| القرية الالكترونية
تحدثت في الاسبوع الماضي عن المفهوم الجديد للتعليم عن بعد في عصر الانترنت وكيف يتم تنفيذه وأنه يجب ان نعيد النظر في مفهوم التعليم عن بعد وأنه يمكن استخدامه لحل مشاكلنا في قبول الطلاب والطالبات.
وإضافة الى ما سبق فإن بعض الجامعات بدأت تمنح الدرجات العلمية عبر الانترنت، مما جعل بعض المهتمين في التعليم يطلقون عليها جامعات الانترنت.
هذا وقد بدأت جامعة اكسفورد )Oxford University( اعرق الجامعات البريطانية بدءا من عام 1999بمنح درجات الماجستير والدكتوراه في بعض التخصصات عبر الانترنت. كما ان هناك كليات وجامعات اخرى تمنح درجة البكالوريوس والدبلوم العام من خلال الانترنت مثال ذلك كلية سياتل المتوسطة )the seattle community colleges( وجا معة ميرلاند )university of maryland( وتعتبر اكاديمية جورجيا الطبية )Georgia statewide academic and medical system( من اكبر الشبكات العالمية في العالم حيث يوجد فيها اكثر من 300 فصل دراسي في مختلف انحاء العالم مرتبط بهذه الاكاديمية خلال عام 1998، ومن خلال هذه الشبكة يستطيع الطلبة اخذ عدد من المواد والامتحان بها وهم في منازلهم.
ولا شك ان هذا يوفر الوقت والجهد في التعليم العالي حيث يمكن استخدام هذا لمواجهة الاعداد المتزايدة من الطلاب.
وبناء على ما سبق يمكن القول بأن مفهوم التعليم عن بعد تغير من عدة وجوه وأهمها ضمان الجودة والاتقان وخاصة بوجود الانترنت، وعليه يمكن القول بأن المقترح الذي يجمع بين ضمان الجودة واستخدام التقنية هو استخدام اسلوب الانتساب عبر الانترنت، )الانتساب الانترنتي( وتقوم الفكرة على ان تقوم الجامعات وخاصة الموجود فيها انتساب بوضع مناهج التعليم عبر شبكة الانترنت ويتم تسجيل الطلاب والطالبات وتتاح الفرصة لهم للتعلم طوال الفصل الدراسي وبنهاية الفصل يتم امتحان هؤلاء الطلاب والطالبات في الجامعات أو الكليات فمثلا يكون اختبار المنتسبين عبر الانترنت بعد امتحان الطلاب النهائي مباشرة أعني بذلك مثلا خلال اجازة الربيع او بعد نهاية العام الجامعي مباشرة وقبل بدء الفصل الصيفي لضمان بقاء الاساتذة على ان يحسب للاساتذة خارج دوام.
وبالمقابل يمكن ان يدفع الطالب او الطالبة 500 ريال لكل فصل دراسي مقابل الامتحانات والتصحيح والمراقبة واستئجار الموقع عبر الشبكة والمتابعة، ويمكن ان تتاح الفرصة للطالب والطالبة المتفوقين للتحويل للجامعة او الكلية انتظاما تقديرا لهذا الجهد كما هو معمول به في الوقت الحاضر. في نظام الانتساب العادي، وبعد ان يتخرج الطالب او الطالبة تمنح له شهادة من مجلس الجامعة. وما دمنا في عصر الخصخصة فإذا لم تستطع الجامعات القيام بهذه المهمة فلا مانع ان تقوم بالتعاون مع احدى الشركات المتخصصة في هذا المجال بحيث يتم التفاهم بين حقوق وواجبات الطرفين.
والانتساب الانترنتي بصفته التي ذكرتها خلال الثلاث حلقات الماضية اجدى وأنفع للطالب من الانتساب العادي المعمول به حاليا والذي يعني حفظ المذكرات وعدم مقابلة المعلم والامتحان في نهاية العام وبعدد محدود اي بنسبة لا تتجاوز 10% من المنتظمين، ولاسيما اذا عرفنا اننا عبر هذا النوع من التعليم سوف نساهم في تدريب ابنائنا وبناتنا على المعلوماتية، وفوق ذلك فإن الانتساب الإنترنتي مناسب للمرأة في مجتمعنا السعودي فبدل ان تتغرب في مكان بعيد عن أهلها وبدون وجود محرم يمكن ان تتعلم من منزلها ويكون حضورها فقط للامتحان.
اخيرا اقول ان الانترنت سوف تساهم في خلق فرص تعليم جديدة ولاسيما اذا علمنا ان وجود المادة على الشبكة يعني انه يمكن ان يستفيد منها الملايين من الطلبة والطالبات علما ان هذه المناهج توضع لمرة واحدة. ويبقى تحديث المادة العلمية وآليا التعليم والتسجيل وانشاء غرف الحوار وغير ذلك مما لا يمكن التحدث عنه في هذه الحلقات القصيرة.
إنني من هذا المنطلق وبصوت كل اب وأم مكلومة وبصوت كل طالب وطالبة وبصوت كل مواطن ومواطنة اطالب الجامعات في المملكة العربية السعودية بالتفكير في هذا النوع من التعليم، لكي نستوعب ابناءنا في شرق البلاد وعرضها.
|
|
|
|
|