| محليــات
ماذا لو سأل كل امرىء نفسه سؤالاً صريحاً عن مدى صحة عقيدته؟..
وماذا لو اكتشف وهو يبحث في أموره السلوكية فكراً، وحساً، وعملاً، وقولاً..
أنَّه يعيش في نأي عن صدق العقيدة؟..
ألا يرتعب خوفاً من المصير؟..
ألا يتراءى له موقفه يوم لا ينفع مال.. ولا بنون..؟!...
ألا يحزن إذا عرف أنَّه ذاهب ببضاعة كاسدة، وبجرابٍ خال..، وبيد سافرة الفقر؟ وبقلب يشوبه المرض؟!..
ألا يتفكَّر في السبيل الذي يقيه عثرات الصراط؟.. ويحميه من لسع نار الجحيم؟
ألا يتحسَّس رأسه وصدره وينقِّب بما فيهما من نِعَمِ الله كيف أهدر حياته فناءً لموهبة العقل..، والشعور؟!..
إن حدَّث وحاسب المرء نفسه في «جلسة» مصارحة ذاتية... ووجد أنه على حال مثل هذا ترى ماذا سيفعل؟...
كيف يصوِّب عقيدته؟
وكيف ينتهز عمره الباقي؟
وكيف يدرِّب نفسه على مالم يعتد؟ وعلى مالم يفعل؟!
أولا يستطيع أن يرفع الظلم عن نفسه؟
وإن هو من الظالمين للآخرين أولا يستطيع أن يفعل المثل؟
ولنفترض أنَّ ليس كل إنسان مؤهلاً كي يواجه نفسه بمثل هذه الأمور، وبأن الأكثرية من الناس جُبلت على الإقبال على الحياة، والخوض في شؤونها، والانشغال بها.. وليس لديهم الوازع كي يُقدِموا على ذلك..
أولا يكون من واجب الآخرين في حياتهم، أو في رفقة الجيرة، أو القربى، أو الزمالة أن يفعلوا معهم ذلك؟...
وإن فعلوا أن فكروا في أمر مثل هذا، فما هي السبل، وكيف هي الطرق التي يمكنهم بها وعنها أن يحققوا ما يريدون؟!...
من هنا تنشأ المسؤولية الاجتماعية التكافلية في المجتمع المسلم...
من هنا يأتي دور المربين، والدعاة، والمعلمين، والناهين عن المنكر، والآمرين بالمعروف، من هنا يأتي دور ذوي العلم، الممثلين للمرجعية الأساس في الأخذ بالأفراد والجماعات إلى نور اليقين، وصدق العمل..
ذلك لأنَّ لنا في رسول الله تعالى عليه من الصلاة أفضلها وأكملها وأتمها.. حيث كان مرجعاً، ومصدراً..
إن جهلوا سألوه فأجاب بالحسنى.. )ولو كنت فظاً عليظ القلب لانفضوا من حولك( ورد ذلك في محكم التنزيل..
وإن أخطأوا وحادوا عن الصواب كان مصدر التوجيه، والتعليم..
علمهم بالاقتداء..
ووجههم بالعمل..
فاتبعوه..
لذلك تحقق لهم الأمن الديني والدنيوي.. وأطمأنت نفوسهم وصلحت أمورهم.. وصحَّت عقيدتهم..
ولعمري أنَّ هذه المهمة في هذا الوقت من الزمن لا تقل حرجاً وصعوبةً من اللحظات العصيبة التي مرَّ بها المسلمون في مكافحة غرور الحياة في حياتهم..
لذلك فإن المرء يحتاج إلى مكاشفة ذاتية..
وإلى احتواء جمعي..
وتضافر يأخذ بالمسلمين في مساحاتهم الخاصة فالعامة إلى الاطمئنان إلى أمن دينهم ودنياهم..
و.. اللهم وفق الأفراد من أمة محمد والجماعات، والخاصة والعامة، والجهلة والعارفين، والمحتاجين والقادرين إلى العمل على تصويب العقيدة، وإلى سلامة النهج، وإلى صواب العمل.. كي تنجو أمة محمد صلى الله عليه وسلم من وقفات السؤال..ويتباهى بهم يوم السؤال..
واللهم اجعل هذا احتساباً لك قصداً وقولاً وحرفاً.
|
|
|
|
|