| تحقيقات
* تحقيق محمد جمعان:
)غلاء المهور( موضوع أشبعه الطرح وهلهلته المناقشة وكانت هناك تجارب من عدد كبير من شرائح المجتمع وتم عقد اتفاقات متعددة لتخفيض المهور، ولكن هل تم تخفيضه بالقدر الكافي؟ فالبعض يرى ذلك التخفيض قد ساهم في تزايد حالات الطلاق والبعض الآخر يرى التخفيض غير كاف في ظل المتطلبات الأخرى للزواج. ولكن يا ترى ما رأي الشباب الذين يعدون هم صلب القضية وهم المعنيون بهذا الأمر؟ فهل غلاء المهور يمثل لهم عقبة أمام الزواج أم حافزاً للتمسك بالزوجة؟ وهل هناك حلول لهذه المشكلة.. وما أسبابها؟، كما أن ظاهرة تأخر سن الزواج أصبحت ظاهرة منتشرة ومستشرية في جسد المجتمع. وهي كأي ظاهرة لابد لوجودها من مسببات ودوافع وربما تدخل في إطار الحريات الشخصية ولكن بما أنها ظاهرة متعلقة بالمجتمع وتؤثر تأثيراً مباشراً في التركيبة السكانية والاجتماعية لأي أمة، كان لابد لنا من التوقف عندها وتقصي أسبابها والبحث عن طرق معالجة لها، فإلى موضوعنا المزدوج..
الجهل بمتطلبات الشباب
تحدث للجزيرة الشاب حسن القحطاني فقال إن المتطلع إلى وضع الشباب أمام هذا العائق الذي يفصله بين اتمام نصف دينه وعصمة نفسه عن أهواء الشيطان الرجيم يجد وللأسف أنه وبمرور الوقت يزيد عزوف الشباب عن الزواج وهذه أكبر سلبية لغلاء المهور أما الإيجابيات فضعها صفراً على اليسا.
وحول أسباب هذه المشكلة قال إنها الجهل بمتطلبات الشباب وخصوصاً في الوقت الراهن وكذلك الدراسة والحصول على شهادة ثم البحث عن وظيفة وهذا يستغرق أربعاً وعشرين سنة تقريباً من عمر الشاب أضف إلى ذلك جشع وطمع البعض من أولياء الأمور وعدم مخافة الله فيمن يلون، وعلاج هذه المشكلة يكمن في التوعية بخطر هذه الظاهرة من خلال رجال الدين ووسائل الإعلام، وكذلك المبادرة من قبل مشايخ القبائل والأعيان لتبني تخفيض المهور وتقديم دعم سخي من الدولة لصناديق مساعدة الشباب على الزواج أو وضع مكافآت للمتزوجين كما في بعض دول الخلي.
الزميل ماجد البسام مسؤول العلاقات العامة بمكتب رعاية الشباب بعسير يرى أن ظاهرة غلاء المهور هي السبب الرئيسي لعزوف الكثير من الشباب عن إكمال نصف دينهم وسبب رئيسي لتكدس الفتيات في المنازل. وتزايد هذه الظاهرة من وقت لآخر طريق سهل ومليء بالمخاطر للشباب للوقوع في المحرمات وتزايد أعداد المغادرين من شبابنا للخارج، إما بقصد الزواج أو لغيره، وهي ظاهرة للأسف لا تزال آلاف الأسر متقيدة بها ويعاني منها آلاف الشباب المتضرر الرئيسي من هذه الظاهرة.
أما عن الأسباب فقد أوضح البسام بأنها من وجهة نظره تكمن في تخوف أولياء الأمور من أن تقع ابنتهم ضحية لتصرفات الزوج واستهتاره ولا مبالاته، كما أن بعض الأولياء يرى أن غلاء المهر يدل على أن ابنتهم غالية وليست رخيصة وغير معرضة للطلاق، وهذا تفسير خاطىء، بالإضافة إلى عدم وجود نظام إلزامي لتحديد المهور أو وضع سقف أعلى لها، وكذا جشع وطمع بعض أولياء الأمور في العريس المنتظر.
