أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th June,2001 العدد:10501الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,ربيع الثاني 1422

أفاق اسلامية

نقاط فوق الحروف
عاقبة الظلم
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وهو في الغالب ميالٌ إلى الشر بطبعه ومحبٌ للشهوات بجبلته، ولما ركب في النفس البشرية من انسياق وراء المشتهيات واندفاع إلى عمل السيئات من ظلم وطغيان. وتسلط وبغي وعدوان، وما حرم الإسلام شيئاً كالظلم وما توعد الله أحداً بمثل ما توعد الظالمين والظلم هو وضع الأشياء في غير مواضعها، وطرقه كثيرة ووسائله متعددة وأنواعه ودرجاته متفاوتة أولها وأشدها: الكفر بالله والشرك في عبادته قال تعالى: )والكافرون هم الظالمون(، والنوع الثاني: هو ظلم العبد نفسه ومنها ترك الصلاة ومنع الزكاة والتفريط في الطاعات وتناول المسكرات وتعاطي المخدرات وفعل المحرمات«كلها ظلم للنفس». النوع الثالث: هو ظلم العبد لغيره من الناس على اختلاف أجناسهم وذلك بالتعدي على المخلوقين في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وغير ذلك. يكفي الظالمين ذلاً ومهانة وخزياً وندامةً وقوعهم تحت لعنة الجبار جل جلاله «ألا لعنة الله على الظالمين»، وحرمانهم من الهداية «والله لا يهدي القوم الظالمين». ومن الناس من يسئ ويظلم ويأكل الحقوق ويستخف بالحرمات ويستغل عمله للتطاول والإساءة وظلم عباد الله وتعطيل المصالح قال عليه الصلاة والسلام في خطبته في حجة الوداع: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» وقال عز وجل: )ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، مهطعين مقنعي رؤسهم لا يرتدإليهم طرفهم وأفئدتهم هواء»، فلا يظنن الظالم أنه مفلت من قبضة الله فالله يمهل ولا يهمل وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك، وأن الله سبحانه وتعالى سينتقم لهؤلاء المظلومين الذين يصبحون ساخطين عليه، ويمسون داعين عليه، فسهام الليل منهم نافذة مستجابة، في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: «واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»، وفي الحديث الآخر أنه صلى الله عليه وسلم قال: «ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويقول وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين» قال بعض السلف: لو بغى جبل على جبل لدُكَّ الباغي منهما وأن ما حل ويحل من زلازل مدمرة وفيضانات مخربة وحرائق مرعبة وحروب طاحنة، أكلت الأخضر واليابس أمور تشيب لها الرؤوس، هي نتيجة الظلم.
فلنتق الله عزوجل جميعاً ولنعاهد أنفسنا أن نتجنب الظلم بجميع صوره وأشكاله لعل الله عزوجل يفرج كرب المكروبين ويرحمنا برحمته إنه جواد كريم. وصلى الله على نبينا محمد.
خالد بن سعود حمد الخميش
فرع الرئاسة بحائل

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved