| شرفات
على عكس النهايات السعيدة التي قدمها العديد من الفنانين الكبار في الافلام المصرية القديمة جاءت نهاية حياتهم الواقعية شديدة الأسى والحزن، هذه هي المفارقة التي أطلت برأسها وظللت المشهد الفني بمصر بظلال قاتمة عقب الرحيل الغامض والضبابي لسندريلا الشاشة العربية سعاد حسني في مدينة الضباب.
والنهايات الحزينة جمعت العديد من الفنانين والفنانات ليست أولهم السندريلا فقد سبقها الكثيرون فالفنانة الراحلة بديعة مصابني عاشت سنوات حياتها الأخيرة في عزلة تامة فوق جبال لبنان تربي الدواجن وماتت عام 1974 وهي في الثمانين من عمرها ورحلت وحيدة في ظروف مأساوية وغامضة ايضا والفنانة تحية كاريوكا شهدت نهاية حياتها مأساة قاسية فكانت بلا سكن ثابت ولا مورد رزق محدد بعد ان تخلت عنها الاضواء وفقدت كل ثروتها حتى انه في الايام الاخيرة من حياتها سرت شائعات كثيرة حول مساعدات الفنانين لها.
وما تعرضت له كاريوكا حدث لكثير من الفنانين الكبار فرائد المسرح المصري عزيز عيد الذي ساهم بقوة في وجود فن التمثيل وتعليمه في مصر وقام باخراج مئات المسرحيات وأنفق كل ثروته على الأعمال الفنية لينتهي به المطاف في غرفة فوق سطح احدى العمارات بشارع عماد الدين لتوافيه المنية وحيداً مثل المطرب والملحن عبده السوهاجي صاحب الاغنية التي ما تزال حتى الآن )كل الناس بيقولو يا رب( والذي رحل في نهاية الثمانينيات فوق رصيف أحد المقاهي حيث كان يبيع الصحف.
دراما
الفنان الكوميدي عبد الفتاح القصري صاحب اللزمات الشهيرة في تاريخ الفن المصري لم يسلم هو الآخر من نهاية حزينة فقد ذهب بصره أثناء مشاركته في بطولة احدى المسرحيات في مطلع الستينيات وظل الجمهور يضحك عليه ظنا ان ما يؤديه القصري مشهد كوميدي ضمن سياق المسرحية وظلت حالته تتقلب واضطرته الظروف في نهاية حياته لأن يسكن في غرفة اسفل بئر سلم في أحد الاحياء الشعبية ويموت فيها وحيداً وكذلك تشابهت النهاية مع نهاية الممثل الكوميدي ذائع الصيت اسماعيل ياسين الذي ولت عنه الاضواء في منتصف الستينيات وبعد عرض مسرحية )سيدتي العبيطة( حيث أصيب بالتهاب رئوي حاد ألزمه الفراش لمدة ثلاثة أشهر في مستشفى المواساة وعندما عاد لبيته طالت إقامته ولم يعد يطلبه احد للعمل وتفككت فرقته وفوجىء في نهاية حياته بمصلحة الضرائب تطالبه بدفع مليون جنيه! عن نشاطه الفني وتكالبت عليه آلامه الجسدية والنفسية وتوفي بمرض النقرس عام 1972 وعمره ستون عاماً.
ولم تكن نهاية الكوميدي حسن فايق بأحسن حالا من أصدقاء عمره حيث أصيب فايق في أواخر أيامه بالشلل واستمر كذلك حتى وفاته وخصص له الرئيس السادات معاشا استثنائيا ينفق منه حتى رحل.
أما رحلة المطرب والموسيقار محمد فوزي مع المرض قبل رحيله فكانت غريبة ومازالت حتى الآن فقد أصيب فوزي بمرض خطير تحير الأطباء في تشخيصه لدرجة أنه أدى الى سقوط شعر رأسه بالكامل وانخفاض وزنه وحتى أطباء لندن وامريكا والمانيا احتاروا في تشخيص هذا المرض واطلقوا عليه مرض محمد فوزي ولم يتوصلوا الى اسم هذا المرض حتى الآن لأنه يتكرر مرة كل قرن من الزمان وذلك حسب قول المؤرخ حسن امام عمر في كتابه عن محمد فوزي واستمرت رحلة محمد فوزي مع المرض من عام 1962 حتى عام 1966م وعندما ذهب ابنه ليفتح خزانة والده لم يجد بها ورقة واحدة.. يذكر أن شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات هي في الاصل شركة محمد فوزي.
وجمعت النهايات المأساوية أيضا كلا من:
الفنان الكوميدي شكوكو والفنانة فاطمة رشدي والفنانة عقيلة راتب التي فقدت بصرها وظلت تعيش في عزلة لمدة ثماني سنوات قبل رحيلها.
وقد تعرضت الفنانة ليلى مراد في أواخر حياتها الى شائعات مغرضة فقيل أنها تعاني من ازمة مالية وأنها ستعود الى ديانتها اليهودية وتسافر الى اسرائيل لكنها نفت كل ذلك وتصدت لكل هذه الشائعات وكانت تعاني من أنيميا حادة تجعلها غير قادرة على الوقوف وملازمة الفراش دائما حتى وافتها المنية هذه كانت نهاية العديد من أهل الفن والتي حملت في اغلبها مسحة ميلودرامية على عكس النهايات السعيدة التي صنعوها في أفلامهم القديمة ولكن الصورة ليست قاتمة أو مأساوية على طول النهايات ولكن هي تعادلية القدر.
|
|
|
|
|