|
| تحقيقات
* تحقيق عبدالرحمن المصيبيح
أرامكو السعودية من أكبر الشركات المنتجة
تعتبر شركة الزيت العربية السعودية )أرامكو السعودية( من اكبر الشركات المنتجة للزيت الخام والغاز الطبيعي وسوائله في العالم. وأرامكو السعودية التي تأسست بموجب مرسوم ملكي صدر في نوفمبر من عام 1988م هي المسؤولة عن كل انتاج المملكة من المواد الهيدروكربونية ما عدا جزء يسير منه. كما أن انتاجها من الزيت يفوق إنتاج أية شركة اخرى في العالم.
ويرأس مجلس إدارة الشركة معالي المهندس علي بن ابراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية. وهذا المجلس هو الجهة المسؤولة امام المجلس الاعلى لشؤون البترول والمعادن الذي يرأسه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله. والاستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة هو رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين.
وتنتشر اعمال ارامكو السعودية التي لا تتوقف ابدا على نطاق المملكة وفي اصقاع المعمورة ابتداء من حقول الزيت وانتهاء بالمصافي وفرض الشحن، ومن مركز التنقيب وهندسة البترول ذي التقنية المتقدمة في الظهران الى اسطول من الناقلات العملاقة ومن المشروعات المشتركة الى نشاطات التسويق في جميع انحاء العالم.
وتمتلك المملكة العربية السعودية اضخم احتياطي للزيت الخام في العالم )يصل تقريبا الى ربع الاحتياطي العالمي( كما انها من ضمن اكبر اربع دول في العالم من حيث احتياطات الغاز الطبيعي. وتتولى ارامكو السعودية التي يقع مقرها الرئيس في الظهران عمليات ادارة وتشغيل وصيانة الصناعة البترولية السعودية بكاملها تقريبا.
وقد اكتشفت الشركة أكثر من 80 حقل زيت وغاز منذ بداية اعمال التنقيب بالمملكة في عام 1933م وقد تم اكتشاف اكثر من ثلث هذه الحقول منذ عام 1989م، اي بعد تأسيس أرامكو السعودية، وتشمل هذه الحقول حقل الغوار وهو اكبر حقل زيت في العالم وحقل السفانية وهو أكبر حقل زيت مغمور في العالم.
وتصل الطاقة القصوى الثابتة لإنتاج ارامكو السعودية من الزيت الخام الى 10 ملايين برميل في اليوم، كما أنها تقوم بتشغيل شبكة متطورة من خطوط الأنابيب لنقل الزيت والغاز عبر المملكة. وهذه الطاقة الإنتاجية مقرونة بقدرة الشركة على نقل كميات متزايدة من صادراتها على اسطول يضم 23 ناقلة عملاقة تجعل ارامكو السعودية أكثر قدرة من اي وقت مضى على الاستجابة لمتطلبات عملائها واحتياجاتهم.
وتعد أرامكو السعودية ايضا في طليعة الشركات المكررة والمسوقة للزيت ولها مشروعات رئيسة في هذا المجال داخل المملكة وخارجها، ويصل اجمالي الطاقة الانتاجية لاستثماراتها في مجال التكرير والتسويق الى اكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم، وهي ملتزمة بتوريد جزء كبير من هذه الكمية لعدة سنوات قادمة، وهي ايضا اكبر مصدر للزيت الخام وسوائل الغاز الطبيعي، وتشكل ايرادات صادراتها مصدرا حيويا للدخل الوطني.
وفي داخل المملكة تتولى ارامكو السعودية تشغيل شبكة لتوزيع المنتجات تقوم بتأمين الوقود للاحتياج المحلي، كما تدير شبكة الغاز الرئيسية التي تشكل العمود الفقري للتنمية الصناعية، وتقوم بتشغيل وصيانة برنامج الخزن الاستراتيجي.
ولإنجاز مهمتها كشركة زيت عالمية متكاملة بأقل التكاليف وأكثرها فاعلية، تسعى ارامكو السعودية للحصول على احدث التقنيات في صناعة الزيت وتطبيقها وتطويرها، وتشكل اعمال الابحاث والتطوير جزءا جوهريا من نشاطات الشركة.
