| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
بعد التحية
كلما جمع الناس مجلس يذكر فيه الشعر والشعراء تمثل احدهم بقوله تعالى «والشعراء يتبعهم الغاوون» يوردها مورد الذام القادح في الشعر والشعراء، يتلوها فيخطئ قائلا: يتبعهم الغاوون بسكون التاء لابتشديد الفتحة عليها، فيكون هذا جاهلا بمعناها لايحفظ من الآية الا ماقدمنا ناسيا بقيتها التي استثنى فيها الله تعالى من الشعراء الذين آمنوا وعملوا الصالحات فقال: «والشعراء يتبعهم الغاوون الم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون مالايفعلون الا الذي آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ماظلموا».
ذلك شأنه شأن الذين لايحفظون الا قوله تعالى «فويلٌ للمصلين».
امثال ذلك لايرون في الاسلام الا محاربا للشعر والشعراء، والحقيقة غير ذلك، فالاسلام «ظلال القرآن لايحارب الشعر والشعراء، كما يظن من ظاهر الالفاظ وانما هو يحارب المنهج الذي سار عليه الشعر» والفن منهج الاهواء والانفعالات التي لا ضابط لها ومنهج الاحلام المهمومة التي تشغل اصحابها عن تحقيقها ومن ثم يستثني القرآن الكريم من ذلك الوصف العام للشعراء «الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ماظلموا»
فهؤلاء ليسوا داخلين في ذلك الوصف العام هؤلاء امنوا فامتلأت قلوبهم بعقيدة واستقامت حياتهم على منهج وعملوا الصالحات فاتجهت طاقتهم ليصلوا الى نصرة الحق الذي اعتنقوه.
اذا ليس كل الشعراء يتبعهم الغاوون بل هناك من استثنوا من ذلك فلا يصح ان يستشهد بآيات الله تقريعاً وتوبيخاً للشعراء عموما تجنبا من باب القاء الاقوال على عواهنها بلا فهم ولا وعي تاليا على الله سبحانه وتعالى «فكم من شاعر مجيد لايبغي من الشعر غواية ولايسعى الى فتنة ولا الى التشدق بما لا يفعل.
فهل يتنبه هؤلاء الذين كلما رأوا شاعرا او جمعهم به مجلس القوا بالآية الكريمة «والشعراء يتبعهم الغاوون» لايلقون لها بالا وكأنها نكتة او اداة غمز ولمز وهم حتى لايحفظون آخرها القائل:
«وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون».
شيخة العتيبي
العاصمة
|
|
|
|
|