والعلاج كما يراه الزميل البسام هو توجه إمارات المناطق في المملكة للأخذ بأيدي شيوخ القبائل وإلزامهم بتحديد )المهور( وايجاد آلية جديدة لهذا الشأن بغرض عقوبات تصل لأضعاف المهر للمخالف. مع تكثيف حملات توعوية لأولياء الأمور من خلال خطب الجمعة لتبسيط أمور الزواج وبخاصة أن ما يزيد على )60%( من الشباب نجد أن سبب ابتعادهم عن الزواج المبكر أو التفكير فيه هو غلاء المهور. ولنا في قرارات مشايخ عسير قدوة حسنة، حيث كانت توصياتهم بتحديد هذه الأمور وأقرها سمو الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة كالتالي البكر )40( ألف ريال والثيب )25( ألف ريال. في بادرة طيبة إلا أن الأمر في الوقت الحاضر بحاجة لإعادة النظر. فالزواج مرحلة انتقالية تحتاج لتكاتف الجميع ومد يد العون للشباب. فهل فكر أولياء الأمور بمستقبل بناتهم حتى لا يفوت القطار وتبقى عانساً أسيرة لحيطان المنزل. وهل يستوعب الشباب هذه النقطة. ويلتزمون بحرفيات الحياة الزوجية بعيداً عن غلاء أو رخص المهور وبخاصة أن المنازل الآن تتكدس بالفتيات ذلك ما أتمناه.
الأستاذ علي بن عبدالرحمن الأسمري المرشد الطلابي بالمرحلة الثانوية يؤكد انتشار هذه الظاهرة الخطيرة في المجتمع ويقول إنه للأسف الشديد صارت الفتاة مجرد سلعة يفوز بها من يدفع أعلى سعر، كما أن غلاء المهور بما يمثله من عائق كبير أمام الشباب أدى إلى العزوف عن الزواج وأصبح مشكلة ملحة يجب إعادة النظر فيه من كافة أوساط المجتمع ويرى أن عدم وعي أولياء أمور الفتيات بهدف الزواج السامي وكذلك الطمع المادي الذي يعتري بعض أولياء الأمور هي أسباب فعلية لغلاء المهور بالإضافة إلى عدم إعطاء الفتاة الحرية في التعبير عن رأيها الشخصي وكذلك عدم مشاركة وسائل الإعلام المختلفة في الحديث عن هذه المشكلة وإبراز مخاطرها، ويرى أن العلاج يتم بتحديد مبلغ معين بشروط ولوائح وأنظمة تحد من هذه الظاهرة، وكذلك أهمية مشاركة وسائل الإعلام بشكل مكثف في توعية المجتمع وتنبيهه لهذه المشكلة مع ضرورة الأخذ على أيدي المغالين في المهور وزجرهم.
تحديد المهر رسمياً
الشاب عبدالله آل مرعي يصف ظاهرة غلاء المهور بالظاهرة السيئة لأن ما نراه هذه الأيام من مغالاة في مهور وتكاليف الزواج من قبل بعض أولياء الأمور يمثل معضلة كبيرة وعائقاً جباراً أمام اكمال الشباب والشابات لنصف دينهم وتكوين الأسرة التي هي عماد المجتمع بالإضافة إلى أن الدين الإسلامي القويم الذي ندين به لا يقر هذه الظاهرة ولا يقبلها.
ويصف العلاج بأنه يتم بالتوعية والوعظ إضافة إلى تحديد الدولة للمهر بناء على ما تراه مناسباً وبما يتماشى مع وجهة النظر الشرعية والأخذ على يد المغالين بمهور بناتهم ومتناسين أنهن أمانة لديهم.
آراء نسائية
أما آراء النصف الآخر للمجتمع التي حرصنا على أخذها فقد كانت كما يلي:
في البداية تقول المواطنة )أم مشاري( عن مشكلة غلاء المهور إنها من المشاكل الحساسة في مجتمعنا ويعاني منها جميع من يقدمون على الزواج سواء من الشباب أو الشابات، فالشاب الذي يقرر الزواج ويختار فتاة أحلامه عندما يتقدم إلى أهلها يفاجأ بالطلبات الهائلة التي تطلب منه مما يشكل عائقاً أمام إتمام هذا الزواج وإن تم فإنه يكون مبني على تعاسة وشقاء هذا الزوج الذي يكون مثقلاً بالديون وقد تسوء حالته النفسية مما يعود بالمشاكل على الزوجة لأنها حتماً ستكون في نظره هي السبب. ويمتد تأثير ذلك على الأبناء مما يمثل تصدعاً للأسرة التي قامت أساساً على المادة وأسباب ذلك كثيرة منها ضعف الوازع الديني وعدم وجود النصح والوعظ في أمر كهذا بالصورة الكافية إضافة إلى التفاخر والتباهي وبعض العادات الاجتماعية السيئة. كما أن بعض الأسر والفتيات تغفل الأهمية المترتبة على الزواج وترجح جانب المادة. هذا بالإضافة إلى اعتقاد بعض أولياء الأمور أن البنت سلعة تباع وتشترى كما أن تخوف الأسر من الطلاق يدفعها إلى المغالاة في المهر اعتقاداً بأن ذلك أدعى لمحافظة الزوج على زوجته.