ويعمل في ارامكو السعودية حوالي 000.55 موظف اكثر من 80% منهم من السعوديين الذين يشغلون الوظائف الادارية والاشرافية، بينما تصل هذه النسبة الى 100% في المناصب القيادية وفي اعمال صناعة الزيت والغاز. ويأتي تطوير الكفاءات السعودية في مقدمة اولويات ارامكو السعودية حيث يلتحق كل عام عدة آلاف من السعوديين في برامج تدريب مهنية وأكاديمية وإدارية وإشرافية مكثفة، بما في ذلك بعثات للافراد للحصول على درجة البكالوريوس والشهادات العليا في مجالات تعتبر حيوية للشركة.
نظرة الى الماضي:
بدأت اعمال التنقيب عن المواد الهيدركربونية في المملكة في عام 1933م بعد التوقيع على اتفاقية الامتياز الاساس مع شركة ستاندر اويل أف كاليفورنيا. وصادفت الشركة النجاح في عام 1938م عندما عثرت على الزيت بكميات تجارية في بئر الخير، بئر الدمام رقم 7 التي تقع في الظهران. وبدأ تصدير الزيت الخام عن طريق الصنادل إلى البحرين في عام 1938م.
وفي 11 ربيع الأول لعام 1358ه الموافق 1 مايو 1939م تم تحميل اول شحنة من الزيت الخام على إحدى الناقلات بحضور جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه. وارتفع انتاج الزيت الخام من 000.20 برميل في اليوم في عام 1944م الى 000.500 برميل بنهاية عام 1949م. وبحلول عام 1970م وصل الإنتاج إلى نحو 5.3 ملايين برميل في اليوم. وفي عام 1980م حقق إنتاج الشركة رقما قياسيا بلغ 663.136.9 برميلا في اليوم. كما بدأت الشركة في عام 1962م استخلاص سوائل الغاز الطبيعي من الغازت الهيدركربونية المرافقة لانتاج الزيت الخام. وفي عام 1984م بدأت الشركة في إنتاج الغاز غير المرافق الذي يتم إنتاجه بصورة مستقلة عن الزيت الخام.
النقاط البارزة على النطاق المحلي:
تشمل عمليات ارامكو السعودية في مجال التنقيب كل أرجاء المملكة. وقد احرزت الشركة مؤخرا نجاحا كبيرا في برنامجها الحثيث الذي يهدف الى البحث عن احتياطات جديدة من الغاز غير المرافق دعما لبرامج التنمية الصناعية في المملكة، ويشكل هذا العمل جزءا من برنامج رئيس لتوسعة شبكة الغاز الرئيسة التي تمتد على نطاق المملكة وتضم مرافق لتصنيع الغاز وفرضا لتصدير سوائل الغاز الطبيعي على ساحل المملكة الشرقي والغربي. ويتضمن هذا البرنامج إنشاء معمل جديد للغاز في الحوية في شرقي المملكة مخصص لمعالجة الغاز غير المرافق فقط، بالاضافة الى تحسين معامل الغاز القائمة وتحديثها. كما اكتشفت أرامكو السعودية الزيت الخام وسط المملكة وعلى سواحل البحر الأحمر في برنامج موسع للتنقيب بدأ في منتصف الثمانينات الميلادية. وتتم في الحوطة جنوب الرياض عمليات ادارة وتشغيل إنتاج الحقول التي تم اكتشافها وسط المملكة والتي يبلغ إنتاجها 000.200 برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الممتاز وهو زيت يتميز بإنخفاض محتواه من الكبريت وارتفاع كثافته حسب درجات معهد البترول الامريكي مما يعني سهولة تكريره وتحويل كميات أكبر منه إلى منتجات بترولية خفيفة ذات قيمة عالية مثل وقود السيارات.
وحققت الشركة مؤخرا إنجازا آخر في قطاع إنتاج الزيت بعد اكمالها لمشروع رئيس لإنتاج 000.500 برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الخفيف جدا من حقل الشيبة النائي في صحراء الربع الخالي، ويحقق انتاج حقل الشيبة دعما للطاقة القصوى الثابتة لإنتاج ارامكو السعودية من الزيت الخام البالغة 10 ملايين برميل في اليوم كما ان الزيت الخام الخفيف جدا المنتج منه يساعد على زيادة ايرادات صادراتها.
وقد تم دمج حصة الحكومة في اعمال التكرير والتوزيع في المملكة في اعمال ارامكو السعودية بموجب مرسوم ملكي كريم صدر في عام 1993م مما ادى الى تكليف أرامكو السعودية بدور اكبر بكثير في تعزيز مكانة المملكة كمورد رئيس للزيت في العالم.
