* مع أن الجمال يتحدث عن نفسه بأصدق لغة.. وأبهى صورة.. وأجمل أسلوب إلا أنني سأخصص هذه الزاوية اليوم للحديث عن الجمال فيما وراء كواليس ساحة الأدب الشعبي.
* ومن أجمل ما قرأت خلال هذا الأسبوع «إنسانية البدر» وشعر هذا الرجل كله جمال وإنسانية وإبداع قل نظيره .. إنها تلك اللوحة الناطقة بروعة الشعر.. وصادق المواساة.. وأجمل المشاعر الإنسانية وأنبلها.
وقد زادها الإخراج المتقن جمالاً في العرض أما المضمون فيكفي أن شاعر تلك القصيدة «اللوحة» هو مهندس الكلمة وأمير الإبداع الشاعر بدر بن عبدالمحسن.
يكفي هذا لنصفق بحرارة.. ونقف إجلالاً للإبداع الإنساني من خلال مواساة صادقة امتلأت بالصور الإبداعية.. والصدق.. والمشاركة الوجدانية للأميرة الإنسانة البندري بنت عبدالعزيز في مصابها.
اقرؤا هذه المواساة الرائعة صدقاً وابداعاً شعرياً:
يا عمتي بعض العزاء يتعبر الطرق
ما ينكتب والحرف بالدمع غارق
كل شكى لوعة لياليه.. والفرق
في اللي يبي ما عند رب المشارق
الله.. الله.. إبداع.. وصدق.. وإنسانية متناهية وقبل هذين البيتين قال عن سمو الأميرة البندري بعض ما تستحقه في بيت أجمل من عشرات القصائد:
يا سدرة في نجد يلقى بها الورق
للنوح غصن وللمعالي بيارق
قرأت هذا البيت عشرات المرات ولم أمل ولم أجرؤ حتى هذه اللحظة على الكتابة عن جوانب الابداع فيه لأنها أكبر من قلمي المتواضع.
شكراً أيها «البدر» المشرق إبداعاً.. ولسمو الأميرة الفاضلة البندري بنت عبدالعزيز صادق تعازينا.. وشكراً للجزيرة لأنها نشرت هذه الرائعة بشكل يليق بها.
ومن الجمال في أمسيات هذا الصيف في مصائفنا الجميلة ظهور أسماء جديدة لشعراء كبار.. وبعض الشباب مما يجعلنا ننتظر أن تكون الأعوام القادمة حافلة بكل جديد ومميز.
* وهناك جمال آخر لم يتحدث عنه أحد وهو الاعتدال في التغطية للأمسيات فقد تخلى البعض عن «البهرجة الزائدة» والتطبيل الذي قد يضر أكثر مما ينفع.
نأمل أن يستمر هذا التوازن في تغطية الأمسيات حيث مللنا من تكرار العبارات التي انكشفت خفاياها وفقدت بريقها مثل «فلان يحيي أمسيته الأجمل» و«أم الأماسي» وغير ذلك من «المانشتات» الرنانة شكلاً البعيدة عن الحقيقة في مضمونها.
* من أجمل ما يلحظه المتابع للصحافة الشعبية هو اختفاء بعض «المجلات المتخصصة» وانطفاء بعض الأسماء التي كانت «متورمة» عفواً متوهجة قبل إيقاف تلك المجلات.
* وهناك أشياء أكثر من جميلة سأتطرق لها في «كواليس قادمة».. وإلى اللقاء