| العالم اليوم
* القاهرة مكتب الجزيرة/ حوار علي السيد:
^^^^^^^^^^^^
** جاء آرييل شارون الى قمة الحكم في اسرائيل على خلفية اقتحامه لساحة المسجد الأقصى الشريف، ذلك الزلزال الذي تفجر في الثامن والعشرين من شهر سبتمر الماضي ومازالت توابعه تضرب المنطقة بعنف حتى الساعة، وتنذر بعواقب وخيمة على المنطقة بأسرها. وبخاصة مدينة «القدس» التي تعيش اليوم ذكرى مأساة ضمها من قبل سلطات الاحتلال وإعلانها عاصمة موحدة للدولة العبرية.
^^^^^^^^^^^^
السفير محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية يصف في حواره مع «الجزيرة» الخطر الذي يتهدد القدس اليوم في ظل حكومة شارون بأنه الخطر الأكبر في ذكرى الثامن والعشرين من شهر يونيو الخاصة بإعلان المدينة المحتلة عاصمة ابدية للدولة اليهودية.. وفيما يلي نص الحوار:
«الزلزال»
* ما مدى صمود المقاومة الفلسطينية حيال زلزال القدس الذي لم يتوقف؟
إجراء ضم وتوحيد القدس واعتبارها عاصمة موحدة للدولة العبرية، هو اجراء باطل وغير مقبول، ولم يعترف به أحد في العالم سوى اسرائيل، وهذا ما تؤكده قرارات الشرعية الدولية، ويؤكده الواقع. إذ إن جعل القدس مدينة يهودية هو تحد لمشاعر المسلمين والمسيحيين في العالم. ولم يقبل به احد، وسيعود بالضرر الكبير على دولة اسرائيل. وكلنا نعرف ماذا حدث بعد ان دخل شارون محمياً بالجيش الاسرائيلي ساحات المسجد الأقصى المبارك.
هذا الزلزال بدأ ولم ينته حتى الساعة. وهذا الزلزال يدل على تراكمات اسرائيلية متمثلة في مخالفات القانون الإنساني وحقوق الإنسان وقرارات الشرعية بحصار القدس. ومنع المسلمين والمسيحيين من الصلاة فيها. وأيضاً الممارسات بتهويد المدينة وإقامة أحياء استيطانية بها، وفي المقابل هدم بيوت العرب، وتدمير ممتلكاتهم، وفرض غرامات كبيرة عليهم.
كل هذه الأساليب لم تضعف دفاع الشعب الفلسطيني عن القدس الشريف. رغم الدبابات والجنود والاسلاك الشائكة التي تحاصر المدينة.
«هدم الأقصى»
* هل يمكن القول: ان القدس معرضة الآن لخطر أكثر من ذي قبل؟
القدس معرضة منذ الاحتلال الإسرائيلي الى مخطط واضح، تنفذ فيه كل الاجراءات التي ذكرتها، لكن الجديد في الموضوع من حكومة شارون تتحدث مجدداً عن تهويد المدينة وانها عاصمة موحدة ابدية لدولة اسرائيل. وفي ظل اليمين الإسرائيلي الحاكم نجد ان الأموال والمخططات تتدفق من الخارج ومن الداخل من اجل تهويد القدس. بدءاً من بيسكوفيتش واتباعه من يهود امريكا وصولاً الى عمدة القدس ايهود اولمرت.
الآن بدأت تظهر العديد من الملصقات والكتب والنشرات التي تضع صور ما يسمى بالهيكل مكان المسجد الأقصى.
هناك أكثر من 12 تنظيماً يمينياً اسرائيلياً يعمل من أجل هدم المسجد الأقصى، والحفريات تمارس مسيرتها تحت المسجد الأقصى والاماكن الدينية المقدسة.
الخطر على القدس خطر شديد ويتزايد يوماً بعد يوم، في ظل غياب الضغط الدولي على حكومة الليكود.
«القدس المعزولة»
* ماذا عن الدعم العربي لانقاذ القدس في مواجهة الدعم اليهودي الكبير لتهويد المدينة؟
الدعم العربي قليل جداً ولا يتناسب مع الهجمة الإسرائيلية وقطعان المستعمرين على مدينة القدس، فالقرى المحيطة بالقدس، والمعزولة تماماً عن العالم تحرق مزروعاتها، وتقطع اشجارها، ويشتت ابناؤها لإضعاف هذه الحلقة المدافعة عن القدس الشريف. مجموعة القرى التي تحيط بالقدس كما يحيط السوار بالمعصم منذ زمن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب.
هناك مسؤولية على كل عربي وكل حزب وكل إعلامي وكل رجل دين، ان يضع قضية القدس على جدول اعماله اليومي. سياسياً ومالياً وإعلامياً، حتى ندعم أهل القدس.
«ثمن الانتفاضة»
* ما الذي انتهى اليه صندوق دعم الاقصى الذي قررته قمة القاهرة الطارئة العام الماضي؟
آخر تطور في هذا الأمر هو ما طالبت به لجنة المتابعة والتحرك العربية التي عقدت في العاصمة الاردنية عمان قبل أيام بتمديد القرض الحسن وقدره 45 مليون دولار كل شهر حتي نهاية العام الجاري.. هذا اقصى ما تقدمه هذه الصناديق مع بعض المساعدات لأسر الشهداء والجرحى في الانتفاضة.
وكل هذه الأرقام التي نسمعها عندما نقارنها بما دفعه الشعب الفلسطيني من خسائر مالية بلغت 5.5 مليارات دولار منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، اعتقد ان القارئ هو الذي يحكم هذا خلاف الخسارة التي لا تعوض من الشهداء والجرحى.
«الطوفان»
* كيف يمكن مواجهة اللوبي اليهودي الامريكي الذي جمع 10 مليارات دولار لبناء مستوطنات في القدس المحتلة؟
هناك في أمتنا العربية من يملكون اموالاً طائلة، ويستطيعون إن ارادوا ان يساهموا في حماية القدس مباشرة وبالطريقة التي يختارونها، ونحن في السلطة الفلسطينية لا نفرض ولم نضع اية عقبة أمام أي قرش يدخل الى القدس او الى الشعب الفلسطيني، لأنه يعزز صمودنا جميعاً.
لقد ظل الشهيد فيصل الحسيني ينادي ان القدس تحتاج سنوياً الى 30 مليون دولار لتعزيز صمود اهلها، لدعم مؤسسات الأوقاف والصحة والتعليم والأيتام ومراكز الدراسات في القدس الشريف، وترميم الاماكن الدينية المسيحية والإسلامية المقدسة، الى هذا الحد وصلت الامور ونتمنى ان تتحول مناسبة 28 يونيو الى صحوة جديدة وتخرج قضية القدس من «الحب والتقديس الافلاطوني» إلى الحماية العربية لان القدس تحتاج الى الدعم العملي في ساعة الخطر.
«الطريق الى المقاومة»
* ولكن الحديث عن عقبات ايصال الدعم العربي الى داخل فلسطين لم ينقطع.. فما هي حقيقة هذه العقبات؟
الذي يبحث عن عقبات هو الذي لا يريد ان يقدم دعماً، هناك آلاف الطرق لدعم صمود الشعب الفلسطيني، ودعم القدس لم يتقدم لنا احد بدعم واشتكى من العقبات.
|
|
|
|
|