وتصف العلاج بأنه يتمثل في التوعية الدينية وتحديد المهور من قبل الدولة وتكوين لجان لمتابعة ذلك وكذلك يجب على الموسرين في المجتمع دعم الصناديق الخيرية لمساعدة المتزوجين أما ما يتعلق بالفتاة فيجب عليها أن تجعل اختيارها مبنياً على أساس الدين والخلق لا على أساس المال الزائل. وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ قال: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
الشابة )ر.أ.ع( ترى أن مشكلة غلاء المهور بدأت تخف حدتها في الآونة الأخيرة عطفاً على زيادة الوعي وتفهم الآباء لخطورة الأمر. وترى بأنها مشكلة تقتصر على بعض المناطق الريفية التي تنتشر فيها بعض العادات القديمة. وأن السبب الرئيس لهذه المشكلة هو جهل الآباء واعتقادهم أنه كلما زاد مهر الفتاة زادت قيمتها والحقيقة أنها وجهة نظر خاطئة. وعلاج هذه المشكلة كما تراه هو توعية الآباء بخطورة هذا الأمر وعرض أمثلة ونماذج لزيجات ناجحة على الرغم من انخفاض مهور الفتيات، لأن قيمة الفتاة ليست بمهرها وإنما بأخلاقها ودينها وتعليمها.
الشابة )ب. ع. د( الدارسة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية عبرت عن رأيها بقولها لابد من العودة في الأول والآخر إلى تعاليم الإسلام وترك التغالي في المهر وتكاليف الزواج والرجو إلى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة» أو كما قال صلى الله عليه وسلم والإسلام كرم المرأة واعطاها حقها في التملك وفرض لها المهر وجعله حقاً لها، لذلك يجب على أولياء الأمور ألا يغالوا في مهور البنات لما لذلك من أضرار ومفاسد يصعب حلها التي أدت إلى كساد الزواج حتى أصبح الزواج أصعب منالاً من الحرام، فيجب علينا أن نعمل على تيسير الزواج واتاحة فرص الزواج للشباب كي يغلق باب الحرام ويفتح باب الحلال على مصراعيه حفاظاً على عفة شبابنا وشاباتنا.
التأخر في الزواج
المحور الآخر لحديثنا مع الإخوة الكرام المشاركين في الآراء والحلول هو تعمد البعض تأخير سن الزواج أما من لا يتعمد ذلك لسبب خاص أو خارج عن الإرادة فلعل له العذر وبالتالي فهو خارج دائرة هذا التحقيق السريع حول هذه المسألة التي تحدث عنها رجل الأعمال الأستاذ تركي بن أحمد الفنيس الذي وصف هذه الظاهرة بالسلبية والسيئة وقال إنه لا يخفى على أحد تأثيراتها السلبية مثل العنوسة وهدم حصانة الشباب ودفعهم للانسياق وراء المغريات كما أنها تسبب خللاً مباشراً في تكوين الأسرة وتؤدي إلى حدوث شرخ كبير في جدار المجتمع.
وأعرب عن حسرته وألمه على ضياع عمر الشباب دون استمتاعهم بالاستقرار والسعادة الأسرية إلا في وقت متأخر يكون الشاب أو الشابة فيه قد بدأ في الذبول مشيراً إلى أن ما يتعلل به البعض من تأخير لسن الزواج من أجل تكوين النفس وبناء المستقبل لا يعدو أن يكون تبريراً للتكاسل وعدم الوعي بأهمية بناء الأسرة والبحث عن الاستقرار.
وعدد الأسباب المؤدية إلى تأخر سن الزواج في نواح عدة منها جشع بعض أولياء الأمور وحرصهم على رواتب بناتهم المدرسات بالإضافة إلى تخوف الشباب من تكاليف الحياة الزوجية وتحمل أعباء الأسرة وهناك سبب لا يمكن إهماله وهو غلاء المهور وتكاليف الزواج.