وفي مجال التكرير انجزت ارامكو السعودية مؤخرا مشروعا لتحديث مصفاة رأس تنورة يهدف الى تحويلها من مرفق يعمل بطريقة القطف الهيدروجيني الى مرفق للتشغيل التحويلي. وقد زاد هذا المشروع من مرونة الإنتاج في المصفاة وجعلها قادرة على تأمين المزيد من المنتجات الخفيفة عالية القيمة مثل وقود السيارات ووقود الطائرات من اجل تلبية الطلب المحلي المتنامي دون زيادة في كمية اللقيم. وتبلغ طاقة ارامكو السعودية الخمس في رأس تنورة والرياض وينبع ورابغ وجدة مجتمعة اكثر من 1.1 مليون برميل في اليوم.
الأعمال الدولية:
لدى أرامكو السعودية مشروعات مشتركة للتكرير والتسويق في شرق وجنوب الولايات المتحدة الأمريكية )موتيفا انتربرايزز بالاشتراك مع كل من تكساكو وشل( وفي جمهورية كوريا )مع شركة اس اويل( وفي الفلبين )مع شركة بترون( وفي اليونان مع شركة موتور اويل )هيلاس( كورينث ريفايناريز(. ولدى الشركة ايضا مشروعات مشتركة للتكرير داخل المملكة مع كل من شركة موبيل في ينبع وشركة شل في الجبيل، كما تقوم بتشغيل مشروعين مشتركين مع شركة موبيل في ينبع وجدة لتكرير وخلط زيوت التشحيم. وقد تم تأسيس أحدث مشروعات ارامكو السعودية المشتركة وهو شركة موتيفا انتربرايزز في عام 1998م وقد جمعت هذه الشركة بين قوة استار انتربرايزز مشروع الشركة المشترك السابق مع تكساكو وقاعدة شل التسويقية في 26 ولاية على ساحل الولايات المتحدة الشرقي ومنطقة ساحل خليج المكسيك لتنشىء واحدة من اكبر شبكات تكرير وتسويق المنتجات البترولية في الولايات المتحدة، ويبلغ اجمالي طاقة تكرير مشروعات الشركة المشتركة اكثر من مليوني برميل في اليوم.
ويقوم قطاع التسويق الدولي ذو القاعدة العريضة التابع لأرامكو السعودية ببيع الزيت الخام والمنتجات المكررة وسوائل الغاز الطبيعي والكبريت الى العملاء في أنحاء العالم تسانده في ذلك مكاتب تابعة لها يديرها موظفون مؤهلون في المدن الاستراتيجية مثل نيويورك ولندن وطوكيو وسنغافورة وأخيرا في بكين.
معمل الغاز بالحوية الأكبر من نوعه في العالم
ويعد معمل الغاز في الحوية الرابع في ارامكو السعودية والاكبر من نوعه في العالم والذي سيدخل ضمن شبكة الغاز الرئيسة في المملكة بعد معامل البري والعثمانية وشدقم. يحصل هذا المعمل على الغاز من ثلاثة حقول رئيسة هي الحوية والجوف وحرض وسيسهم في تزويد منطقة الرياض باحتياجاتها من الغاز الطبيعي ويغطي مساحة تمتد من المنطقة الشرقية الى الرياض.
ويقع في وسط الصحراء على بعد ستين كيلومترا جنوب الهفوف و200 كيلومتر جنوبي الظهران وعلى بعد 270 كيلومتر شرقي الرياض وتعتبر العضيلية الهفوف هما اقرب منطقتين مأهولتين بالسكان لهذا المعمل الذي تحيط به مجموعة كبيرة من آبار الزيت والغاز.
لقد تم البدء في الدراسات الاولية لمشروع الحوية في عام 1995م لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المملكة. ويتضمن ثلاثة عناصر رئيسة تتناول تطوير الحقل وأعمال الحفر ومرافق الانتاج ومشروع معمل الغاز في الحوية وتوسعة شبكة نقل وتوزيع الغاز الى المنطقة الوسطى.
يستقبل معمل الغاز في الحوية الغاز القادم من 60 بئرا موزعة بين حقلي الجوف والخف في منطقتي الحوية وحرض وسيتم ربط هذه الآبار بمعمل الغاز في الحوية من خلال شبكة انابيب متكاملة وبعد معالجة الغاز وتنقيته في معمل الحوية سيتم حقن الغاز المنتج في شبكة الغاز الرئيسة من خلال خط انابيب جديد تم تشييده لهذا الغرض.
