى: )إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم( صدق الله العظيم.. هنا السؤال.. هل المال والولد سر السعادة لأنهما زينة الحياة الدنيا؟ فكيف اذن سعادة بخوف وحذر من كونهما فتنة.. اذن ليست السعادة هنا.. ولكن السعادة مكمونة في مكان بعيد داخل كل انسان.. ففي بداية تعلمي القراءة كنت دائما أقرأ لافتة منتشرة في أماكن كثيرة ولكن لا أعي تماما وقتها هذه العبارة.. )القناعة كنز لا يفنى(.. المال يفنى.. الولد يفنى هما كنزان لكل انسان كيف اذن نكنز ماهو معرض للفناء.. ولكن بعد ان نضج عقلي وخبرتي بالحياة ايقنت الكنز العظيم الذي لا يفنى.. كنز لا يخزن تحت أو فوق الأرض ولكن مكمنه في مكان آخر بعيد فلنبحث معا عنه..
نسير في طريق وجد اننا نجد ان لدينا مالا وأولادا ونفقد السعادة لماذا؟ فهناك أجناس من البشر تفقدها لشعورها بالتغلغل أكثر وأكثر فيما يملكه غيرها.. وتسأل كثيرا لماذا لا يكون عندي مال مثل فلان.. لماذا كان نسلي أقل من نسل فلان.. لماذا لا أشعر بالرضا: اذن في طريقنا لوجداننا نجد عثرات كثيرة يجب تخطيها حتى نصل الى مكمن كنزها: أول هذه العثرات المتحجرة والشاهقة الارتفاع هي الحسد والنظر لما في يد غيرنا وتمني.. زوال نعمة قد تكون بين يديه مثلها وأكثر.. العثرة الأخرى والأهم والناتج عنها الحسد هي ضعف الايمان بالقدر خيره وشره.. ولو اكملنا طريقنا المتعثر داخل نفوسنا نتنحى كثيرا ونزيل من أنفسنا الحسد.. والغيرة.. وعدم الرضا ونتضرع بأيدينا الى الله سبحانه وتعالى ان يقينا شر الحسد والحاسدين عندها نكون قد سلمنا الله تعالى مفتاح الصبر على البلاء.. الرضا على ما اعطانا الله والنظر الى من هو أقل منا ولا ننظر فوقنا.. ننظر حولنا ونجد ان هناك الكثير لا يملك المال ولا الأولاد ولكنه سعيد لأنه نقى سريرته ومن شوائب ضعف الايمان وعرف ان الطريق الأسرع والأكثر الى السعادة هو القناعة بما أعطانا الله وهي الكنز بعينه.
جرب يا أخي الانسان معي وسر في هذا الطريق واعطني جوابك هل بالفعل القناعة كنز لا يفنى؟.
فتحية المدني
|
|
|
|
|