| مقـالات
هناك صياغة عصرية بقالب لغوي جميل للسؤال القديم الجديد الذي لا يلبث يطاردنا ككاتبات، وكاتبات سعوديات بالتحديد دائما الا وهو:
ما الفرق بين أدب المرأة والرجل؟؟
ولا أدري لما يذكرني هذا السؤال بمدخل الرجال ومدخل النساء الذي يشطر جميع تفاصيل الأمكنة من حولنا وصولاً الى ادمغتنا التي باتت بدورها تبحث عن حدود واضحة وقوية اكيدة تطمئن القلق الذكوري، وتدفع عنه قلق أو شبهة أن تكون النساء قد تسللن خلسة الى ارضه، وحظين ببعض الامتيازات!!
وقد يكون هذا السبب المحوري الأهم الذي جعل هذا السؤال يطاردني منذ بداية رحلتي الادبية، هو سؤال يصر على وجود هذه الثنائية التي تكتنف الحياة من حولنا ما بين السماء والارض، الخير والشر وبالطبع المرأة والرجل، وان كان الرجل عبر التاريخ قد استأثر بمقاعد الخير فأصبح الكلام الطيب «كلام رجال» والفعل الطيب «فعل رجال» والصبر الطيب «صبر الرجال»، فماذا ظل للمرأة وهي تجلس في المقعد المقابل والمضاد؟؟؟
وأعتقد هذه هي بذرة السؤال الذي يحمل كل الاجوبة، حتى تحولت الى وصمة تترصد بالكثير من الكتابات النسائية.
وهنا لا ادعي بأنني امتلك جوابا توفيقيا يرضي جميع الاطراف، يفصل القول في القضية ويقول «الصلح خير» وليس هناك فرق بين ادب كل من المرأة والرجل..! وكل يحمل كتابه بيمينه، يجب ان تعيش المرأة كمبدعة وكاتبة هذا الصراع وتعي جوانبه وأبعاده، ويجب ان تعيد اكتشاف مناطقها التي احتشد فوقها مستوطنات الرجل عبر التاريخ، وعندها قد يكون هناك ادب ثري ومتعدد ومتلون بتلون الحياة وجميع أبعادها، وليس تلك الثنائية المتضادة المتنافرة التي تشطر الحياة الى نصفين شاذين.. لا يشبهان الحياة، ولا يلتقيان من خلالها بها في كثير من الامور.
والذي اريد ان اصل اليه ان السؤال نفسه يضلل لب وفحوى القضية ويقودها باتجاه مسارات، تختلف عن تلك التي تتعلق بموضوعها، قد يكون خصائص مميزة لأدب المرأة وخصوصية تسري بين احرفها وكلماتها، ولكنها بالتأكيد ليست قلعة بعيدة وغامضة مليئة بالطلاسم والمعميات والأحاجي، ولامسيار «ضحى» مليئاً بالثرثرة والتفاهة، ادب المرأة هو مجاولة اشتباك مع الكون بأدوات نسائية.
قرائي الأعزاء:
ستتوقف هذه الزاوية لبعض من الوقت، تبحث لها عن مكان يقيها لهيب القيظ، فإلى اللقاء عندما يبزغ سهيل، ويبرد تالي الليل.
email:omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|