وقال إنه لكي يتم علاج هذه الظاهرة الخطيرة يجب أولاً نشر الوعي بين الشباب والشابات بأهمية الزواج المبكر وهذا يعتمد على وسائل الإعلام وأئمة المساجد والأهل والأصدقاء وبالإضافة إلى تشجيع المجتمع لدعم الشباب من خلال صناديق مساعدة المتزوجين الخيرية وتوعية الأسرة بمخاطر تأخير سن الزواج ودعوة أولياء الأمور بأن يخافوا الله فيمن يلون )فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته( وأبدى الأستاذ تركي استغرابه في نهاية حديثه من بعض أولياء الأمور الذين يدعون الحرص على مصلحة أبنائهم وعلى النقيض من ذلك يسعون لتأخير زواجهم بحجج واهية.
الأستاذ يحيى ناصر عسيري الذي يعمل في قطاع التدريس يرى أن هذا الموضوع مهم ويجب بحثه والاهتمام به ودراسته لضرورة علاج هذه القضية المزعجة فالوضع الحالي في المجتمع يدعو للتفاؤل نوعاً ما حيث نجد هناك فئة كثيرة من الشباب لم يتأخروا عن السن المناسبة ولكن لا يمنع ذلك من مناقشة الموضوع وأرى أن أسباب التأخير هي مادية بالدرجة الأولى، فنجد المعوقات المادية هي سبب مباشر لتأخر الشاب من اكمال نصف دينه وعلاج ذلك يأتي باقتداء أولياء أمور الفتيات بالسنة وبتعاليم الإسلام والبعد عن المغالاة في تكاليف الزواج والتسهيل قدر الإمكان وذلك لمصلحة شبابنا وشاباتنا.
الشاب أحمد الشهري قال إن تأخر سن الزواج من الأمور المهمة التي يجب على المجتمع الانتباه لها ومحاولة حلها وذلك لكي يتسنى رفع المعاناة عن شباب الأمة. كما أن أهمية الزواج المبكر المتمثلة في مساعدة الزوجين على تربية الأولاد تربية سليمة وذلك لتقارب السن والعقل بين الوالد والأبناء ودعم حصانة المجتمع من الوقوع في الرذيلة، يفرض علينا معالجة المشكلة، والأسباب هي غلاء المهور وتكاليف الزواج بالإضافة إلى عدم حصول أكثر الشباب على الوظائف التي بدورها تساعدهم على تحمل أعباء الزواج وعلاج ذلك يكون بالتعاون بين مختلف شرائح المجتمع في سبيل تخفيض تكاليف الزواج ودعم صناديق مساعدة المتزوجين.
الشاب أحمد فواز يقول عن هذه المشكلة إنه في مجتمعنا السعودي وخلال العقود السابقة كان الزواج المبكر هو السائد لبساطة الحياة ولمحدودية المجتمعات فقد كان يسكن الشاب في غرفة واحدة مع أسرته ويبدأ في تكوين أسرة جديدة، وفي الزمن الحالي ولكثرة متطلبات الحياة أصبح سن الزواج متأخرا لأسباب متعددة منها ما هو تقليدي ومعروف لدى الجميع مثل غلاء المهور والتكاليف الباهظة للزواج، وهناك أسباب مستجدة مثل حرص أغلب الشباب على اكمال دراسته الجامعية كحد أدنى. وقلة الفرص الوظيفية التي تضمن للشباب دخلا ثابتاً يعينه على تكاليف الحياة، ويرى العلاج في إعادة النظر في المهور وجعلها تتناسب مع الظروف العامة، وقيام الجامعات والمؤسسات الاجتماعية بدراسة سوق العمل قبل تخريج الشباب وعقد لقاءات مفتوحة مع الشباب لمعرفة أسباب تأخر زواجهم وحلها.
آراء الفتيات
ولأن هذا الموضوع لا يخص الشباب وحدهم فقد حرصنا على تقصي آراء البعض من الشابات والسيدات بوصفهن النصف الآخر للمجتمع..
الشابة )ر. أ. ع( الطالبة بكلية الترية للبنات تحدثت عن هذه المشكلة فقالت: تعتبر مشكلة خطيرة أصبحت تهدد الفتيات والشباب في الآونة الأخيرة وتكمن خطورة هذه المشكلة الأكبر أنها في تزايد مستمر في الوقت الذي نلاحظ فيه تزايد عدد الفتيات بشكل كبير. أما عن الأسباب فهي ترى بأن غلاء المهور ليس سبباً كافياً كما أشيع وانتشر وإنما السبب هو مغالاة الفتاة ومبالغتها في الشروط أيضاً مبالغة الشباب في شروطهم وعزوف الشباب عن الزواج بسبب الفضائيات وأحلامهم التي أرى فيها نوعاً من المبالغة. أيضاً قد يكون للآباء والأمهات دور في ذلك.