وتشتمل توسعة شبكة الغاز الرئيسة على إنشاء خط انابيب جديد طوله 55 كيلومترا بين معمل الغاز في شدقم ومحطة الضخ على خطوط الانابيب الممتدة من شرق الى غرب المملكة. كما تشتمل التوسعة على تحديث ما يقارب 150 كيلومتر من خط انابيب الزيت الخام الممتد بين بقيق وينبع وتحويله الى خط أنابيب غاز بين محطتي الضخ رقم 1 و3.
وكذلك تركيب شبكة خطوط انابيب جديدة في منطقة الرياض لتوصيل محطات الكهرباء رقم 7 و8 و9 بشبكة الغاز الرئيسة. وقد تم امداد جميع هذه المحطات بالغاز وكجزء اخير من هذا المشروع تم انشاء خطوط انابيب الإنتاج والامداد والتوزيع التي تصل معمل الغاز في الحوية بباقي الشبكة. ولا يختلف تنفيذ مشروع الحوية عن أي من مشروعات ارامكو السعودية الاخرى، فقد قامت إدارة تخطيط المرافق في الشركة بإعداد الأسس التصميمية الهندسية لمشروع الحوية وتمت الموافقة عليها في ديسمبر 1996. وتزامنا مع إعداد الأسس التصميمة تم تشكيل فريق إدارة مشروع الحوية. وكان انتقاء هذا الفريق احد الاوجه الفريدة لمشروع الحوية، حيث تم تشكيله لتنفيذ المشروع من متخصصين وذوي خبرة يشغلون مناصب رئيسة في قطاعي الاعمال وإدارة المشاريع. وهو ما ادى الى تكوين فريق متكامل مكن الشركة.
وبالنسبة لمشروع معمل غاز الحوية فقد تم تقسيم المشروع الى ثلاث مجموعات من المقاولات الرئيسة وأرسيت عقودها على شركات عالمية ووطنية.
وبحلول يونيو من عام 2000م تم الانتهاء بصورة كاملة من التصاميم النهائية بعد توفر جميع المتطلبات المتعلقة بالنواحي الهندسية والمواد بشكل كاف ومفصل في الموقع وقد بدأت اعمال الانشاء في الموقع قبل البدء بإعداد التصاميم المفصلة. اذ بدأت اعمال تهيئة الموقع وإنشاء الطريق لربطه بمحافظة الاحساء في عام 1997م ليصبح الموقع والطريق جاهزين قبل ان يحرك المقاولون الرئيسيون معداتهم الى الموقع.
ومن اجل التعجيل بإنجاز المشروع كان من الضروري البدء بأعمال إنشاء المرافق الدائمة بعد البدء باعداد التصميم المفصل بوقت قصير، وقد بدأ المقاولون بتجهيز معداتهم في شهر ابريل 1999م وبعد ذلك ببضعة شهور بدأ العمل بإنشاء المرافق الدائمة.
ويمر مشروع معمل الغاز بالحوية حاليا بمراحله النهائية التي تتطلب نفس القدر من الالتزام بقواعد السلامة والجودة والتقيد بمواعيد التنفيذ والإنجاز والعمل بروح الفريق الواحد الذي يعد عنصرا رئيسا من العناصر الداعمة لهذا المشروع. ومن المقرر بمشيئة الله تعالى ان يبدأ المعمل بالانتاج في شهر ديسمبر من هذا العام 2001م.
الجدير بالذكر انه بتشغيل هذا المعمل سيزيد حجم الغاز المضاف الى شبكة الغاز الرئيسة للمملكة بنحو 4.1 بليون قدم مكعب قياسية في اليوم مما سيرفع اجمالي إنتاج الغاز بحوالي 35 بالمائة ليصل الى 4.5 بلايين قدم مكعب قياسية تقريبا. وأرامكو السعودية على ثقة بأنها سوف تتقيد برؤيتها ومسؤوليتها بتسليم معمل للغاز بمواصفات عالمية لتلبية احتياجات المملكة من الطاقة مع التقيد بأصول السلامة وبمستوى رفيع من الجودة وفي حدود الميزانية الموضوعة للمشروع وفي الوقت المقرر لإنجازه.
