| أفاق اسلامية
كثيراً ما أجد نفسي بعد صلاة الفجر افكر بموضوع للكتابة فيه.. وألقى الافكار تأتي من كل صوب، وأبيت النية على ان اكتب في هذا الموضوع مقالاً او كتاباً، فأنام وتنام معي الفكرة.. وأصبح ولا تصبح.. ومرات قلائل أردت ان اصيدها في حينها فوجدتني لا اجد عناءً في ذلك..
فما هو السر يا ترى؟!
ان للبكور بركة عظيمة، وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اذ يقول: «بورك لأمتي في بكورها» والذين يعرفون البكور ويعملون فيه ويستفيدون منه هم أحسن إنجازاً واطيب نفساً وأقل تعرضاً للامراض بل من العجيب ان المرء اذا قرأ في الصباح الباكر يلحظ جمالاً في صوته.. ولذا فتغريد الطيور في الصباح الباكر اجمل بكثير من تغريدها عند الغروب.. وقد كشفت تجارب العلماء عن آثار غاز الاوزون الذي يتواجد بكثرة من طلوع الفجر حتى طلوع الشمس حيث يتلاشى...
وقد اجري العلاج بالبكور لمجموعة من المرضى بالاكتئاب، فوجد ان عدداً كبيراً منهم يشفى، وأن الذي لا يتعرض لريح الصبا تطول مدة علاجه.
ولعل السر في كثرة الامراض النفسية هذه الايام ترك البكور ونوم الضحى.. والذي يستدعيه السهر وعدم الاخذ بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في النوم بعد صلاة العشاء «كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعده».
وإذا كان هذا اثر البكور على الروح والنفس، فان له اثراً كبيراً على خلايا الجسم، فالذين يسهرون يحرقون كثيراً من الفيتامينات لاسيما فيتامين «ج» الذي يلزم الجسم لتقوية المناعة، لذا كثيراً ما يتعرض الانسان للاصابة بالانفلونزا، مع الارهاق والسهر، وقد ثبت ذلك طبياً.
كما ان السهر يؤثر على العينين فتغوران، ويسود ما تحتهما، وللبكورأثر إيجابي في علاج حالات الامساك فالمرء اذا استيقظ مبكراً وشرب كأس ماء تحركت الدورة الدموية وزاد افراز الامعاء والمعدة فطردت الفضلات بانتظام.. على عكس من يتأخر في الاستيقاظ «الى الضحى فإنه يفقد هذه الفائدة.. وقد نبهنا رسولنا صلى الله عليه وسلم لذلك فقال «فان هو قام وصلى اصبح طيب النفس نشيطاً وإلا اصبح خبيث النفس كسلان».
|
|
|
|
|