أما العلاج فهو بالتوعية الدينية للشباب والفتيات بأهمية الزواج وضرورته بالإضافة إلى تشجيعهم عليه.
الطالبة )ش. ج( بقسم اللغة الإنجليزية تقول إن مشكلة تأخر الزواج لا تشعر بها الفتاة التي تغشى أهدافها الظلمة والغموض فمن ترسم لحياتها مساراً أو تؤمن أنها قادرة على تحقيقه وايجاده على مسرح الحياة فهي لن تعاني من هذه المشكلة، بل قد يكون الزواج إحدى مشاكلها لأنها عندما ترسم مسار حياتها فإن الزواج قد يحل مكانا أو خطوة في مشوار حياتها.
أما عن الأسباب فترى الشابة )ش. ج( أنها تكمن في عدم وضوح الهدف الذي تسعى الفتاة إلى تحقيقه وكذا الأسباب الاجتماعية مثل كبر سن الوالدين أو أن تكون الفتاة المعيل الوحيد للأسرة. بالإضافة إلى التخوف من خوض التجربة لفشل شخص عزيز فيها، أو أسباب الدراسة والعمل وكذلك عدم وجود الشخص المناسب وغلاء المهور، أما العلاج فهو الامتثال لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم في اختيار الزوج على أساس الخلق والدين والتدخل المباشر من قبل الوالدين لاختيار الأفضل للفتاة ووضوح وواقعية الهدف المراد تحقيقه.
الأخت أم البراء ترى بأن مشكلة تأخر الزواج هي من المشاكل التي استجدت على هذه الحياة وتقول في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن هذه المشكلة موجودة ولنا فيه عليه الصلاة والسلام قدوة ونبراساً حيث عقد صلى الله عليه وسلم على أمنا عائشة وعمرها )6( سنوات ودخل بها وعمرها )9( سنوات.
وترى أم البراء أسباب تأخر الزواج بأنها متعددة ولكن من أبرزها غلاء المهور والفقر وعدم القدرة على تكاليف الحياة الزوجية ونقص الوعي الديني بالإضافة إلى اعتبار البعض من الجنسين أن الزواج يمثل كبتاً للنفس وتقييداً للحرية هذا بالإضافة إلى اشتراط البعض لشروط خاصة في شريك أو شريكة الحياة وهذا يخالف سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي قال: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وعلاج هذه المعضلة في رأيها هو بنشر الوعي الديني والتخفيف من غلاء المهور اقتداء بنبي الأمة صلى الله عليه وسلم وإنشاء جمعيات تساعد الشباب على الزواج والاقتناع بالدين والخلق فهي خير شروط لأن كل شيء غير الدين والخلق مصيره إلى الزوال.
أما الشابة )ز. ض( فقد عبرت عن وجهة نظرها بقولها : في الحقيقة هي مشكلة لا تتعلق بكافة أفراد المجتمع وإن كانت أغلب الشعوب تضخمها وتحاول الحد منها من منطلق الحفاظ على الجيل الذين تفترسهم الهموم والمشاكل العائلية وترحب بهم وسائل الإعلام الساقطة بأنواعها كما تفتح لهم الملاهي والمقاهي والكازينوهات صدورها على الرحب والسعة، إلا أن الحقيقة المرة التي أغفلناها وربما عدم شعورنا بها لأننا لا نجيد فن المواجهة مع مثل هذه المشكلة ولن نستطيع الحد منها ولأننا أيضاً لا نجيد معالجة الأسباب الداعية لها، فهي أسباب تتصل بالنفس الإنسانية ما ترغبه وما ترهبه. ما تريده وما تنفر منه. وكيف نتطلع إلى خفايا تلك النفوس، والسؤال كيف نقنع بالزواج من اكتفى بغيره عنه. ومن أقسم ألا يبحر به لأنه مشبع بقصص ومواقف مأساوية عن المطلقين والمطلقات لا تكف وسائل إعلامنا عن نشرها والترويج لها للتنفيس عن قرائها.
|
|
|
|
|