السلامة في أرامكو السعودية
وتعد السلامة احدى ضرورات العمل وأهم مقومات نجاح ارامكو السعودية فهي حصيلة جهود القوى العاملة التي تتبع اساليب عمل فعالة يقودها فريق الادارة المتمكن. فقد وضعت الشركة اولى خططها الرامية الى حماية موظفيها وممتلكاتها في بداية الاربعينات الميلادية، وقت كان تخصص هندسة السلامة ما يزال في مهده ففي عام 1940م، التحق بأرامكو اول مهندس متخصص في السلامة، ولم يمض وقت طويل حتى اصبح التحقيق في جميع الحوادث جزءا لا يتجزأ من برنامج السلامة في الشركة. وخلال السنوات اللاحقة، قام فريق من أخصائيي السلامة بوضع برنامج تعليمي لتوعية العاملين ذوي الثقافات المتعددة بالاساليب المأمونة في العمل. كانت السلامة الشخصية للعاملين محور اهتمام برنامج السلامة في الشركة طوال تلك السنوات، حيث تم التركيز على الاستخدام الامثل لمعدات الوقاية الشخصية المتاحة والاساليب الصحيحة لرفع الاحمال والنظافة وحسن الترتيب والتمارين الوهمية على الحريق والتدريب على الاسعافات الاولية. ونالت جهود ارامكو المبتكرة في نقل المعرفة بممارسات العمل المأمون عبر الحواجز الثقافية تقديرا دوليا في مقال نشرته مجلة )لايف( الامريكية في عددها الصادر في يونيو 1945م.
تأسيس ادارة مسؤولة عن السلامة
وبمرور الوقت، دعا الإيمان بأهمية السلامة في نجاح اعمال الشركة الى ضرورة تأسيس ادارة تشرف على برامج الشركة للسلامة. فتم تأسيس ادارة منع الخسائر لتقديم المساندة والمشورة والخبرة التقنية والقواعد والتدريب والدعم اللازم في مجال السلامة لدوائر الشركة المختلفة. كما اعتبرت ادارات الشركة الاخرى مسؤولة عن السلامة داخل مناطق اعمالها في حين تقوم إدارة منع الخسائر بتقديم خدمات استشارية لبرامج السلامة الخاصة بهذه الادارات.
في عام 1982م، تحقق انجاز مهم في مجال السلامة عندما صدر دليل السلامة في الشركة، متضمنا افضل نظريات وأنجح تطبيقات منع الخسائر المعروفة في ذلك الوقت. وحدد الدليل نظاما لجميع الادارات للتقيد به في تطوير وادارة برامج السلامة المناسبة لإنجاز اعمالها. كما اكدت خطة السلامة في الشركة التي وردت في مقدمة الدليل على مفهوم ان الشركة تعتبر اهداف السلامة مساوية لأهداف الانتاج من حيث الاهمية. وبهذا يبقى اساس فلسفة السلامة في ارامكو السعودية هو بناء وتشغيل مرافقها دون الاضرار بالمجتمع او البيئة او العاملين او الممتلكات. ولبلوغ هذا الهدف، تواصل الشركة سعيها نحو ايجاد السبل لتصبح السلامة جزءا مكملا لجميع نشاطاتها، بدءا من مرحلة الفكرة والتصميم وحتى اكتمال افضل اعمال الإنشاء والتشغيل اليومي للمرافق.
يعد التدريب على السلامة من نشاطات ادارة منع الخسائر المهمة، حيث يخضع الموظفون لبرامج تدريب مستمرة خلال سنوات عملهم تعنى بالمجالات التي ستساعدهم في اداء مهامهم اليومية بشكل مأمون وفعال، مثل الدورات الخاصة بنظام تصاريح العمل ومتطلبات اختبار الغاز والتعرف على الاخطار. ولقد تطورت وسائل التدريب على السلامة بمرور الوقت، مما ادى الى نقل عملية التدريب من موقع العمل الى الفصل الدراسي وحاليا الى الحاسب الآلي من خلال موقع إدارة منع الخسائر على الشبكة الالكترونية الخاصة بالشركة، مما يتيح لموظفي الشركة الحصول على التدريب في الوقت والسرعة المناسبين لهم.
ولدعم السلوك المأمون أثناء وخارج العمل، تقوم إدارة منع الخسائر بتنفيذ برنامج تحفيزي للسلامة خاص بتكريم الأداء المأمون للادارات والافراد؛ حيث تقوم ادارة الشركة التنفيذية بتقدير الموظفين الذين اكملوا مدة اكثر من 35 سنة من الخدمة مع الشركة دون حوادث لإنجازاتهم المتميزة في مجال السلامة في حفل تكريم يقام سنويا. كما يتم ايضا تكريم الادارات التي تحقق انجازات ملموسة في مجال السلامة.
في عام 1998م، ادرجت ارامكو السعودية السلامة كواحدة من قيمها العشر، للتأكيد مجددا بأن السلامة عنصر مكمل لنجاح الشركة. تترجم ارامكو السعودية التزامها بالسلامة الى واقع عملي من خلال حرصها وسعيها الى جعل السلامة جزءا لا يتجزأ من سلوكيات جميع موظفيها وأسرهم في حياتهم اليومية. ولتفادي وقوع حوادث خارج العمل، تدعم الشركة اصول السلامة في المنزل وفي اماكن الترفيه الى جانب الاهتمام بسلامة الأسرة والسلامة المرورية والسلامة من اخطار الحرائق. ولتحقيق هذه الغاية، فإنها تقوم بنشر وتوزيع اكثر من مليوني مطبوعة من مواد التوعية بالسلامة سنويا.
لقد تحسن اداء السلامة أثناء العمل في ارامكو السعودية على مر السنين بصفة عامة، بالمقارنة بأداء الشركات المماثلة الاخرى حول العالم. وتعددت مرات حصول سجل السلامة بالشركة على التقدير العالمي. فمنذ المشاركة في مسابقة جائزة السلامة السنوية لاتحاد مصنعي الغاز في عام 1984م، احرزت معامل الغاز في ارامكو السعودية جوائز المركز الاول سبع مرات، كان آخرها في عام 1997م. وفي عام 1994م، منح مجلس السلامة الوطني مصفاة الرياض نوط الامتياز للعمل لأكثر من 4 ملايين ساعة دون وقوع اية اصابة. وفي عام 1995م، نالت مصفاة ينبع جائزة مجلس السلامة الوطني لإنجازاكثر من 27 مليون ساعة عمل دون اصابات. كما احرزت مصفاة ينبع ايضا في عام 1999م، جائزة مجلس السلامة الوطني في الريادة الصناعية تقديرا لإنجازاتها المثالية في مجال السلامة التي وضعتها بين الخمسة في المائة الاوائل في الصناعة البترولية، كما مُنحت جائزة السجل المثالي للعمل لأكثر من 4 ملايين ساعة عمل دون اصابات. وفي عام 1998م، منحت وزارة الداخلية السعودية ادارة منع الخسائر في ارامكو السعودية لقب الادارة المثالية في مجال السلامة والامن الصناعي عن العام 1418ه )1997م/1998م(.
ويمتد دعم ارامكو السعودية للسلامة الى مساندة جهود الدولة المبذولة في نشر الوعي بأصول السلامة والأمن على امتداد ارض المملكة. حيث شاركت ارامكو السعودية على مدى السبعة عشر عاما الماضية في اسبوع المرور الذي ينظم في دول مجلس التعاون الخليجي في كل عام، والذي يهدف الى التوعية بالسلامة المرورية. وتتضمن مشاركة ارامكو السعودية في هذا الحدث، قيام مجموعة من موظفي الشركة بالقاء بعض المحاضرات المتعلقة بالسلامة المرورية في المدارس والمرافق العامة، بالاضافة الى توزيع مواد التوعية بالسلامة المرورية. كما شاركت ارامكو السعودية مشاركة فعالة في اثنتين من الحملات الحكومية في عام 2000م )المعرض السعودي الدولي لأمن وسلامة المنشآت المدنية والصناعية والدفاع المدني، وفي الحملة الوطنية الشاملة للتوعية الامنية والمرورية(. حيث استهدفت هاتان الحملتان زيادة الوعي بأصول السلامة المرورية وسلامة المنزل والسلامة من اخطار الحرائق بين سكان المملكة.
وبالرغم من ذلك، فان ارامكو السعودية لا تكتفي بانجازاتها السابقة في مجال السلامة، بل تؤمن بأن التقدم الحقيقي يتطلب تعزيزات مستمرة. ان غاية الشركة للقرن الحادي والعشرين هي المحافظة على مركزها الريادي في بيئة ترتقي بالسلامة لصالح كافة الناس ومن اجل حماية البيئة.
|
|
|
|
|
